الباحث القرآني

قال ابن عباس: إلى غاية، أو علم يسرعون. وهو قول أكثر المفسرين. وقال الحسن: "يعني إلى أنصابهم، أيهم يستلمها أوّلا". قال الزجاج: "وهذا على قراءة من قرأ "نصب" بضمتين، كقوله: ﴿وَما ذُبِحَ عَلى النُّصُبِ﴾ [المائدة: ٣]. قال: ومعناه: أصنام لهم". والمقصود: أن النصب كل شيء نصب من خشبة، أو حجر، أو علم. والإيفاض الإسراع. * وقال في (التبيان) ثم ذكر سبحانه حالهم عند خروجهم من القبور فقال ﴿يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأجْداثِ سِراعًا كَأنَّهم إلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ﴾ أي يسرعون والنصب العلم والغاية التي تنصب فيؤمونها. وهذا من ألطف التشبيه وأبينه وأحسنه فإن الناس يقومون من قبورهم مهطعين إلى الداعي يؤمون الصوت لا يعرجون عنه يمنة ولا يسرة كما قال ﴿يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ﴾ أي يقبلون من كل أوب إلى صوته وناحيته لا يعرجون عنه. قال الفراء وهذا كما تقول: دعوتك دعوة لا عوج لك عنها. وقال الزجاج: المعنى لا عوج لهم عن دعائه أي لا يقدرون إلا على اتباعه وقصده. فإن قلت إذا كان المعنى لا عوج لهم عن دعوتي فكيف قال لا عوج له؟ قيل قالت طائفة اللام بمعنى عن أي لا عوج عنه. وقالت طائفة المعنى لا عوج لهم عن دعائي، كما قال الزجاج. وفي القولين تكلف ظاهر، ولما كانت الدعوى تسمع الجميع لا تعوج عنهم، وكلهم يؤم صوت الداعي ويتبعه لا يعوج عنه كان مجيء اللام منتظمًا للمعنيين ودالًا عليهما. والمعنى لا عوج لدعائه لا في إسماعهم إياه ولا في إجابتهم له.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب