الباحث القرآني

﴿إِنَّهَا﴾ أي: الْحُطَمَة، وهي نارُ اللهِ الموقَدة ﴿عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ﴾ على مَن؟ على الهمَّاز اللَّمَّاز الجمَّاع للمالِ المنَّاع للخير، ولم يَقُل: إنها عليه، مع أنَّ المرجع مفرد؛ ﴿وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (١) الَّذِي جَمَعَ﴾، لكنَّه أعاد الضمير بلفظ الجمع باعتبار المعنى؛ لأن ﴿لِكُلِّ هُمَزَةٍ﴾ عامٌّ يشمل جميع الهمَّازين وجميع اللَّمَّازين. ﴿﴿إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُوصَدَةٌ﴾ ﴾ أي: مُغْلَقة؛ مُغْلَقة الأبواب، لا يُرجَى لهم فَرَجٌ والعياذ بالله، ﴿كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا﴾ [السجدة ٢٠] يعني يُرْفَعون إلى أبوابها حتى يطمعوا في الخروج، ثم بعد ذلك يُركَسون فيها ويُعادون فيها، كلُّ هذا لِشِدَّة التعذيب؛ لأن الإنسان إذا طَمِع في الفَرَج وأنَّه سينجو ويُخَلَّص يَفْرَح، فإذا أُعِيدَ صارتْ انتكاسة جديدة والعياذ بالله، فهكذا يعذَّبون بضمائرهم وأبدانهم، وعذابُ أهل النار مذكورٌ مفصَّلًا في القرآن الكريم والسُّنَّة النبوية. ﴿إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ﴾ مُغْلَقة، تأمَّل الآن لو أنَّ -مَثَلًا- إنسانًا كان في حُجرةٍ أو في سيارةٍ اتَّقدت النيرانُ فيها وليس له مَخْرج، الأبواب مُغْلَقة، ماذا يكون؟ في حسرةٍ عظيمةٍ لا يمكن أن يماثلها حسرةٌ، هُم -والعياذ بالله- هكذا في النار، النار عليهم مؤصَدة.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب