الباحث القرآني

وقال تعالى: ﴿وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ﴾. فوصف الفرش بكونها مبطنة بالإستبرق. وهذا يدل على أمرين. أحدهما: أن ظهائرها أعلى وأحسن من بطائنها. لأن بطائنها للأرض، وظهائرها للجمال والزينة والمباشرة. قال سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن أبي هبيرة ابن مريم عن ابن مسعود في قوله: بَطائِنُها مِن إسْتَبْرَقٍ قال: هذه البطائن قد أخبرتم بها. فكيف بالظهائر؟ الثاني: يدل على أنها فرش عالية، لها سمك وحشو بين البطانة والظهارة وقد روي في سمكها وارتفاعها آثار - إن كانت محفوظة - فالمراد: ارتفاع محلها، كما رواه الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري عن النبي ﷺ في قوله: وفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ قال: «ارتفاعها كما بين السماء والأرض، ومسيرة ما بينهما خمسمائة عام» قال الترمذي: حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن سعد. قيل: ومعناه: أن الارتفاع المذكور للدرجات والفرش عليها. قلت: رشدين بن سعد عنده مناكير. قال الدارقطني: ليس بالقوي. وقال أحمد: لا يبالي عمن يروي. وليس به بأس في الرقاق. وقال: أرجو أنه صالح الحديث. وقال يحي بن معين: ليس بشيء. وقال أبو زرعة: ضعيف. وقال الجوزجاني: عنده مناكير. لا ريب أنه كان سيئ الحفظ. فلا يعتمد على ما ينفرد به. وقال ابن وهب: حدثنا عمرو بن الحارث عن درّاج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ﷺ في قوله: وفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ قال: «ما بين الفراشين كما بين السماء والأرض». وهذا أشبه أن يكون هو المحفوظ. فالله أعلم. وقال الطبراني: حدثنا المقدام بن داوود حدثنا أسد بن موسى حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن مطرّف بن عبد الله بن الشّخّير عن كعب في قوله عز وجل: وفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ قال «مسيرة أربعين سنة» وقال الطبراني: حدثنا إبراهيم بن نائلة حدثنا إسماعيل بن عمرو البجلي حدثنا إسرائيل عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة قال: «سئل رسول الله ﷺ عن الفرش المرفوعة؟ فقال: لو طرح فراش من أعلاها لهوى إلى قرارها مائة خريف». وفي رفع هذا الحديث نظر. فقد قال ابن أبي الدنيا: حدثنا إسحاق بن إسماعيل حدثنا معاذ بن هشام قال: وجدت في كتاب أبي عن القاسم عن أبي أمامة في قوله عز وجل: ﴿وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ﴾ قال: «لو أن أعلاها سقط ما بلغ أسفلها بعد أربعين خريفا». * (فصل) وأما الفرش فقد قال تعالى: ﴿مُتَّكِئِينَ عَلى فُرُشٍ بَطائِنُها مِن إسْتَبْرَقٍ﴾ وقال تعالى: ﴿وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ﴾ فوصف الفرش بكونها مبطنة بالإستبرق وهذا يدل على أمرين: أحدهما: أن ظهائرها أعلى وأحسن من بطائنها، لأن بطائنها للأرض، وظهائرها للجمال والزينة والمباشرة. قال سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن أبي هبيرة ابن مريم عن عبد الله في قوله ﴿بطائنها من إستبرق﴾ قال هذه البطائن قد خبرتم بها فكيف بالظهائر؟ الثاني: يدل على أنها فرش عالية لها سمك وحشو بين البطانة والظهارة. وقد روى في سمكها وارتفاعها آثار إن كانت محفوظة فالمراد ارتفاع محلها كما رواه الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري عن النبي ﷺ في قوله ﴿وفرش مرفوعة﴾ قال "ارتفاعها كما بين السماء والأرض، ومسيرة ما بينهما خمسمائة عام" قال الترمذي حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن سعد. قيل ومعناه إن ارتفاع المذكور للدرجات والفرش عليها. قلت رشدين بن سعد عنده مناكير: قال الدارقطني: ليس بالقوي وقال أحمد: لا يبالي عمن روى وليس به بأس في الرقاق. وقال أرجو أنه صالح الحديث. وقال يحيى بن معين: ليس بشيء. وقال أبو زرعة: ضعيف. وقال الجوزجاني عنده مناكير، ولا ريب أنه كان سيئ الحفظ فلا يعتمد على ما ينفرد به. وقد قال ابن وهب: حدثنا عمرو بن الحارث عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله ﷺ في قوله: ﴿وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ﴾ قال: "ما بين الفراشين كما بين السماء والأرض " وهذا أشبه أن يكون هو المحفوظ فالله أعلم.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب