الباحث القرآني

* (فصل) ومن ذلك قوله تعالى ﴿والمُرْسَلاتِ عُرْفًا فالعاصِفاتِ عَصْفًا والنّاشِراتِ نَشْرًا فالفارِقاتِ فَرْقًا فالمُلْقِياتِ ذِكْرًا عُذْرًا أوْ نُذْرًا إنَّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ﴾ فسرت المرسلات بالملائكة وهو قول أبي هريره وابن عباس في رواية مقاتل وجماعة وفسرت بالرياح وهو قول ابن مسعود وإحدى الروايتين عن ابن عباس وقول قتاده وفسرت بالسحاب وهو قول الحسن وفسرت بالأنبياء وهو رواية عطاء عن ابن عباس قلت الله سبحانه يرسل الملائكة ويرسل الأنبياء ويرسل الرياح ويرسل السحاب فيسوقه حيث يشاء ﴿ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء﴾ فإرساله واقع على ذلك كله وهو نوعان إرسال دين يحبه ويرضاه كإرسال رسله وأنبيائه وإرسال كون وهو نوعان نوع يحبه ويرضاه كإرسال ملائكته في تدبير أمر خلقه ونوع لا يحبه بل يسخطه ويبغضه كإرسال الشيطان على الكفار. فالإرسال المقسم به هاهنا مقيد بالعرف فإما أن يكون ضد المنكر فهو إرسال رسله من الملائكة ولا يدخل في ذلك إرسال الرياح ولا الصواعق ولا الشياطين وأما إرسال الأنبياء فلو أريد لقال والمرسلين وليس بالفصيح تسمية الأنبياء مرسلات وتكلف الجماعات المرسلات خلاف المعهود من استعمال اللفظ فلم يطلق في القرآن جمع ذلك إلا جمع تذكير لا جمع تأنيث وأيضًا فاقتران اللفظة بما بعدها من الإقسام لا يناسب تفسيرها بالأنبياء وأيضًا فإن الرسل مقسم عليهم في القرآن لا مقسم بهم كقولهم ﴿تاللَّهِ لَقَدْ أرْسَلْنا إلى أُمَمٍ مِن قَبْلِكَ﴾ وقوله ﴿وَإنَّكَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ﴾ وقوله ﴿يس والقُرْآنِ الحَكِيمِ إنَّكَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ﴾ وإن كان العرف من التابع كعرف الفرس وعرف الديك والناس إلى فلان عرف واحد أي سابقون في قصده والتوجه إليه جاز أن تكون المرسلات الرياح ويؤيده عطف العاصفات عليه والناشرات وجاز أن تكون الملائكة وجاز أن يعم النوعين لوقوع الإرسال عرفًا عليهما ويؤيده أن الرياح موكل بها ملائكة تسوقها وتصرفها ويؤيد كونها الرياح عطف (العاصفات) عليها بفاء التعقيب والتسبب فكأنها أرسلت فعصفت ومن جعل المرسلات الملائكة قال هي تعصف في مضيها مسرعة كما تعصف الرياح والأكثرون على أنها الرياح. وفيها قول ثالث أنها تعصف بروح الكافر يقال عصف بالشيء إذا أباده وأهلكه قال الأعشى: تعصف بالدراع والحاسر ... حكاه أبو إسحاق. وهو قول متكلف فإن المقسم به لا بد أن يكون آية ظاهره تدل على الربوبية وأما الأمور الغائبة التي يؤمن بها فإنما يقسم عليه وإنما يقسم سبحانه بملائكته وكتابه لظهور شأنهما ولقيام الأدلة والأعلام الظاهره الدالة على ثبوتهما. وأما ﴿الناشرات نشرا﴾ فهو استئناف قسم آخر ولهذا أتى به بالواو وما قبله معطوف على القسم الأول بالفاء قال ابن مسعود والحسن ومجاهد وقتادة هي الرياح تأتي بالمطر ويدل على صحة قوله تعالى ﴿وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته﴾ يعني أنها تنشر السحاب نشرًا وهو ضد الطي. وقال مقاتل هي الملائكة تنشر كتب بني آدم وصحائف أعمالهم وقاله مسروق وعطاء عن ابن عباس. وقالت طائفة هي الملائكة تنشر أجنحتها في الجو عند صعودها ونزولها. وقيل تنشر أوامر الله في الأرض والسماء. وقيل تنشر النفوس فتحييها بالإيمان. وقال أبو صالح هي الأمطار تنشر الأرض أي تحييها قلت ويجوز أن تكون (الناشرات) لازمًا لا مفعول له ولا يكون المراد أنهن نشرن كذا فإنه يقال نشر الميت حي وأنشره الله إذا أحياه فيكون المراد بها الأنفس التي حييت بالعرف الذي أرسلت به المرسلات أو الأشباح والأرواح والبقاع التي حييت بالرياح المرسلات فإن الرياح سبب لنشور الأبدان والنبات، والوحي سبب لنشور الأرواح وحياتها، لكن هنا أمرًا ينبغي التفطن له وهو أنه سبحانه جعل الإقسام في هذه السورة نوعين، وفصل أحدهما من الآخر، وجعل (العاصفات) معطوفًا على (المرسلات) بفاء التعقيب فصارا كأنهما نوع واحد. ثم جعل (الناشرات) كأنه قسم مبتدأ فأتى فيه بالواو، ثم عطف عليه (الفارقات والملقيات) بالفاء فأوهم هذا أن الفارقات والملقيات مرتبط بالناشرات، وأن العاصفات مرتبط بالمرسلات. وقد اختلف في (الفارقات) والأكثرون على أنها الملائكة ويدل عليه عطف ﴿الملقيات ذكرًا﴾ عليها بالفاء وهي الملائكة بالاتفاق. وعلى هذا فيكون القسم بالملائكة التي تنشر أجنحتها عند النزول ففرقت بين الحق والباطل فألقت الذكر على الرسل إعذارًا وإنذارا. ومن جعل (الناشرات) الرياح جعل (الفارقات) صفة لها وقال هي تفرق السحاب هاهنا وهاهنا. ولكن يأبى ذلك عطف الملقيات بالفاء عليها. ومن قال (الفارقات) أي القرآن يفرق بين الحق والباطل فقوله يلتئم مع كون (الناشرات) الملائكة أكثر من التئامه إذا قيل إنها الرياح. ومن قال هي جماعات الرسل فإن أراد الرسل من الملائكة فظاهر. وإن أراد الرسل من البشر فقد تقدم بيان ضعف هذا القول. ويظهر - والله أعلم بما أراد من كلامه - أن القسم في هذه الآية وقع على النوعين الرياح والملائكة. ووجه المناسبة أن حياة الأرض والنبات وأبدان الحيوان بالرياح، فإنها من روح الله، وقد جعلها الله تعالى نشورا وحياة القلوب والأرواح بالملائكة. فبهذين النوعين يحصل نوعا الحياة، ولهذا والله أعلم فصل أحد النوعين من الآخر بالواو، وجعل ما هو تابع لكل نوع بعده بالفاء. وتأمل كيف وقع القسم في هذه السورة على المعاد والحياة الدائمة الباقية، وحال السعداء والأشقياء فيها وقررها بالحياة الأولى في قوله ﴿ألَمْ نَخْلُقْكم مِن ماءٍ مَهِينٍ﴾ فذكر فيها المبدأ والمعاد وأخلص السورة لذلك فحسن الإقسام بما يحصل به نوعا الحياة المشاهدة وهو الرياح والملائكة. فكان في القسم بذلك أبين دليل وأظهر آية على صحة ما أقسم عليه وتضمنته السورة، ولهذا كان المكذب بعد ذلك في غاية الجحود والعناد والكفر، فاستحق الويل بعد الويل فتضاعف عليه الويل كما تضاعف منه الكفر والتكذيب. فلا أحسن من هذا التكرار في هذا الموضع ولا أعظم منه موقعًا، فإنه تكرر عشر مرات، ولم يذكر إلا في أثر دليل أو مدلول عليه عقيب ما يوجب التصديق، وما يوجب التصديق به، فتأمله. قوله تعالى: ﴿عُذْرًا أوْ نُذْرًا (٦)﴾ * (فصل) مِنَ النّاسِ مَن يَقُولُ: مِن تَمامِ التَّوْبَةِ تَرْكُ الِاعْتِذارِ، فَإنَّ الِاعْتِذارَ مُحاجَّةٌ عَنِ الجِنايَةِ، وتَرْكُ الِاعْتِذارِ اعْتِرافٌ بِها، ولا تَصِحُّ التَّوْبَةُ إلّا بَعْدَ الِاعْتِرافِ، وفي ذَلِكَ يَقُولُ بَعْضُ الشُّعَراءِ لِرَئِيسِهِ وقَدْ عَتَبَ عَلَيْهِ في شَيْءٍ: ؎وَما قابَلْتَ عَتْبَكَ بِاعْتِذارٍ ∗∗∗ ولَكِنِّي أقُولُ كَما تَقُولُ ؎وَأطْرُقُ بابَ عَفْوِكَ بِانْكِسارٍ ∗∗∗ ويَحْكُمُ بَيْنَنا الخُلُقُ الجَمِيلُ فَلَمّا سَمِعَ الرَّئِيسُ مَقالَتَهُ قامَ ورَكِبَ إلَيْهِ مِن فَوْرِهِ، وأزالَ عَتْبَهُ عَلَيْهِ، فَتَمامُ الِاعْتِرافِ تَرْكُ الِاعْتِذارِ، بِأنْ يَكُونَ في قَلْبِهِ ولِسانِهِ: اللَّهُمَّ لا بَراءَةَ لِي مِن ذَنْبٍ فَأعْتَذِرُ، ولا قُوَّةَ لِي فَأنْتَصِرُ، ولَكِنِّي مُذْنِبٌ مُسْتَغْفِرٌ، اللَّهُمَّ لا عُذْرَ لِي، وإنَّما هو مَحْضُ حَقِّكَ، ومَحْضُ جِنايَتِي، فَإنْ عَفَوْتَ وإلّا فالحَقُّ لَكَ. والَّذِي ظَهَرَ لِي مِن كَلامِ صاحِبِ المَنازِلِ أنَّهُ أرادَ بِالِاعْتِذارِ إظْهارَ الضَّعْفِ والمَسْكَنَةِ، وغَلَبَةَ العَدُوِّ، وقُوَّةَ سُلْطانِ النَّفْسِ، وأنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِنِّي ما كانَ عَنِ اسْتِهانَةٍ بِحَقِّكَ، ولا جَهْلًا بِهِ، ولا إنْكارًا لِاطِّلاعِكَ، ولا اسْتِهانَةً بِوَعِيدِكَ، وإنَّما كانَ مِن غَلَبَةِ الهَوى، وضَعْفِ القُوَّةِ عَنْ مُقاوَمَةِ مَرَضِ الشَّهْوَةِ، وطَمَعًا في مَغْفِرَتِكَ واتِّكالًا عَلى عَفْوِكَ، وحُسْنَ ظَنٍّ بِكَ، ورَجاءً لِكَرَمِكَ، وطَمَعًا في سَعَةِ حِلْمِكَ ورَحْمَتِكَ، وغَرَّنِي بِكَ الغَرُورُ، والنَّفْسُ الأمّارَةُ بِالسُّوءِ، وسِتْرُكَ المُرْخى عَلَيَّ، وأعانَنِي جَهْلِي، ولا سَبِيلَ إلى الِاعْتِصامِ لِي إلّا بِكَ، ولا مَعُونَةَ عَلى طاعَتِكَ إلّا بِتَوْفِيقِكَ، ونَحْوَ هَذا مِنَ الكَلامِ المُتَضَمِّنِ لِلِاسْتِعْطافِ والتَّذَلُّلِ والِافْتِقارِ، والِاعْتِرافِ بِالعَجْزِ، والإقْرارِ بِالعُبُودِيَّةِ. فَهَذا مِن تَمامِ التَّوْبَةِ، وإنَّما يَسْلُكُهُ الأكْياسُ المُتَمَلِّقُونَ لِرَبِّهِمْ عَزَّ وجَلَّ، واللَّهُ يُحِبُّ مِن عَبْدِهِ أنْ يَتَمَلَّقَ لَهُ. وَفِي الحَدِيثِ " تَمَلَّقُوا لِلَّهِ " وفي الصَّحِيحِ «لا أحَدَ أحَبُّ إلَيْهِ العُذْرُ مِنَ اللَّهِ» وإنْ كانَ مَعْنى ذَلِكَ الإعْذارَ، كَما قالَ في آخِرِ الحَدِيثِ «مِن أجْلِ ذَلِكَ أرْسَلَ الرُّسُلَ مُبَشِّرِينَ ومُنْذِرِينَ» وَقالَ تَعالى ﴿فالمُلْقِياتِ ذِكْرًا عُذْرًا أوْ نُذْرًا﴾ فَإنَّهُ مِن تَمامِ عَدْلِهِ وإحْسانِهِ أنْ أعْذَرَ إلى عِبادِهِ، وأنْ لا يُؤاخِذَ ظالِمَهم إلّا بَعْدَ كَمالِ الإعْذارِ وإقامَةِ الحُجَّةِ عَلَيْهِ، فَهو أيْضًا يُحِبُّ مِن عَبْدِهِ أنْ يَعْتَذِرَ إلَيْهِ، ويَتَنَصَّلَ إلَيْهِ مِن ذَنْبِهِ. وَفِي الحَدِيثِ: «مَنِ اعْتَذَرَ إلى اللَّهِ قَبِلَ اللَّهُ عُذْرَهُ» فَهَذا هو الِاعْتِذارُ المَحْمُودُ النّافِعُ. وَأمّا الِاعْتِذارُ بِالقَدَرِ فَهو مُخاصَمَةٌ لِلَّهِ، واحْتِجاجٌ مِنَ العَبْدِ عَلى الرَّبِّ، وحَمْلٌ لِذَنْبِهِ عَلى الأقْدارِ، وهَذا فِعْلُ خُصَماءِ اللَّهِ، كَما قالَ بَعْضُ شُيُوخِهِمْ في قَوْلِهِ تَعالى ﴿زُيِّنَ لِلنّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ والبَنِينَ والقَناطِيرِ المُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ والفِضَّةِ﴾ [آل عمران: ١٤] قالَ: أتَدْرُونَ ما المُرادُ بِهَذِهِ الآيَةِ؟ قالُوا: ما المُرادُ بِها؟ قالَ: إقامَةُ أعْذارِ الخَلِيقَةِ. وَكَذِبَ هَذا الجاهِلُ بِاللَّهِ وكَلامِهِ، وإنَّما المُرادُ بِها التَّزْهِيدُ في هَذا الفانِي الذّاهِبِ، والتَّرْغِيبُ في الباقِي الدّائِمِ، والإزْراءُ بِمَن آثَرَ هَذا المُزَيَّنَ واتَّبَعَهُ، بِمَنزِلَةِ الصَّبِيِّ الَّذِي يُزَيَّنُ لَهُ ما يَلْعَبُ بِهِ، فَيَهُشُّ إلَيْهِ ويَتَحَرَّكُ لَهُ، مَعَ أنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ فاعِلَ التَّزْيِينِ، فَلَمْ يَقُلْ زُيِّنّا لِلنّاسِ، واللَّهُ تَعالى يُضِيفُ تَزْيِينَ الدُّنْيا والمَعاصِي إلى الشَّياطِينِ، كَما قالَ تَعالى ﴿وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ ما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأنعام: ٤٣] وقالَ ﴿وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ المُشْرِكِينَ قَتْلَ أوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ﴾ [الأنعام: ١٣٧] وَفِي الحَدِيثِ «بُعِثْتُ هادِيًا وداعِيًا، ولَيْسَ إلَيَّ مِنَ الهِدايَةِ شَيْءٌ، وبُعِثَ إبْلِيسُ مُغْوِيًا ومُزَيِّنًا، ولَيْسَ إلَيْهِ مِنَ الضَّلالَةِ شَيْءٌ» ولا يُناقِضُ هَذا قَوْلَهُ تَعالى ﴿كَذَلِكَ زَيَّنّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ﴾ [الأنعام: ١٠٨] فَإنَّ إضافَةَ التَّزْيِينِ إلَيْهِ قَضاءً وقَدَرًا، وإلى الشَّيْطانِ تَسَبُّبًا، مَعَ أنَّهُ تَزْيِينُهُ تَعالى عُقُوبَةٌ لَهم عَلى رُكُونِهِمْ إلى ما زَيَّنَهُ الشَّيْطانُ لَهُمْ، فَمِن عُقُوبَةِ السَّيِّئَةِ السَّيِّئَةُ بَعْدَها، ومِن ثَوابِ الحَسَنَةِ الحَسَنَةُ بَعْدَها. والمَقْصُودُ أنَّ الِاحْتِجاجَ بِالقَدَرِ مُنافٍ لِلتَّوْبَةِ، ولَيْسَ هو مِنَ الِاعْتِذارِ في شَيْءٍ، وفي بَعْضِ الآثارِ " إنَّ العَبْدَ إذا أذْنَبَ، فَقالَ: يا رَبِّ، هَذا قَضاؤُكَ، وأنْتَ قَدَّرْتَ عَلَيَّ، وأنْتَ حَكَمْتَ عَلَيَّ، وأنْتَ كَتَبْتَ عَلَيَّ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ: وأنْتَ عَمِلْتَ، وأنْتَ كَسَبْتَ، وأنْتَ أرَدْتَ واجْتَهَدْتَ، وأنا أُعاقِبُكَ عَلَيْهِ، وإذا قالَ: يا رَبِّ، أنا ظَلَمْتُ، وأنا أخْطَأْتُ، وأنا اعْتَدَيْتُ، وأنا فَعَلْتُ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ: وأنا قَدَرْتُ عَلَيْكَ وقَضَيْتُ وكَتَبْتُ، وأنا أغْفِرُ لَكَ، وإذا عَمِلَ حَسَنَةً، فَقالَ: يا رَبِّ أنا عَمِلْتُها، وأنا تَصَدَّقْتُ، وأنا صَلَّيْتُ، وأنا أطْعَمْتُ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ: وأنا أعَنْتُكَ، وأنا وفَّقْتُكَ، وإذا قالَ: يا رَبِّ أنْتَ أعَنْتَنِي ووَفَّقْتَنِي، وأنْتَ مَنَنْتَ عَلَيَّ، يَقُولُ اللَّهُ: وأنْتَ عَمِلْتَها، وأنْتَ أرَدْتَها، وأنْتَ كَسَبْتَها ". فالِاعْتِذارُ اعْتِذارانِ: اعْتِذارٌ يُنافِي الِاعْتِرافَ، فَذَلِكَ مُنافٍ لِلتَّوْبَةِ، واعْتِذارٌ يُقَرِّرُ الِاعْتِرافَ، فَذَلِكَ مِن تَمامِ التَّوْبَةِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب