الباحث القرآني

قال تعالى: ﴿كَلاّ إنّ الإنسانَ لَيَطْغىَ أنْ رَآهُ اسْتَغْنى﴾ ولم يقل: إن استغنى، بل جعل الطغيان ناشئًا عن رؤية غنى نفسه، ولم يذكر هذه الرؤية في سورة الليل بل قال: ﴿وَأمّا مَن بَخِلَ واسْتَغْنىَ وكَذّبَ بِالحُسْنىَ فَسَنُيَسّرُهُ لِلْعُسْرىَ﴾ [الليل: ٨-١٠] وهذا - والله أعلم لأنه ذكر موجب طغيانه وهو رؤية غنى نفسه، وذكر في سورة الليل موجب هلاكه وعدم تيسيره لليسرى، وهو استغناؤه عن ربه بترك طاعته وعبوديته، فإنه لو افتقر إليه لتقرب إليه بما أمره من طاعته، فعل المملوك الذي لا غنى له عن مولاه طرفة عين، ولا يجد بدًا من امتثال أوامره، ولذلك ذكر معه بخله وهو تركه إعطاء ما وجب عليه من الأقوال والأعمال وأداءِ المال، وجمع إلى ذلك تكذيبه بالحسنى وهي التي وعد بها أهل الإحسان بقوله: ﴿لّلّذِينَ أحْسَنُواْ الحُسْنىَ وزِيادَةٌ﴾.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب