الباحث القرآني

﴿وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ﴾ ﴾ [الكهف: ٥٨]، هذا أيضًا فيه تسلية للرسول عليه الصلاة والسلام من وجه آخر، وهو أن النبي ﷺ قد يقول: لماذا لم يعاجلوا بالعقوبة؟ كيف يكذبونني وأنا رسول الله ولم يعاقبوا؟ فبين الله له أن الرب عز وجل هو ﴿الْغَفُورُ﴾ أي الذي يستر الذنوب، ﴿ذُو الرَّحْمَةِ﴾ الذي يلطف بالمذنب، ولهذا قال: ﴿لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ﴾؛ لأنه لو أراد الله أن يؤاخذ الناس بما كسبوا لعجل لهم العذاب، وقد بَيّن الله عز وجل هذا العذاب في آيات أخرى، فقال: ﴿وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ﴾ [فاطر ٤٥] لأهلكهم في الحال، ﴿وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى﴾ [فاطر ٤٥]. ﴿بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا﴾ [الكهف ٥٨]، ﴿بَلْ﴾ هذه للإبطال، إضراب إبطالي؛ يعني: بل لن يسلموا من العذاب إذا أُخّر عنهم. ﴿لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا﴾ أي: ملجأً، متى هذا؟ يوم القيامة، ويحتمل أن يكون ما يحصل للكفار من القتل على أيدي المؤمنين كما قال عز وجل: ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (١٤) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ﴾ [التوبة ١٤، ١٥]، فنقول: ﴿بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا﴾ نقول: هذا يحتمل أن يكون المراد ما سيكون عليهم من القتل والأخذ في الدنيا أو ما سيكون عليهم يوم القيامة الذي لا مفر منه.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب