الباحث القرآني

﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ﴾ ﴾ [الكهف: ١٣] نعم القائل صدقًا وعلمًا وبيانًا وإيضاحًا؛ لأن كلام الله تبارك وتعالى متضمن للعلم، والصدق، والفصاحة، والإرادة؛ أربعة أشياء: كلامه عز وجل عن علم، كلامه أيضًا عن صدق، كلامه في غاية الفصاحة، إرادته بهذا الكلام خير إرادة، يريد بما يتكلم به أن يهدي عباده. إذن ﴿نَحْنُ نَقُصُّ﴾ قصص الله عز وجل أجمل القصص وأحسن القصص؛ لأنه صادر عن علم، والثاني: عن صدق، والثالث: بأفصح ألفاظه وأبينها وأوضحها، ولا شيء أوضح من كلام الله إلا من أزاغ الله قلبه وقال: إن هذا أساطير الأولين. الرابع: الإرادة، لم يرد الله عز وجل بما يقص علينا أن نضل، ولا بما حكم علينا أن نضل، بل أراد أن نهتدي وأن نعتبر. وقوله: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ﴾ إذا قال قائل: هل نحن للواحد أو للجماعة؟ فالجواب: للجماعة، صح؟ * طلبة: لا. * الشيخ: واحد، لكنه لا شك أنه جل وعلا من أعظم العظماء، والأسلوب العربي إذا أسند الواحد إلى نفسه صيغة الجمع فهو يعني أنه تعظيم، ومعلوم أنه لا أحد أعظم من الله عز وجل؛ ولهذا تجد الملوك أو الرؤساء إذا أرادوا أن يصدروا القرارات ماذا يقولون؟ نحن فلان وفلان نأمر بكذا؛ إذن كل ضمائر الجمع المنسوبة إلى الله عز وجل المراد بها التعظيم. ﴿نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ﴾ أي: نقص عليك ونحدثك به. ﴿نَبَأَهُمْ﴾ أي: خبرهم. ﴿بالْحَقِّ﴾ أي: بالصدق المطابق للواقع. ﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ﴾، ﴿فِتْيَةٌ﴾ شباب، لكن عندهم قوة في العزيمة، قوة في الإيمان. ﴿وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾ زادهم الله عز وجل هدى؛ لأن الله تعالى يزيد الذين يهتدون هدى، وكلما ازددت عملًا بعلم زادك الله هدى، أي: زادك الله علمًا.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب