الباحث القرآني
* (فصل)
إياك والكذب فَإنَّهُ يفْسد عَلَيْك تصور المعلومات على ما هي عَلَيْهِ ويفْسد عَلَيْك تصورها وتَعْلِيمها للنّاس فَإن الكاذِب يصور المَعْدُوم مَوْجُودا والمَوْجُود مَعْدُوما والحق باطِلا والباطِل حَقًا والخَيْر شرا والشَّر خيرا فَيفْسد عَلَيْهِ تصَوره وعلمه عُقُوبَة لَهُ ثمَّ يصور ذَلِك في نفس المُخاطب المغتر بِهِ الراكن إلَيْهِ فَيفْسد عَلَيْهِ تصَوره وعلمه ونَفس الكاذِب معرضة عَن الحَقِيقَة المَوْجُودَة نزاعة إلى العَدَم مُؤثرَة للباطل وإذا فَسدتْ عَلَيْهِ قُوَّة تصَوره وعلمه الَّتِي هي مبدأ كل فعل إرادي فَسدتْ عَلَيْهِ تِلْكَ الأفْعال وسرى حكم الكَذِب إلَيْها فَصارَ صدورها عَنهُ كصدور الكَذِب عَن اللِّسان فَلا ينْتَفع بِلِسانِهِ ولا بِأعْمالِهِ، ولِهَذا كانَ الكَذِب أساس الفُجُور كَما قالَ النَّبِي إن الكَذِب يهدي إلى الفُجُور وإن الفُجُور يهدي إلى النّار.
وَأول ما يسري الكَذِب من النَّفس إلى اللِّسان فيفسده ثمَّ يسري إلى الجَوارِح فَيفْسد عَلَيْها أعمالها كَما أفسد على اللِّسان أقْواله فَيعم الكَذِب أقْواله وأعماله وأحواله فيستحكم عَلَيْهِ الفساد ويترامى داؤه إلى الهلكة إن لم تُدْرِكهُ الله بدواء الصدْق يقْلع تِلْكَ من أصْلها ولِهَذا كانَ أصل أعمال القُلُوب كلها الصدْق وأضدادها من الرِّياء والعجب والكبر والفَخْر والخُيَلاء والبطر والأشر والعجز والكسل والجبن والمهانة وغَيرها أصْلها الكَذِب فَكل عمل صالح ظاهر أو باطِن فمنشؤه الصدْق وكل عمل فاسد ظاهر أو باطِن فمنشؤه الكَذِب والله تَعالى يُعاقب الكذّاب بِأن ويقعده ويثبطه عَن مَصالِحه ومنافعه ويثيب الصّادِق بِأن يوفقه للْقِيام بمصالح دُنْياهُ وآخرته فَما استجلبت مصالح الدُّنْيا والآخِرَة بِمثل الصدْق ولا مفاسدها ومضارهما بِمثل الكَذِب قالَ تَعالى ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وكُونُوا مَعَ الصّادِقين﴾. وقالَ تَعالى ﴿هَذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصّادِقين صدقهم﴾ وقالَ ﴿فَإذا عَزَمَ الأمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكانَ خَيْرًا لَهُم﴾ وقالَ ﴿وَجاءَ المُعَذِّرُونَ مِنَ الأعْرابِ لِيُؤْذَنَ لَهم وقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ ورَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنهم عَذابٌ ألِيمٌ﴾.
{"ayah":"وَجَاۤءَ ٱلۡمُعَذِّرُونَ مِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ لِیُؤۡذَنَ لَهُمۡ وَقَعَدَ ٱلَّذِینَ كَذَبُوا۟ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۚ سَیُصِیبُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مِنۡهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمࣱ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق