الباحث القرآني

﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ﴾ موضع غروبها ﴿وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا﴾ ﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ﴾ من المعلوم أن المراد المكان الذي تغرب الشمس فيه، وهو البحر؛ لأن الساعي إلى المغرب سوف يصطدم بأيش؟ بالبحر المحيط، والشمس إذا رآها الرائي وجد أنها تغرب فيه. أرض البحر ﴿حَمِئَةٍ﴾ يعني: مُسْوَدَّة من الماء؛ لأن الماء إذا مكث طويلًا في الأرض صارت سوداء. ﴿وَجَدَهَا تَغْرُبُ﴾ في هذه العين، ومعلوم أنها تغرب في هذه العين الحمئة حسب رؤية الإنسان، وإلَّا فهي أكبر من الأرض، وأكبر من هذه العين الحمئة وأعظم، وهي تدور على الأرض، لكن لا حرج أن الإنسان يُخْبِر عن الشيء حسب رؤيته إياه. ﴿وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا﴾ أي: عند هذه العين الحمئة وهو البحر ﴿قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا﴾ [الكهف ٨٦] يعني: أن الله عز وجل خَيَّره بين أن يعذبهم بالقتل، أو غير القتل، أو يحسن إليهم يتخذ فيهم حسنًا؛ وذلك لأن الرجل ملكٌ عادل، ملك عاقل، ويدل لعقله ودينه أنه قال: ﴿أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (٨٧) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا﴾ [الكهف ٨٧، ٨٨] حُكم عدل.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب