الباحث القرآني

قال تعالى: ﴿وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ﴾ [الكهف ٨٢]، غلامين صغيرين يتيمين قد مات أبوهما، ﴿وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا﴾ تحت أيش؟ الجدار، ﴿كَنْزٌ﴾ أي: مال مدفون. ﴿فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ﴾، أراد الله عز وجل أن يبلغا أشدهما؛ أي: يبلغا ويكبرا، حتى يصلا إلى سن الأشد، وهو أربعون سنة عند كثير من العلماء. فالداعي إلى الكفر يُقْتَل؛ خوفًا من أن ينشر كفرَه في الناس. قال تعالى: ﴿وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ﴾ [الكهف ٨٢] غلامين صغيرين يتيمين قد مات أبوهما. ﴿وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا﴾ تحت أيش؟ الجدار، ﴿كَنْزٌ﴾ أي: مال مدفون ﴿كَنْزٌ لَهُمَا﴾. ﴿فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ﴾ أراد الله عز وجل ﴿أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا﴾ أي: يبلغا ويَكْبُرا حتى يصلا إلى سن الأَشُدِّ وهو أربعون سنة عند الكثير من العلماء. ﴿وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا﴾ لأنه سيبقى تحت الجدار، ولو أن الجدار انهدم وانقض لبرز الكنز وأخذه الناس. قال: ﴿وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا﴾ فكان من شكر الله عز وجل لهذا الأب الصالح أن يكون رؤوفًا بأبنائه، وهذا من بركة الصلاح في الآباء أن يحفظ الله الأبناء. ﴿وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا﴾ وهنا ما قال: فأردنا، ولا قال: فأردت، قال: (أَرَادَ رَبُّكَ)؛ لأن بقاء الغلامين حتى يبلغا الأَشُدَّ ليس للخضر ولا لموسى فيه أي شيء، لكن الخشية خشية ﴿أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا﴾ تكون من موسى ومن الخضر، وإرادة عيب السفينة تكون من الخضر، وفعلًا عابها، لكن مسألة نشأة الغلامين على طاعة الله عز وجل حتى يكبرا ويستخرجا كنزهما ليس لموسى ولا للخضر فيها آية. ﴿فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا﴾ منين؟ من تحت الجدار. ﴿رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ﴾ هذه مفعول لأجله العامل فيه (أراد)، يعني: أراد الله ذلك رحمة منه جل وعلا. ﴿وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي﴾ يعني: ما فعلت هذا الشيء عن ذكاء مني أو عقل مني، ولكنه بإلهام من الله عز وجل وتوفيق؛ لأن هذا الشيء فوق ما يدركه العقل البشري. ﴿ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا﴾ (تأويله) يعني: تفسيره؛ لأنه في الأول قال: ﴿سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ﴾ ثم ختم ذلك بقوله: ﴿ذَلِكَ تَأْوِيلُ﴾ أي: تفسير، ويحتمل أن يكون المراد بالتأويل هنا في الثانية العاقبة، يعني: ذلك عاقبة ما لم تستطع عليه صبرًا؛ لأن التأويل يراد به العاقبة ويراد به التفسير. وقوله: ﴿مَا لَمْ تَسْطِعْ﴾ وفي الأول قال: ﴿سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا﴾ الإتيان باللغتين يعني: أن استطاع واسطاع، ويستطيع ويسطيع، كل منها لغة صحيحة عربية. ﴿ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا﴾ في هذه القصة من العبر شيءٌ كثير لو أردت أن يقوم كل واحد بذكر فوائد من تصويرها أو مشهدها، هل لكم طاقة بذلك؟ يعني مثلًا؛ واحد يأخذ القصة من حين خرج موسى عليه الصلاة والسلام إلى أن آوى إلى الصخرة وفارقها، ثم من ركوبه مع الخضر السفينة وما جرى من الخضر على السفينة، وبيان السبب في ذلك ثم الغلام، ثم الجدار، يعني: أربعة، كل واحد يأخذ موضوعًا. ثم قال الله عز وجل: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ﴾ [الكهف ٨٣].. * الطالب: (...). * الشيخ: هذه خليها للباحث. * الطالب: (...). * الشيخ: (...) هذه للباحث. * الطالب: (...). * الشيخ: كل القصة ولا بعضها؟ * الطالب: لأن موسى يا شيخ في بعض القصة؛ لأن موسى أعلم من الخضر وأفضل من الخضر، فهو كليم الله سبحانه وتعالى ومن أولي العزم الخمسة، لكن معنى القصة هنا امتحان لموسى بما سبق من كلامه، والخضر أطلعه الله على شيء على قتل الغلام، وخرق السفينة بمنزلة الغيب، لا (...) خرق السفينة، قتل الغلام والجدار، يعني: أقرب ما يكون لمسألة الغيب، والغيب ما يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى. * الشيخ: إي، هذا أطلعه الله عليه، والله عز وجل قد يطلع بعض الأولياء على الغيب. * الطالب: لكن موسى يا شيخ أفضل منه. * الشيخ: ولو كان أفضل منه قد يغيب عن موسى شيء، ويتضح لغيره مثل الآن يوجد مثلًا فضائل في الصحابة، لبعض الصحابة فضل لم يحصل لأبي بكر ولا لعمر. * الطالب: (...) في قول الله عز وجل: ﴿فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً﴾ ألا يمكن لقائل أن يقول: إن الرحمة هنا رحمة النبوة كما في قول نوح عليه السلام: ﴿وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ﴾ [هود ٢٨] ، وقول صالح عليه السلام: ﴿وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً﴾ [هود ٦٣]؟ * الشيخ: (...) هذا لا يدل على أنه نبي، بل هو رجل صالح، حتى كل صالح فإن الله تعالى قد رحمه؛ ﴿وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ﴾ [النمل ١٩]، كل عبد صالح فهو مرحوم. * الطالب: (...). * الشيخ: لا، هو أقرب ما يكون لو قلنا به ﴿وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا﴾ (...) الرحمة لكل أحد، نعم. * الطالب: ما وجه إنكار الخضر على موسى في قوله: ﴿قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا﴾ ما (...) هذا عرض عليه، ما فيه لا إنكار ولم يقل: (...)؟ * الشيخ: لا، هذا يتضمن الإنكار، يعني: ﴿لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا﴾ هو عرض لطيف، لكن وراءه انتقاد. * الطالب: في قوله تعالى: ﴿وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا﴾ استدل البعض على إثبات العلم اللدني، وما ضابط ذلك؟ * الشيخ: لا، نقول: كل شيء لا يمكن للإنسان أن يتوصل إليه بنفسه، فهو من لدن الله عز وجل، وأما ما قاله الصوفية: العلم اللدني وأنه يقول: إنه حضر مع الله في الليلة الماضية وسهر مع الله وأعطاني علمًا وما أشبه ذلك، كل هذا من خرافاتهم، أليس هكذا؟ * الطالب: يقولون هكذا. * الشيخ: نعم، يقولون هكذا. * الطالب: شيخ، بالنسبة للخضر والقول عنه إنه عائش (...)؟ * الشيخ: لا، الخضر لا شك أنه مات في وقته، ولهذا لم يجر له ذكر لا مع عيسى ولا مع غيره من الأنبياء، ولا مع محمد عليه الصلاة والسلام؛ لأنه لو كان حيًّا حياة الآدميين لوجب عليه أن يؤمن بمحمد عليه الصلاة والسلام، وأن يأتي إليه، ويشاركه في جهاده، وأيضًا فقد قال النبي ﷺ في آخر حياته:« إِنَّهُ عَلَى رَأْسِ مِئَةِ سَنَةٍ لَا يَبْقَى عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مِمَّنْ هُوَ عَلَيْهَا الْيَوْمَ أَحَدٌ»[[متفق عليه؛ البخاري (٥٦٤)، ومسلم (٢٥٣٧/ ٢١٧) من حديث عبد الله بن عمر.]] لا، هو مات في وقته.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب