الباحث القرآني

وأنت إذا تأملت ارتباط إحدى الجملتين بالأخرى وجدت تحتها كنزا عظيما من كنوز المعرفة والعلم، فأشار سبحانه بمبدأ خلقه مما يعلمون من النطفة وما بعدها إلى موضع الحجة والآية الدالة على وجوده ووحدانيته وكماله وتفرده بالربوبية والإلهية، وأنه لا يحسن به مع ذلك أن يتركهم سدى لا يرسل إليهم رسولا، ولا ينزل عليهم كتابا، وأنه لا يعجز مع ذلك أن يخلقهم بعد ما أماتهم خلقا جديدا، ويبعثهم إلى دار يوفيهم فيها أعمالهم من الخير والشر. فكيف يطمعون في دخول الجنة وهم يكذبونني، ويكذبون رسلي، ويعدلون بي خلقي، وهم يعلمون من أي شيء خلقتهم. ويشبه هذا قوله: ﴿نَحْنُ خَلَقْناكم فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ﴾ وهم كانوا مصدقين بأنه خالقهم، ولكن احتج عليهم بخلقه لهم على توحيده ومعرفته وصدق رسله، فدعاهم منهم ومن خلقه إلى الإقرار بأسمائه وصفاته وتوحيده، وصدق رسله، والإيمان بالمعاد.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب