الباحث القرآني

قوله ﴿يَوْمَ تُبْلى السَّرائِرُ﴾ أي تختبر. وقال مقاتل تظهر وتبدو وبلوت الشيء إذا اختبرته ليظهر لك باطنه وما خفي منه. والسرائر: جمع سريرة وهي سرائر الله التي بينه وبين عبده في ظاهره وباطنه لله. فالإيمان من السرائر وشرائعه من السرائر فتختبر ذلك اليوم حتى يظهر خيرها من شرها ومؤديها من مضيعها، وما كان لله مما لم يكن له قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما "يبدي الله يوم القيامة كل سر فيكون زينًا في الوجوه وشينًا فيها" والمعنى تختبر السرائر بإظهارها وإظهار مقتضياتها من الثواب والعقاب والحمد والذم. وفي التعبير عن الأعمال بالسر لطيفة وهو أن الأعمال نتائج السرائر الباطنة فمن كانت سريرته صالحة كان عمله صالحًا فتبدو سريرته على وجهه نورًا وإشراقًا وحياء ومن كانت سريرته فاسدة كان عمله تابعًا لسريرته لا اعتبار بصورته فتبدو سريرته على وجهه سوادا وظلمة وشينا. وإن كان الذي يبدو عليه في الدنيا إنما هو عمله لا سريرته فيوم القيامة تبدو عليه سريرته ويكون الحكم والظهور لها قال الشاعر: ؎فان لها في مضمر القلب والحشا ∗∗∗ سريرة حب يوم تبلى السرائر. ثم أخبر سبحانه عن حال الإنسان في يوم القيامة أنه غير ممتنع من عذاب الله لا بقوة منه ولا بقوة من خارج وهو الناصر فإن العبد إذا وقع في شدة فإما أن يدفعها بقوته أو قوة من ينصره وكلاهما معدوم في حقه ونظيره قوله سبحان ﴿لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أنْفُسِهِمْ ولا هم مِنّا يُصْحَبُونَ﴾.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب