الباحث القرآني

قوله عزّ وجلّ: ﴿ثُمَّ أرْسَلْنا مُوسى وأخاهُ هارُونَ بِآياتِنا وسُلْطانٍ مُبِينٍ﴾ ﴿إلى فِرْعَوْنَ ومَلَئِهِ فاسْتَكْبَرُوا وكانُوا قَوْمًا عالِينَ﴾ ﴿فَقالُوا أنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا وقَوْمُهُما لَنا عابِدُونَ﴾ ﴿فَكَذَّبُوهُما فَكانُوا مِنَ المُهْلَكِينَ﴾ "ثُمْ" هُنا عَلى بابِها لِتَرْتِيبِ الأُمُورِ واقْتِضاءِ المُهْلَةِ، و"الآياتُ" الَّتِي جاءَ بِها مُوسى وهارُونُ هي اليَدُ والعَصا اللَتانِ اقْتَرَنَ بِهِما التَحَدِّي، وهُما "السُلْطانُ المُبِينُ"، ويَدْخُلُ في عُمُومِ اللَفْظِ سائِرُ آياتِهِما كالبَحْرِ والمُرْسَلاتِ السِتِّ، وأمّا غَيْرُ ذَلِكَ مِمّا جَرى بَعْدَ الخُرُوجِ مِنَ البَحْرِ فَلَيْسَتْ تِلْكَ لِفِرْعَوْنَ بَلْ هي خاصَّةٌ بِبَنِي إسْرائِيلَ. (p-٢٩٧)و"المَلَأُ": هَهُنا: الجَمْعُ، يَعُمُ الأشْرافَ وغَيْرَهُمْ، و"اسْتَكْبَرُوا" مَعْناهُ: عَنِ الإيمانِ لِمُوسى وأخِيهِ -عَلَيْهِما السَلامُ- لِأنَّهم أنِفُوا مِن ذَلِكَ. و"عالِينَ" مَعْناهُ: قاصِدِينَ العُلُوَّ بِالظُلْمِ والكِبْرِياءِ. وقَوْلُهُ تَعالى: "عابِدُونَ" مَعْناهُ: خامِدُونَ مُتَذَلِّلُونَ، ومِن هُنا قِيلَ لِعَرَبِ الحَيْرَةِ: العِبادُ؛ لِأنَّهم دَخَلُوا مِن بَيْنِ العَرَبِ في طاعَةِ كِسْرى، هَذا أحَدُ القَوْلَيْنِ في تَسْمِيَتِهِمْ، والطَرِيقُ المُعَبَّدُ: المُذَلَّلُ، وعُلُوُّ هَؤُلاءِ هو الَّذِي ذَكَرَ اللهُ تَعالى في قَوْلِهِ: ﴿تِلْكَ الدارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا في الأرْضِ ولا فَسادًا﴾ [القصص: ٨٣]. وقَوْلُهُ: ﴿مِنَ المُهْلَكِينَ﴾ يُرِيدُ: بِالغَرَقِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب