الباحث القرآني

ثم قال عز وجل مقارنا لما يبقى وما لا يبقى، قال: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ [الكهف ٤٦]، المال من أي نوع، سواء كان من العروض أو النقود أو الآدميين أو البهائم، ﴿وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ ولا تنفع الإنسان في الآخرة إلا ما قدم منها. وذكر البنين دون البنات؛ لأنه جرت العادة أنهم لا يفتخرون إلا بأيش؟ إلا بالبنين، والبنات في الجاهلية مَهينات قد أهن بأعظم المهونة، كما قال الله عز وجل: ﴿وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا﴾ [النحل ٥٨]، أي: صار وجهه مسودًا وقلبه ممتلئًا غيظًا ﴿وَهُوَ كَظِيمٌ (٥٨) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ﴾ [النحل ٥٨، ٥٩]، يعني يختفي منهم، ﴿مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ﴾ [النحل ٥٩]، ثم يقدر في نفسه ﴿أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ﴾ [النحل ٥٩]، بقي قسم ثالث: أن يمسكه على عز، وهذا عندهم غير ممكن، ليس به إلا أحد أمرين: إما أن يمسكه على هون وذل، أو يدسه في التراب يئده؛ قال الله عز وجل: ﴿أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾ [النحل ٥٩]. ﴿زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ الإنسان يتجمل بها، يتجمل عنده أولاد، قدر نفسك أنك صاحب قِرَى، يعني أنك مضياف، وعندك شباب خمسة، عشرة، يستقبلون الضيوف، تجد أن هذا في غاية ما يكون من السرور والراحة، هذه زينة، أليس كذلك؟ كذلك قَدِّر نفسك أنك تسير على فرس، وحولك هؤلاء الشباب يحوطونك من اليمين والشمال، ومن الخلف والأمام، ستجد شيئًا عظيمًا من الزينة، ولكن هناك شيء خير من ذلك، قال: ﴿وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا﴾. ﴿الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ﴾ هي الأعمال الصالحة من أقوال وأفعال، ومنها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ومنها الصدقات، وغير ذلك، هذه هي الباقيات الصالحات. ﴿خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا﴾، ولا شك أن الأمر كما قال ربنا عز وجل: خَيْرٌ ثَوَابًا؛ أي: أجرًا ومثوبة، ﴿وخير أملًا﴾ أي: مؤملًا يؤمله الإنسان؛ لأن هذه الباقيات الصالحات كما وصف الله باقيات، أما الدنيا فهي أيش؟ * طلبة: فانية. * الشيخ: فانية وزائلة.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب