الباحث القرآني

وقال عثمان بن سعيد الدارمي حدثنا عبد الله ابن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿وَكَأْسٍ مِن مَعِينٍ﴾ يقول الخمر لا فيها غول ويقول ليس فيها صداع. وفي قوله تعالى: ﴿وَلا هم عَنْها يُنْزَفُونَ﴾ يقول لا تذهب عقولهم. وقال أبو عبيد الأكواب الأباريق التي لا خراطيم لها قال أبو إسحاق وإحدها كوب وهو إناء مستدير لا عروة له وقال ابن عباس هي الأباريق التي ليست لها آذان وقال مقاتل هي أوان مستديرة الرأس ليس لها عرى وقال البخاري في صحيحه الأكواب والأباريق التي لها خراطيم وقال تعالى: ﴿يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ بِأكْوابٍ وأبارِيقَ وكَأْسٍ مِن مَعِينٍ﴾ الأباريق هي الأكواب التي لها خراطيم فإن لم يكن لها خراطيم ولا عرى فهي أكواب وإبريق إفعيل من البريق وهو الصفاء فهو الذي يبرق لونه من صفائه ثم سمى كل ما كان علىشكله إبريقا وإن لم يكن صافيا وأباريق الجنة من الفضة في صفاء القوارير يرى من ظاهرها ما في باطنها والعرب تسمي السيف إبريقا لبريق لونه ومنه قول ابن أحمر: ؎تعلقت إبريقا وعلقت جفنه ∗∗∗ ليهلك حيا ذا زهاء وخامل وفي نوادر اللحياني امرأة إبريق إذا كانت براقة. * (فصل) وأما الكأس فقال أبو عبيدة: هو الإناء بما فيه. وقال أبو إسحاق الكأس: الإناء إذا كان فيه خمر ويقع الكأس لكل إناء مع شرابه. والمفسرون فسروا الكأس بالخمر وهو قول عطاء والكلبي ومقاتل حتى قال الضحاك كل كأس في القرآن فإنما عني به الخمر. وهذا نظر منهم إلى المعنى والمقصود، فإن المقصود ما في الكأس لا الإناء نفسه. وأيضا فإن من الأسماء ما يكون اسما للحال والمحل مجتمعين ومنفردين، كالنهر والكأس. فإن النهر اسم للماء ولمحلة معا ولكل منهما على انفراده، وكذلك الكأس والقرية ولهذا يجيء لفظ القرية مرادا به الساكن فقط والمسكن فقط والأمران معا.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب