الباحث القرآني

يقول ﴿وَاضْرِبْ لَهُمْ﴾ [الكهف ٤٥]، مثل آخر، ﴿وَاضْرِبْ لَهُمْ﴾ يعني اجعل لهم مثلًا، ﴿مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ﴾، وهو المطر، ﴿فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ﴾، اختلط به يعني: أن الرياض صارت مختلطة بأنواع النبات المتنوع في أزهاره وأوراقه وأشجاره، كما تشاهدون في وقت الربيع، كيف تكون الأرض، سبحان الله، كأنها وشي من أحسن الوشيات، ﴿اخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ﴾ من كل نوع، ومن كل جنس. ﴿فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ﴾، (أصبح) يعني هذا النبات المختلط المتنوع ﴿أَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ﴾؛ هامد، ﴿تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ﴾: تحمله، هذا مَثل الحياة الدنيا، الآن الدنيا تزدهر للإنسان، وتزهو له، وإذا بها تخمد، بأي شيء؟ بموته أو فقد الدنيا، لا بد من هذا، إما أن يموت الإنسان وإما أن يفقد الدنيا. هذا مَثل مطابق تمامًا، وهذا النوع من الأمثال ضربه الله تعالى في عدة سور من القرآن الكريم حتى لا نغتر بالدنيا ولا نتمسك بها، والعجب أننا مغترون بها، متمسكون بها مع أن أكدارها وهمومها وغمومها أكثر بكثير من صفوها وراحتها، والشاعر الذي قال: ؎فَيَوْمٌ عَلَيْنَا وَيَوْمٌ لَنَا ∗∗∗ وَيَوْمٌ نُسَاءُ وَيَوْمٌ نُسَر لا يريد فيما يظهر لنا المعادلة، لكن المعنى أنه ما من سرور إلا ومعه إساءة، وما من إساءة إلا معها سرور، لكن صفوها أقل بكثير من أكدارها، حتى المُنَعّمون بها ليسوا مطمئنين إليها، كما قال الشاعر الآخر: ؎لَا طِيبَ لِلْعَيْشِ مَا دَامَتْ مُنَغَّصَةً ∗∗∗ لَذَّاتُهُ بِادِّكَارِالْمَـــــــــــــــــــــــــوْتِ وَالْهَرَمِ ﴿فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا﴾، كان الله تعالى على كل شيء مقتدرًا، ما وُجد قادر على إعدامه وما عُدم قادر أيش؟ * طالب: على إيجاده. * الشيخ: على إيجاده، وليس بين الإيجاد والعدم إلا كلمة كن، ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ [يس ٨٢].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب