الباحث القرآني

وَمِمّا يَدُلُّ عَلى أنَّ تَوْبَةَ الزِّنْدِيقِ بَعْدَ القُدْرَةِ لا تَعْصِمُ دَمَهُ قَوْله تَعالى: ﴿قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إلا إحْدى الحُسْنَيَيْنِ ونَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكم أنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذابٍ مِن عِنْدِهِ أوْ بِأيْدِينا﴾ قالَ السَّلَفُ في هَذِهِ الآيَةِ: ﴿أوْ بِأيْدِينا﴾ بِالقَتْلِ إنْ أظْهَرْتُمْ ما في قُلُوبِكُمْ، وهو كَما قالُوا؛ لِأنَّ العَذابَ عَلى ما يُبْطِنُونَهُ مِن الكُفْرِ بِأيْدِي المُؤْمِنِينَ لا يَكُونُ إلّا بِالقَتْلِ؛ فَلَوْ قُبِلَتْ تَوْبَتُهم بَعْدَ ما ظَهَرَتْ زَنْدَقَتُهم لَمْ يُمَكِّنْ المُؤْمِنِينَ أنْ يَتَرَبَّصُوا بِالزَّنادِقَةِ أنْ يُصِيبَهم اللَّهُ بِأيْدِيهِمْ؛ لِأنَّهم كُلَّما أرادُوا أنْ يُعَذِّبُوهم عَلى ذَلِكَ أظْهَرُوا الإسْلامَ فَلَمْ يُصابُوا بِأيْدِيهِمْ قَطُّ، والأدِلَّةُ عَلى ذَلِكَ كَثِيرَةٌ جِدًّا، وعِنْدَ هَذا فَأصْحابُ هَذا القَوْلِ يَقُولُونَ: نَحْنُ أسْعَدُ بِالتَّنْزِيلِ والسُّنَّةِ مِن مُخالِفِينا في هَذِهِ المَسْألَةِ المُشَنِّعِينَ عَلَيْنا بِخِلافِها، وبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب