الباحث القرآني

قوله عزّ وجلّ: ﴿اللهُ يَصْطَفِي مِنَ المَلائِكَةِ رُسُلا ومِنَ الناسِ إنَّ اللهُ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾ ﴿يَعْلَمُ ما بَيْنَ أيْدِيهِمْ وما خَلْفَهم وإلى اللهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ﴾ ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا واسْجُدُوا واعْبُدُوا رَبَّكم وافْعَلُوا الخَيْرَ لَعَلَّكم تُفْلِحُونَ﴾ رَوِي أنَّ هَذِهِ الآيَةَ إلى قَوْلِهِ تَعالى: "الأُمُورُ" نَزَلَتْ بِسَبَبِ قَوْلِ الوَلِيدِ بْنِ المُغِيرَةَ: (p-٢٧٥)﴿أأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِكْرُ مِن بَيْنِنا﴾ [ص: ٨] الآيَةُ، فَأخْبَرَ اللهُ تَعالى أنَّهُ "يَصْطَفِي" أيْ: ﴿مِنَ المَلائِكَةِ رُسُلا﴾ إلى الأنْبِياءِ وغَيْرِهِمْ حَسْبَما ورَدَ في الأحادِيثِ، ﴿وَمِنَ الناسِ﴾ وهُمُ الأنْبِياءُ المَبْعُوثُونَ لِإصْلاحِ الخَلْقِ، الَّذِينَ اجْتَمَعَتْ لَهُمُ النُبُوءَةُ والرِسالَةُ. وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿ما بَيْنَ أيْدِيهِمْ وما خَلْفَهُمْ﴾ عِبارَةٌ عن إحاطَةِ عِلْمِهِ بِهِمْ، وحَقِيقَتُها: ما قَبْلَهم مِنَ الحَوادِثِ وما بَعْدَهُمْ، و"الأُمُورُ" جَمْعُ "أمْرٍ"، لَيْسَ يُرادُ بِهِ المَصْدَرُ. ثُمْ أمَرَ اللهُ -تَعالى- بِعِبادَتِهِ، وخَصَّ الرُكُوعَ والسُجُودَ بِالذِكْرِ تَشْرِيفًا لِلصَّلاةِ. واخْتَلَفَ الناسُ، هَلْ في هَذِهِ الآيَةِ سَجْدَةٌ؟ ومَذْهَبُ مالِكٍ -رَحِمَهُ اللهُ- ألّا يَسْجُدَ هُنا. وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿وافْعَلُوا الخَيْرَ﴾ نَدْبٌ فِيما عَدا الواجِباتِ الَّتِي صَحَّ وُجُوبُها مِن غَيْرِ هَذا المَوْضِعِ، وقَوْلُهُ -تَبارَكَ وتَعالى: ﴿لَعَلَّكم تُفْلِحُونَ﴾ تَرَجٍّ في حَقِّ المُؤْمِنِينَ، كَقَوْلِهِ سُبْحانَهُ: ﴿لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أو يَخْشى﴾ [طه: ٤٤]، و "الفَلّاحُ" في هَذِهِ الآيَةِ نَيْلُ البُغْيَةِ وبُلُوغُ الأمَلِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب