الباحث القرآني

﴿أَمَّا السَّفِينَةُ﴾ ﴾ [الكهف: ٧٩]، ويريد بها السفينة التي خرقها، فـ(أل) في السفينة لأيش؟ * طالب: للعهد الذكري. * الشيخ: للعهد الذكري، نعم، ﴿أَمَّا السَّفِينَةُ﴾ يعني: التي خرقها، ﴿فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ﴾؛ يعني أنهم يطلبون الرزق فيها، مساكين فقراء، والجمع أقله ثلاثة، قد يكون ثلاثة أو عشرة أو عشرين أو ثلاثين، عددهم ليس بضروري أن نعرفه. ﴿يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا﴾؛ يعني أن أجعل فيها عيبًا، لماذا؟ قال: ﴿وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا﴾، ﴿فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا﴾، حتى إذا مرت بهذا الملك قال: هذه سفينة معيبة لا حاجة لي فيها؛ لأنه لا يأخذ إلا السفن الصالحة الجيدة، أما هذه فلا حاجة له فيها، وهذا منه أخذ الناس أن الإنسان الذي يخاف على نفسه العين ينبغي ألا يظهر بالمظهر الذي يلفت النظر؛ خوفًا من العين؛ يعني لا يلبس الثياب الجميلة جدًا التي تلفت النظر، أو يتزين زينة تلفت النظر، هل مثلًا لو فرضنا أن الرجل هذا له عينان واسعتان جميلتان قويتا النظر، هل مثلًا نقول: امش وأنت مغمض؟ * طلبة: يلبس نظارات. * الشيخ: ممكن يلبس نظارات، أو إذا لم يكن عنده نظارات يقلل من فتح العينين؛ لئلا يصاب بأذى، على كل حال صار له وجهة نظر، فعل الخضر له مبرر، ومنه يؤخذ فائدة عظيمة، وهي إتلاف بعض الشيء لإصلاح باقيه، إتلاف بعض الشيء لإصلاح باقيه هذا شيء جائز، والأطباء الآن يعملون به، تجده مثلًا يأخذ من الفخذ قطعة ليصلح بها شيئًا في الوجه أو في الرأس أو ما أشبه ذلك ولا بأس به. وأخذ من ذلك العلماء رحمه الله أن الوقف إذا دمر وخرب فلا بأس أن يباع بعضه ويصلح به الباقي. ﴿فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا﴾، إذن زال الإشكال في مسألة السفينة.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب