الباحث القرآني

* (فائدة) اعلم أن في دوام الذكر في الطريق والبيت والحضر والسفر والبقاع تكثيرًا لشهود العبد يوم القيامة، فإن البقعة والدار والجبل والأرض تشهد للذاكر يوم القيامة، قال تعالى: ﴿إذا زُلْزِلَتِ الأرْضُ زِلْزالَها (١) وأخْرَجَتِ الأرْضُ أثْقالَها (٢) وقالَ الإنْسانُ ما لَها (٣) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أخْبارَها (٤) بِأنَّ رَبَّكَ أوْحى لَها (٥)﴾ فروى الترمذي في جامعه من حديث سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: «قرأ رسول الله ﷺ هذه الآية: ﴿يومئذ تحدث أخبارها﴾ فقال: أتدرون ما أخبارها؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها، تقول: عمل يوم كذا كذا وكذا». قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. والذاكر لله عز وجل في سائر البقاع مكثر شهوده، ولعلهم أو أكثرهم أن يقبلوه يوم القيامة، يوم قيام الأشهاد وأداء الشهادات فيفرح ويغتبط بشهادتهم. * (فصل) وَلما اقْتَضَت حكمته تبارك وتَعالى أن جعل من الأرض السهل والوعر والجِبال والرمل لينْتَفع بِكُل ذَلِك في وجهه، ويحصل مِنهُ ما خلق لَهُ، وكانَت الأرض بِهَذِهِ المثابة لزم من ذَلِك أن صارَت كالأم الَّتِي تحمل في بَطنها أنواع الأولاد من كل صنف، ثمَّ تخرج إلى النّاس والحَيَوان من ذَلِك ما أذن لَها فِيهِ رَبها أن تخرجه إما بعلمهم، وإمّا بِدُونِهِ. ثمَّ يرد إليها ما خرج مِنها. وَجعلها سُبْحانَهُ كفاتا فللأحياء ما داموا على ظهرها، فَإذا ماتُوا استودعتهم في بَطنها، فَكانَت كفاتا لَهُم تضمهم على ظهرها أحياء، وفي بَطنها أمواتا. فَإذا كانَ يَوْم الوَقْت المَعْلُوم وقد أثقلها الحمل، وحان وقت الولادَة ودنو المَخاض أوحى إليها رَبها وفاطرها أن تضع حملها وتخرج أثقالها فَتخرج النّاس من بَطنها إلى ظهرها، وتقول رب هَذا ما استودعتني وتخرج كنوزها بإذنه تَعالى ثمَّ تحدث أخبارها، وتشهد على بنيها بِما عمِلُوا على ظهرها من خير وشر.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب