الباحث القرآني
قوله عزّ وجلّ:
﴿أو كالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وهي خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها قالَ أنّى يُحْيِي هَذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأماتَهُ اللهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قالَ كَمْ لَبِثْتَ قالَ لَبِثْتَ يَوْمًا أو بَعْضَ يَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ﴾
عُطِفَتْ "أو" في هَذِهِ الآيَةِ عَلى المَعْنى، لِأنَّ مَقْصِدَ التَعْجِيبِ في قَوْلِهِ: ﴿ألَمْ تَرَ (p-٣٩)إلى الَّذِي حاجَّ﴾ [البقرة: ٢٥٨] يَقْتَضِي المَعْنى: أرَأيْتَ كالَّذِي حاجَّ؟ ثُمَّ جاءَ قَوْلُهُ: ﴿أو كالَّذِي﴾ عَطْفًا عَلى ذَلِكَ المَعْنى.
وقَرَأ أبُو سُفْيانَ بْنُ حُسَيْنٍ: "أوَ كالَّذِي مَرَّ" بِفَتْحِ الواوِ وهي واوُ عَطْفٍ دَخَلَ عَلَيْها ألِفُ التَقْرِيرِ. قالَ سُلَيْمانُ بْنُ بُرَيْدَةَ، وناجِيَةُ بْنُ كَعْبٍ، وقَتادَةُ، وابْنُ عَبّاسٍ، والرَبِيعُ، وعِكْرِمَةُ، والضَحّاكُ: الَّذِي مَرَّ عَلى القَرْيَةِ هو عُزَيْرٌ، وقالَ وهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ وعَبْدُ اللهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، وبَكْرُ بْنُ مُضَرٍ: هو أرْمِياءُ. وقالَ ابْنُ إسْحاقَ: أرْمِياءُ هو الخَضِرُ، وحَكاهُ النَقّاشُ عن وهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، وهَذا كَما تَراهُ، إلّا أنْ يَكُونَ اسْمًا وافَقَ اسْمًا، لِأنَّ الخَضِرَ مُعاصِرٌ لِمُوسى، وهَذا الَّذِي مَرَّ عَلى القَرْيَةِ هو بَعْدَهُ بِزَمانٍ مِن سِبْطِ هارُونَ فِيما رَوى وهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ. وحَكى مَكِّيٌّ عن مُجاهِدٍ أنَّهُ رَجُلٌ مِن بَنِي إسْرائِيلَ غَيْرُ مُسَمّىً، قالَ النَقّاشُ: ويُقالُ: هو غُلامُ لُوطٍ عَلَيْهِ السَلامُ، واخْتُلِفَ في القَرْيَةِ أيَّما هِيَ؟ فَحَكى النَقّاشُ أنَّ قَوْمًا قالُوا: هي المُؤْتَفِكَةُ. وقالَ ابْنُ زَيْدٍ: إنَّ القَوْمَ الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِمْ وهم أُلُوفٌ حَذَرَ المَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوا مَرَّ عَلَيْهِمْ رَجُلٌ وهم عِظامٌ تَلُوحُ فَوَقَفَ يَنْظُرُ فَقالَ: أنّى يُحْيِي هَذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِها؟ فَأماتَهُ اللهُ مِائَةَ عامٍ وتَرْجَمَ الطَبَرِيُّ عَلى هَذا القَصَصِ بِأنَّهُ قَوْلٌ بِأنَّ القَرْيَةَ الَّتِي مَرَّ عَلَيْها هي الَّتِي أهْلَكَ اللهُ فِيها الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِمْ.
قالَ القاضِي أبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللهُ: وقَوْلُ ابْنِ زَيْدٍ لا يُلائِمُ التَرْجَمَةَ لِأنَّ الإشارَةَ بِهَذِهِ عَلى مُقْتَضى التَرْجَمَةِ هي إلى (p-٤٠)المَكانِ، وعَلى نَفْسِ القَوْلِ هي إلى العِظامِ والأجْسادِ، وهَذا القَوْلُ مِنَ ابْنِ زَيْدٍ مُناقِضٌ لِألْفاظِ الآيَةِ، إذِ الآيَةُ إنَّما تَضَمَّنَتْ قَرْيَةً خاوِيَةً لا أنِيسَ فِيها، والإشارَةُ بِهَذِهِ إنَّما هي إلى القَرْيَةِ، وإحْياؤُها إنَّما هو بِالعِمارَةِ ووُجُودِ البِناءِ والسُكّانِ. وقالَ وهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ وقَتادَةُ، والضَحّاكُ، وعِكْرِمَةُ، والرَبِيعُ: القَرْيَةُ بَيْتُ المَقْدِسِ لَمّا خَرَّبَها بُخْتَ نَصَّرُ البابِلِيُّ، وفي الحَدِيثِ الطَوِيلِ حِينَ أحْدَثَتْ بَنُو إسْرائِيلَ الأحْداثَ وقَفَ أرْمِياءُ أو عُزَيْرٌ عَلى القَرْيَةِ وهي كالتَلِّ العَظِيمِ وسَطَ بَيْتِ المَقْدِسِ، لِأنَّ بُخْتَ نَصَّرْ أمَرَ جُنْدَهُ بِنَقْلِ التُرابِ إلَيْهِ حَتّى جَعَلَهُ كالجَبَلِ، ورَأى أرْمِياءُ البُيُوتَ قَدْ سَقَطَتْ حِيطانُها عَلى سُقُفِها، والعَرِيشُ سَقْفُ البَيْتِ، وكُلُّ ما يُهَيَّأُ لِيُظِلَّ أو يُكِنَّ فَهو عَرِيشٌ، ومِنهُ عَرِيشُ الدالِيَةِ والثِمارِ، ومِنهُ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَمِمّا يَعْرِشُونَ﴾ [النحل: ٦٨].
قالَ السُدِّيُّ: يَقُولُ هي ساقِطَةٌ عَلى سُقُفِها، أيْ سَقَطَتِ السُقُفُ ثُمَّ سَقَطَتِ الحِيطانُ عَلَيْها. قالَ غَيْرُ السُدِّيِّ: مَعْناهُ خاوِيَةٌ مِنَ الناسِ عَلى العُرُوشِ، أيْ عَلى البُيُوتِ، وسُقُفُها عَلَيْها لَكِنَّها خَوَتْ مِنَ الناسِ، والبُيُوتُ قائِمَةٌ.
قالَ القاضِي أبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللهُ: وانْظُرِ اسْتِعْمالَ العَرِيشِ مَعَ عَلى في الحَدِيثِ في قَوْلِهِ: « "وَكانَ المَسْجِدُ يَوْمَئِذٍ عَلى عَرِيشٍ في أمْرِ لَيْلَةِ القَدْرِ".»
(p-٤١)وَ"خاوِيَةٌ" مَعْناهُ: خالِيَةٌ، يُقالُ: خَوَتِ الدارُ تَخْوى خَواءً، ويُقالُ خَوِيَتْ، قالَ الطَبَرِيُّ: والأوَّلُ أفْصَحُ. وقَوْلُهُ: ﴿أنّى يُحْيِي هَذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِها﴾ مَعْناهُ: مِن أيِّ طَرِيقٍ؟ وبِأيِّ سَبَبٍ؟ وظاهِرُ اللَفْظِ السُؤالُ عن إحْياءِ القَرْيَةِ بِعِمارَةٍ وسُكّانٍ كَما يُقالُ الآنَ في المُدُنِ الخَرِبَةِ الَّتِي يَبْعُدُ أنْ تُعْمَرَ وتُسْكَنَ، فَكَأنَّ هَذِهِ تَلَهُّفٌ مِنَ الواقِفِ المُعْتَبِرِ عَلى مَدِينَتِهِ الَّتِي عَهِدَ فِيها أهْلَهُ وأحِبَّتَهُ، وضُرِبَ لَهُ المَثَلُ في نَفْسِهِ بِما هو أعْظَمُ مِمّا سَألَ عنهُ، والمَثَلُ الَّذِي ضُرِبَ لَهُ في نَفْسِهِ يُحْتَمَلُ أنْ يَكُونَ عَلى أنَّ سُؤالَهُ إنَّما كانَ عن إحْياءِ المَوْتى مِن بَنِي آدَمَ، أيْ: أنّى يُحْيِي هَذِهِ اللهُ مَوْتاها.
وقَدْ حَكى الطَبَرِيُّ عن بَعْضِهِمْ أنَّهُ قالَ: كانَ هَذا القَوْلُ شَكًّا في قُدْرَةِ اللهِ عَلى الإحْياءِ فَلِذَلِكَ ضَرَبَ لَهُ المَثَلَ في نَفْسِهِ.
قالَ القاضِي أبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللهُ: ولَيْسَ يَدْخُلُ شَكٌّ في قُدْرَةِ اللهِ عَلى إحْياءِ قَرْيَةٍ بِجَلْبِ العُمْرَةِ إلَيْها، وإنَّما يُتَصَوَّرُ الشَكُّ مِن جاهِلٍ في الوَجْهِ الآخَرِ والصَوابُ أنْ لا يُتَأوَّلَ في الآيَةِ شَكٌّ.
ورُوِيَ في قَصَصِ هَذِهِ الآيَةِ أنَّ بَنِي إسْرائِيلَ لَمّا أحْدَثُوا الأحْداثَ بَعَثَ اللهُ عَلَيْهِمْ بُخْتَ نَصَّرَ البابِلِيَّ فَقَتَلَهم وجَلاهم مِن بَيْتِ المَقْدِسِ فَخَرَّبَهُ، فَلَمّا ذَهَبَ عنهُ جاءَ أرْمِياءُ فَوَقَفَ عَلى المَدِينَةِ مُعْتَبِرًا فَقالَ: "أنّى يُحْيِي هَذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِها"، قالَ: فَأماتَهُ اللهُ تَعالى، وكانَ مَعَهُ حِمارٌ قَدْ رَبَطَهُ بِحَبْلٍ جَدِيدٍ، وكانَ مَعَهُ سَلَّةٌ فِيها تِينٌ وهو طَعامُهُ، وقِيلَ: تِينٌ وعِنَبٌ، وكانَ مَعَهُ رَكْوَةٌ مِن خَمْرٍ، وقِيلَ: مِن عَصِيرٍ، وقِيلَ: قُلَّةُ ماءٍ هي شَرابُهُ، وبَقِيَ مَيِّتًا مِائَةَ عامٍ فَرُوِيَ أنَّهُ بَلِيَ وتَفَرَّقَتْ عِظامُهُ هو وحِمارُهُ، ورُوِيَ أنَّهُ بَلِيَ دُونَ الحِمارِ، وأنَّ الحِمارَ بَقِيَ حَيًّا مَرْبُوطًا لَمْ يَمُتْ ولا أكَلَ شَيْئًا ولا بَلِيَتْ رِمَّتُهُ، ورُوِيَ أنَّ الحِمارَ بَلِيَ وتَفَرَّقَتْ أوصالُهُ دُونَ عُزَيْرٍ، ورُوِيَ أنَّ اللهَ بَعَثَ إلى تِلْكَ القَرْيَةِ مَن عَمَرَها ورَدَّ إلَيْها جَماعَةَ بَنِي إسْرائِيلَ حَيْثُ كَمُلَتْ عَلى رَأْسِ مِائَةِ سَنَةٍ، وحِينَئِذٍ حَيِيَ (p-٤٢)عُزَيْرٌ، ورُوِيَ أنَّ اللهَ رَدَّ عَلَيْهِ عَيْنَيْهِ وخَلَقَ لَهُ حَياةً يَرى بِها كَيْفَ تُعْمَرُ القَرْيَةُ وتُحْيا مِن ثَلاثِينَ سَنَةً تَكْمِلَةِ المِائَةِ، لِأنَّهُ بَقِيَ سَبْعِينَ مَيِّتًا كُلُّهُ، وهَذا ضَعِيفٌ تَرُدُّ عَلَيْهِ ألْفاظُ الآيَةِ.
وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿ثُمَّ بَعَثَهُ﴾، مَعْناهُ: أحْياهُ، وجَعَلَ لَهُ الحَرَكَةَ والِانْتِقالَ فَسَألَهُ اللهُ تَعالى بِواسِطَةِ المَلَكِ: ﴿كَمْ لَبِثْتَ﴾ ؟ عَلى جِهَةِ التَقْرِيرِ، و"كَمْ" في مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلى الظَرْفِ فَقالَ: ﴿لَبِثْتُ يَوْمًا أو بَعْضَ يَوْمٍ﴾، قالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، وقَتادَةُ، والرَبِيعُ:
أماتَهُ اللهُ غُدْوَةَ يَوْمٍ، ثُمَّ بُعِثَ قَبْلَ الغُرُوبِ فَظَنَّ هَذا اليَوْمَ واحِدًا فَقالَ: لَبِثْتُ يَوْمًا، ثُمَّ رَأى بَقِيَّةً مِنَ الشَمْسِ فَخَشِيَ أنْ يَكُونَ كاذِبًا فَقالَ: "أو بَعْضَ يَوْمٍ" فَقِيلَ لَهُ: "بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ" - ورَأى مِن عِمارَةِ القَرْيَةِ وأشْجارِها ومَبانِيها ما دَلَّهُ عَلى ذَلِكَ. قالَ النَقّاشُ: العامُ مَصْدَرٌ كالعَوْمِ، سُمِّيَ بِهِ هَذا القَدْرُ مِنَ الزَمانِ، لِأنَّها عَوْمَةٌ مِنَ الشَمْسِ في الفَلَكِ، والعَوْمُ كالسَبْحِ وقالَ تَعالى: ﴿وَكُلٌّ في فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ [يس: ٤٠].
قالَ القاضِي أبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللهُ: هَذا مَعْنى كَلامِ النَقّاشِ، والعامُ عَلى هَذا كالقَوْلِ، والقالِ، وظاهِرُ هَذِهِ الإماتَةِ أنَّها بِإخْراجِ الرُوحِ مِنَ الجَسَدِ. ورُوِيَ في قَصَصِ هَذِهِ الآيَةِ أنَّ اللهَ بَعَثَ لَها مَلِكًا مِنَ المُلُوكِ يَعْمُرُها ويَجِدُّ في ذَلِكَ حَتّى كانَ كَمالُ عِمارَتِها عِنْدَ بَعْثِ القائِلِ: ﴿أنّى يُحْيِي هَذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِها﴾.
وقَرَأ ابْنُ كَثِيرٍ، وعاصِمٌ، ونافِعٌ: "لَبِثْتَ" في كُلِّ القُرْآنِ بِإظْهارِ الثاءِ، وذَلِكَ لِتَبايُنِ مَخْرَجِ الثاءِ مِن مَخْرَجِ التاءِ، وذَلِكَ أنَّ الطاءَ والتاءَ والدالَ مِن حَيِّزٍ، والظاءَ والذالَ والثاءَ مِن حَيِّزٍ. وقَرَأ أبُو عَمْرٍو، وابْنُ عامِرٍ، وحَمْزَةُ، والكِسائِيُّ، بِالإدْغامِ في كُلِّ القُرْآنِ، أجْرَوْهُما مَجْرى المُثْلى مِن حَيْثُ اتَّفَقَ الحَرْفانِ في أنَّهُما مِن طَرَفِ اللِسانِ وأُصُولِ الثَنايا، وفي أنَّهُما مَهْمُوسَتانِ قالَ أبُو عَلِيٍّ: ويُقَوِّي ذَلِكَ وُقُوعُ هَذَيْنِ الحَرْفَيْنِ في رَوِيِّ قَصِيدَةٍ واحِدَةٍ. / ٥٠
***
(p-٤٣)قوله عزّ وجلّ:
﴿فانْظُرْ إلى طَعامِكَ وشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وانْظُرْ إلى حِمارِكَ ولِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنّاسِ وانْظُرْ إلى العِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْمًا فَلَمّا تَبَيَّنَ لَهُ قالَ أعْلَمُ أنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.﴾
وقَفَ في هَذِهِ الألْفاظِ عَلى بَقاءِ طَعامِهِ وشَرابِهِ عَلى حالِهِ لَمْ يَتَغَيَّرْ، وعَلى بَقاءِ حِمارِهِ حَيًّا عَلى مَرْبَطِهِ هَذا عَلى أحَدِ التَأْوِيلَيْنِ، وعَلى التَأْوِيلِ الثانِي وقَفَ عَلى الحِمارِ كَيْفَ يَحْيا وتَجْتَمِعُ عِظامُهُ، وقَرَأ ابْنُ مَسْعُودٍ: "وَهَذا طَعامُكَ وشَرابُكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ"، وقَرَأ طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ، وغَيْرُهُ: "وانْظُرْ إلى طَعامِكَ وشَرابِكَ لِمِائَةِ سَنَةٍ".
قالَ أبُو عَلِيٍّ: واخْتَلَفُوا في إثْباتِ الهاءِ في الفِعْلِ مِن قَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ: "لَمْ يَتَسَنَّهْ" و"اقْتَدِهْ"، و"ما أغْنى عَنِّي مالِيَهْ" و"سُلْطانِيَهْ"، "وَما أدْراكَ ما هِيَهْ" وإسْقاطِها في الوَصْلِ - لَمْ يَخْتَلِفُوا في إثْباتِها في الوَقْفِ - فَقَرَأ ابْنُ كَثِيرٍ، ونافِعٌ، وأبُو عَمْرٍو، وعاصِمٌ، وابْنُ عُمَرَ: هَذِهِ الحُرُوفَ كُلَّها بِإثْباتِ الهاءِ في الوَصْلِ، وكانَ حَمْزَةُ يَحْذِفُهُنَّ في الوَصْلِ، وكانَ الكِسائِيُّ يَحْذِفُها في "يَتَسَنَّهْ" و"اقْتَدِهْ" ويُثْبِتُها في الباقِي، ولَمْ يَخْتَلِفُوا في "حِسابِيَهْ" و"كِتابِيَهْ" أنَّهُما بِالهاءِ في الوَقْفِ والوَصْلِ.
و"يَتَسَنَّهْ" يُحْتَمَلُ أنْ يَكُونَ مِن تَسَنّى الشَيْءُ إذا تَغَيَّرَ وفَسَدَ، ومِنهُ "الحَمَأُ" (p-٤٤)المَسْنُونُ: المَصْبُوبُ عَلى سُنَنِ الأرْضِ، فَإذا كانَ مِن "تَسَنَّنَ" فَهُوَ: "لَمْ يَتَسَنَّنْ، قُلِبَتِ النُونُ ياءً كَما فُعِلَ في "تَظَنَّنْتُ" حَتّى قُلْتَ: "لَمْ أتَظَنَّ" فَيَجِيءُ تَسَنَّنَ: تَسَنّى، ثُمَّ تُحْذَفُ الياءُ لِلْجَزْمِ فَيَجِيءُ المُضارِعُ: "لَمْ يَتَسَنَّ". ومَن قَرَأها بِالهاءِ عَلى هَذا القَوْلِ فَهي هاءُ السَكْتِ، وعَلى هَذا يَحْسُنُ حَذْفُها في الوَصْلِ.
ويَحْتَمِلُ "يَتَسَنَّهْ" أنْ يَكُونَ مِنَ السَنَةِ وهو الجَدْبُ والقَحْطُ وما أشْبَهَهُ، يُسَمُّونَهُ بِذَلِكَ، وقَدِ اشْتُقَّ مِنهُ فِعْلٌ فَقِيلَ: "اسْتَنُّوا"، وإذا كانَ هَذا أو مِنَ السَنَةِ الَّتِي هي العامُ عَلى قَوْلِ مَن يَجْمَعُها سَنَواتٍ فَعَلى هَذا أيْضًا الهاءُ هاءُ السَكْتِ، والمَعْنى: لَمْ تُغَيِّرْ طَعامَكَ القُحُوطُ والجُدُوبُ ونَحْوُهُ، أو لَمْ تُغَيِّرْهُ السُنُونَ والأعْوامُ.
وأمّا مَن قالَ في تَصْغِيرِ السَنَةِ: سُنَيْهَةً، وفي الجَمْعِ: سَنَهاتٍ، وقالَ: أسْنَهْتُ عِنْدَ بَنِي فُلانٍ - وهي لُغَةُ الحِجازِ ومِنها قَوْلُ الشاعِرِ:
؎ ولَيْسَتْ بِسَنْهاءَ ولا رُجَبِيَّةً ∗∗∗ ولَكِنْ عَرايا في السِنِينَ الجَوائِحِ
فَإنَّ القِراءَةَ عَلى هَذِهِ اللُغَةِ هي بِإثْباتِ الهاءِ ولا بُدَّ، وهي لامُ الفِعْلِ، وفِيها ظَهَرَ الجَزْمُ بِلَمْ، وعَلى هَذا هي قِراءَةُ ابْنِ كَثِيرٍ، ونافِعٍ، وأبِي عَمْرٍو، وقَدْ ذُكِرَ. وقَرَأ طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ: "لَمْ يَسَّنَّهْ" عَلى الإدْغامِ.
وقالَ النَقّاشُ: "لَمْ يَتَسَنَّهْ" مَعْناهُ: لَمْ يَتَغَيَّرْ، مِن قَوْلِهِ تَعالى: ﴿ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ﴾ [محمد: ١٥]، (p-٤٥)وَرَدَّ النُحاةُ عَلى هَذا القَوْلِ لِأنَّهُ لَوْ كانَ مِن: أسِنَ الماءُ لَجاءَ "لَمْ يَتَأسَّنْ".
وأمّا قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وانْظُرْ إلى حِمارِكَ﴾ فَقالَ وهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ، وغَيْرُهُ: المَعْنى: وانْظُرْ إلى اتِّصالِ عِظامِهِ وإحْيائِهِ جُزْءًا جُزْءًا، ويُرْوى أنَّهُ أحْياهُ اللهُ كَذَلِكَ حَتّى صارَ عِظامًا مُلْتَئِمَةً، ثُمَّ كَساهُ لَحْمًا حَتّى كَمُلَ حِمارًا، ثُمَّ جاءَ مَلَكٌ فَنَفَخَ في أنْفِهِ الرُوحَ فَقامَ الحِمارُ يَنْهَقُ، ورُوِيَ عَنِ الضَحّاكِ، ووَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ أيْضًا أنَّهُما قالا: بَلْ قِيلَ لَهُ: وانْظُرْ إلى حِمارِكَ قائِمًا في مَرْبَطِهِ لَمْ يُصِبْهُ شَيْءٌ مِائَةَ سَنَةٍ. قالا: وإنَّما العِظامُ الَّتِي نَظَرَ إلَيْها عِظامُ نَفْسِهِ، قالا:
وأعْمى اللهُ العُيُونَ عن أرْمِياءَ وحِمارِهِ هَذِهِ المُدَّةَ.
قالَ القاضِي أبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللهُ: وكَثَّرَ أهْلُ القِصَصِ في صُورَةِ هَذِهِ النازِلَةِ تَكْثِيرًا اخْتَصَرْتُهُ لِعَدَمِ صِحَّتِهِ.
وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنّاسِ﴾ مَعْناهُ: لِهَذا المَقْصِدِ مِن أنْ تَكُونَ آيَةً فَعَلْنا بِكَ هَذا، وقالَ الأعْمَشُ: مَوْضِعُ كَوْنِهِ آيَةً هو أنَّهُ جاءَ شابًّا عَلى حالِهِ يَوْمَ ماتَ فَوَجَدَ الأبْناءَ والحَفَدَةَ شُيُوخًا، وقالَ عِكْرِمَةُ: جاءَ وهو ابْنُ أرْبَعِينَ سَنَةً كَما كانَ يَوْمَ ماتَ ووَجَدَ بَنِيهِ قَدْ نَيَّفُوا عَلى مِائَةِ سَنَةٍ، وقالَ غَيْرُ الأعْمَشِ: بَلْ مَوْضِعُ كَوْنِهِ آيَةً أنَّهُ جاءَ وقَدْ هَلَكَ كُلُّ مَن يَعْرِفُ، فَكانَ آيَةً لِمَن كانَ حَيًّا مِن قَوْمِهِ إذْ كانُوا مُؤْمِنِينَ بِحالِهِ سَماعًا.
قالَ القاضِي أبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللهُ: وفي إماتَتِهِ هَذِهِ المُدَّةَ ثُمَّ إحْيائِهِ أعْظَمُ آيَةٍ، وأمْرُهُ كُلُّهُ آيَةٌ لِلنّاسِ غابِرَ الدَهْرِ لا يُحْتاجُ إلى تَخْصِيصِ بَعْضِ ذَلِكَ دُونَ بَعْضٍ.
وأمّا العِظامُ الَّتِي أُمِرَ بِالنَظَرِ إلَيْها فَقَدْ ذَكَرْنا مَن قالَ: هي عِظامُ نَفْسِهِ، ومَن قالَ: هي عِظامُ الحِمارِ - وقَرَأ ابْنُ كَثِيرٍ، ونافِعٌ، وأبُو عَمْرٍو: "نَنْشُرُها" بِفَتْحِ النُونِ الأُولى، وضَمِّ الشِينِ، وبِالراءِ، وقَرَأها كَذَلِكَ الحَسَنُ، وابْنُ عَبّاسٍ، وأبُو حَيْوَةَ، فَمَن قَرَأ "نُنْشِرُها" (p-٤٦)بِضَمِّ النُونِ الأُولى وبِالراءِ فَمَعْناهُ: نُحْيِيها يُقالُ: أنْشَرَ اللهُ المَوْتى، قالَ اللهُ تَعالى: ﴿ثُمَّ إذا شاءَ أنْشَرَهُ﴾ [عبس: ٢٢]، وقالَ الأعْشى:
؎ ................ ∗∗∗ يا عَجَبًا لِلْمَيِّتِ الناشِرِ
وقِراءَةُ عاصِمٍ "نَنْشُرُها" بِفَتْحِ النُونِ الأُولى وضَمِّ الشِينِ يُحْتَمَلُ أنْ يَكُونَ لُغَةً في الإحْياءِ، يُقالُ: نَشَرْتُ المَيِّتَ وأنْشَرْتُهُ فَيَجِيءُ: نَشَرَ المَيِّتُ ونَشَرْتُهُ، كَما يُقالُ: حَسِرَتِ الدابَّةُ وحَسَرْتُها، وغاضَ الماءُ وغِضْتُهُ، ورَجَعَ زَيْدٌ ورَجَعْتُهُ، ويُحْتَمَلُ أنْ يُرادَ بِها ضِدُّ الطَيِّ كَأنَّ المَوْتَ طَيٌّ لِلْعِظامِ والأعْضاءِ، وكَأنَّ الإحْياءَ وجَمْعَ بَعْضِها إلى بَعْضٍ نَشْرٌ - وأمّا مَن قَرَأ: "نُنْشِزُها" بِالزايِ فَمَعْناهُ: نَرْفَعُها، والنَشَزُ المُرْتَفِعُ مِنَ الأرْضِ، ومِنهُ قَوْلُ الشاعِرِ:
؎ تَرى الثَعْلَبَ الحَوْلِيَّ فِيها كَأنَّهُ ∗∗∗ ∗∗∗ إذا ما عَلا نِشْزًا حِصانٌ مُجَلَّلُ
قالَ أبُو عَلِيٍّ وغَيْرُهُ: فَتَقْدِيرُهُ: نُنْشِزُها بِرَفْعِ بَعْضِها إلى بَعْضٍ لِلْإحْياءِ، ومِنهُ نُشُوزُ المَرْأةِ، وقالَ الأعْشى:
؎ .......... ∗∗∗ قُضاعِيَّةً تَأْتِي الكَواهِنَ ناشِزًا
يُقالُ: نَشَزَ وأنْشَزْتُهُ.
(p-٤٧)قالَ القاضِي أبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللهُ: ويُقْلِقُ عِنْدِي أنْ يَكُونَ مَعْنى النُشُوزِ رَفْعَ العِظامِ بَعْضِها إلى بَعْضٍ، وإنَّما النُشُوزُ الِارْتِفاعُ قَلِيلًا قَلِيلًا، فَكَأنَّهُ وقَفَ عَلى نَباتِ العِظامِ الرُفاتِ وخُرُوجِ ما يُوجَدُ مِنها عِنْدَ الِاخْتِراعِ. وقالَ النَقّاشُ: نُنْشِزُها مَعْناهُ: نُنْبِتُها، وانْظُرِ اسْتِعْمالَ العَرَبِ تَجِدْهُ عَلى ما ذَكَرْتُ لَكَ، مِن ذَلِكَ: نَشَزَ نابُ البَعِيرِ، والنَشَزُ مِنَ الأرْضِ عَلى التَشْبِيهِ بِذَلِكَ.
ونَشَزَتِ المَرْأةُ كَأنَّها فارَقَتِ الحالَ الَّتِي يَنْبَغِي أنْ تَكُونَ عَلَيْها.
وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَإذا قِيلَ انْشُزُوا فانْشُزُوا﴾ [المجادلة: ١١] أيِ ارْتَفِعُوا شَيْئًا فَشَيْئًا كَنُشُوزِ النابِ، فَبِذَلِكَ تَكُونُ التَوْسِعَةُ، فَكَأنَّ النُشُوزَ ضَرْبٌ مِنَ الِارْتِفاعِ، ويَبْعُدُ في الِاسْتِعْمالِ أنْ يُقالَ لِمَنِ ارْتَفَعَ في حائِطٍ أو غُرْفَةٍ:
نَشَزَ. وقَرَأ النَخْعِيُّ "نَنْشُزُها" بِفَتْحِ النُونِ وضَمِّ الشِينِ والزايِ، ورُوِيَ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، وقَتادَةَ، وقَرَأ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: "كَيْفَ نُنْشِيها" بِالياءِ.
والكُسْوَةُ: ما وارى مِنَ الثِيابِ، وشُبِّهَ اللَحْمُ بِها، وقَدِ اسْتَعارَهُ النابِغَةُ لِلْإسْلامِ فَقالَ:
؎ الحَمْدُ لِلَّهِ إذْ لَمْ يَأْتِنِي أجَلِي ∗∗∗ ∗∗∗ حَتّى اكْتَسَيْتُ مِنَ الإسْلامِ سِرْبالا
ويُرْوى أنَّهُ كانَ يَرى اللَحْمَ والعَصَبَ والعُرُوقَ كَيْفَ تَلْتَئِمُ وتَتَواصَلُ، وقالَ الطَبَرِيُّ: المَعْنى في قَوْلِهِ:
"فَلَمّا تَبَيَّنَ لَهُ" أيْ: لَمّا اتَّضَحَ لَهُ عِيانًا ما كانَ مُسْتَنْكِرًا في قُدْرَةِ اللهِ عِنْدَهُ قَبْلَ عِيانِهِ "قالَ: أعْلَمُ".
قالَ القاضِي أبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللهُ: وهَذا خَطَأٌ لِأنَّهُ ألْزَمَ ما لا يَقْتَضِيهِ اللَفْظُ، وفَسَّرَ عَلى القَوْلِ الشاذِّ والِاحْتِمالِ الضَعِيفِ. (p-٤٨)وَقَرَأ ابْنُ كَثِيرٍ، ونافِعٌ، وأبُو عَمْرٍو، وعاصِمٌ، وابْنُ عامِرٍ: "أعْلَمُ" مَقْطُوعَةَ الألِفِ مَضْمُومَةَ المِيمِ، وقَرَأ حَمْزَةُ، والكِسائِيُّ: "قالَ اعْلَمْ أنَّ اللهَ" مَوْصُولَةَ الألِفِ ساكِنَةَ المِيمِ، وقَرَأها أبُو رَجاءٍ. وقَرَأ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، والأعْمَشُ: "قِيلَ أعْلَمُ".
قالَ القاضِي أبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللهُ: فَأمّا هَذِهِ فَبَيِّنَةُ المَعْنى، أيْ قالَ المَلَكُ لَهُ - والأُولى بَيِّنَةُ المَعْنى، أيْ قالَ هُوَ: أنا "أعْلَمُ أنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"، وهَذا عِنْدِي لَيْسَ بِإقْرارٍ بِما كانَ قَبْلُ يُنْكِرُهُ كَما زَعَمَ الطَبَرِيُّ، بَلْ هو قَوْلٌ بَعَثَهُ الِاعْتِبارُ، كَما يَقُولُ الإنْسانُ المُؤْمِنُ إذا رَأى شَيْئًا غَرِيبًا مِن قُدْرَةِ اللهِ: "لا إلَهَ إلّا اللهُ" ونَحْوَ هَذا. وقالَ أبُو عَلِيٍّ: مَعْناهُ: أعْلَمُ هَذا الضَرْبَ مِنَ العِلْمِ الَّذِي لَمْ أكُنْ عَلِمْتُهُ.
قالَ القاضِي أبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللهُ: يَعْنِي عِلْمَ المُعايَنَةِ. وأمّا قِراءَةُ حَمْزَةَ، والكِسائِيِّ فَتَحْتَمِلُ وجْهَيْنِ أحَدُهُما: قالَ المَلَكُ لَهُ: اعْلَمْ، والآخَرُ أنْ يُنْزِلَ نَفْسَهُ مَنزِلَةَ المُخاطَبِ الأجْنَبِيِّ المُنْفَصِلِ، فالمَعْنى: فَلَمّا تَبَيَّنَ لَهُ قالَ لِنَفْسِهِ: اعْلَمْ، وأنْشَدَ أبُو عَلِيٍّ - في مِثْلِ هَذا - قَوْلَ الأعْشى:
؎ ودِّعْ هُرَيْرَةَ إنَّ الرَكْبَ مُرْتَحِلُ... ∗∗∗.............
وقَوْلَهُ:
؎ ألَمْ تَغْتَمِضْ عَيْناكَ لَيْلَةَ أرْمَدا؟... ∗∗∗.............
(p-٤٩)وَأمْثِلَةُ هَذا كَثِيرَةٌ. وتَأنَّسَ أبُو عَلِيٍّ في هَذا المَعْنى بِقَوْلِ الشاعِرِ:
؎ تَذَكَّرَ مِن أنّى ومِن أيْنَ شُرْبُهُ ∗∗∗ ∗∗∗ يُؤامِرُ نَفْسَيْهِ كَذِي الهَجْمَةِ الأبِلُ
{"ayah":"أَوۡ كَٱلَّذِی مَرَّ عَلَىٰ قَرۡیَةࣲ وَهِیَ خَاوِیَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ یُحۡیِۦ هَـٰذِهِ ٱللَّهُ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۖ فَأَمَاتَهُ ٱللَّهُ مِا۟ئَةَ عَامࣲ ثُمَّ بَعَثَهُۥۖ قَالَ كَمۡ لَبِثۡتَۖ قَالَ لَبِثۡتُ یَوۡمًا أَوۡ بَعۡضَ یَوۡمࣲۖ قَالَ بَل لَّبِثۡتَ مِا۟ئَةَ عَامࣲ فَٱنظُرۡ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمۡ یَتَسَنَّهۡۖ وَٱنظُرۡ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجۡعَلَكَ ءَایَةࣰ لِّلنَّاسِۖ وَٱنظُرۡ إِلَى ٱلۡعِظَامِ كَیۡفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكۡسُوهَا لَحۡمࣰاۚ فَلَمَّا تَبَیَّنَ لَهُۥ قَالَ أَعۡلَمُ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق