الباحث القرآني

* (فصل) ومن ذلك إقسامه سبحانه ب ﴿والسَّماءِ والطّارِقِ﴾ وقد فسره بأنه ﴿النَّجْمُ الثّاقِبُ﴾ الذي يثقب ضوؤه والمراد به الجنس لا نجم معين ومن عينه بأنه الثريا أو زحل فإن أراد التمثيل فصحيح وإن أراد التخصيص فلا دليل عليه والمقصود أنه سبحانه أقسم بالسماء ونجومها المضيئة وكل منها آية من آياته الدالة على وحدانيته وسمى النجم طارقًا لأنه يظهر بالليل بعد اختفائه بضوء الشمس فشبه بالطارق الذي يطرق الناس أو أهله ليلًا قال الفراء ما أتاك ليلًا فهو طارق وقال الزجاج والمبرد لا يكون الطارق نهارًا ولهذا تستعمل العرب الطروق في صفة الخيال كثيرًا كما قال ذو الرمة: ؎ألا طرقت مي هيومًا بذكرها ∗∗∗ وأيدي الثريا جنح بالمغارب وقال جرير: ؎طرقتك صائدة القلوب وليس ذا ∗∗∗ وقت الزيارة فارجعي بسلام ولهذا قيل أول من رد الطيف جرير فلم يزل الناس على قبوله وإكرامه كالضيف فالطيف والضيف كلاهما لا يرد وقال الآخر: ؎ألا طرقت من آخر الليل زينب ∗∗∗ عليك سلام هل لما فات مطلب والمقسم عليه هاهنا حال النفس الإنسانية والاعتناء بها وإقامة الحفظة عليها وأنها لم تترك سدى بل قد أرصد عليها من يحفظ عليها أعمالها ويحصيها فأقسم سبحانه أنه ما من نفس إلا عليها حافظ من الملائكة يحفظ عملها وقولها ويحصي ما تكتسب من خير أو شر واختلف القراء في لما فشددها بعضهم وخففها بعضهم فمن قرأها بالتشديد جعلها بمعنى إلا وهي تكون بمعنى إلا في موضعين أحدهما بعد إن المخففة مثل هذا الموضع أو المثقلة مثل قوله ﴿وَإنَّ كُلًا لَمّا لَيُوَفِّيَنَّهم رَبُّكَ أعْمالَهُمْ﴾ والثاني في باب القسم نحو سألتك بالله لما فعلت قال أبو علي الفارسي من خفف كانت عنده هي المخففة من الثقيلة واللام في خبرها هي الفارقة بين إن النافية والخفيفة وما زائدة وإن هي التي يتلقى بها القسم كما يتلقى بالمثقلة. ومن قرأها مشددة كانت إن عنده نافية بمعنى ما ولما في معنى إلا قال سيبويه عن الخليل في قولهم نشدتك بالله لما فعلت قال المعنى إلا فعلت.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب