الباحث القرآني

ولما ذَكَر مِنَّتَه عليه بهذا الخير الكثير قال: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾، شُكْرًا لله على هذه النعمة العظيمة أنْ تُصَلِّي وتنحر لله، والمراد بالصلاة هُنا جميعُ الصلوات، وأوَّل ما يدخل فيها الصلاةُ المقرونةُ بالنحر، وهي صلاةُ عيدِ الأضحى، لكن الآية شاملة عامَّة؛ ﴿صَلِّ لِرَبِّكَ﴾ الصلوات المفروضة، والنوافل، صلوات العيد، والجمعة. ﴿وَانْحَرْ﴾ أي: تَقَرَّبْ إليه بالنَّحْر، والنَّحْر يختصُّ بالإبل، والذَّبح للبقر والغَنَم، لكنه ذَكَر النحر لأن الإبل أنفع من غيرها بالنسبة للمساكين، ولهذا أهداها النبيُّ ﷺ في حَجِّه، أَهْدى مئةَ بعيرٍ، ونَحَرَ منها ثلاثًا وستين بيده، وأعطى عليَّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه الباقيَ فنَحَرَه، وتصدَّق بجميع أجزائها إلا بضعةً واحدةً من كلِّ ناقةٍ، فأخذها، وجُعِلتْ في قِدْرٍ فطَبَخَها، فأكل من لحمها وشَرِبَ من مَرَقِها[[أخرج مسلم (١٢١٨ / ١٤٧) من حديث جابر رضي الله عنهما قال: ... ثم انصرف إلى الْمَنْحر فنَحَرَ ثلاثًا وستين بيده، ثم أعطى عليًّا فنَحَرَ ما غَبَرَ، وأَشْركه في هَدْيِه، ثم أَمَر مِن كلِّ بَدَنَةٍ ببضْعةٍ فجُعِلتْ في قِدْرٍ فطُبِخَتْ، فأكَلَا من لحمها وشَرِبَا من مَرَقِها... الحديث. ]]، وأَمَر بالصدقة حتى بجِلالها وجلودها[[أخرج البخاري (١٧٠٧) ومسلم (١٣١٧ / ٣٤٩) من حديث على بن أبي طالب قال: أَمَرني رسولُ الله ﷺ أن أتصدَّق بجِلال البُدْن التي نُحِرَتْ وبجلودها. هذا لفظ البخاري، والجِلال -بكسر الجيم-: جمع جُلٍّ -بضم الجيم- وهو ما يُطرَح على ظهر البعير من كساء ونحوه.]]، عليه الصلاة والسلام، والأمر له أمرٌ له وللأُمَّة، فعلينا أن نُخْلِص الصلاةَ لله وأن نُخْلِص النحرَ لله كما أُمِر بذلك نبيُّنا ﷺ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب