الباحث القرآني
﴿وَلِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ (٤٦)﴾
قيل هو العبد يهوى المعصية فيذكر مقام ربه عليه في الدنيا ومقامه بين يديه في الآخرة فيتركها لله.
* (لطيفة)
وقال يحيى بن أيوب كان بالمدينة فتى يعجب عمر بن الخطاب رضي الله عنه شأنه فانصرف ليلة من صلاة العشاء فتمثلت له امرأة بين يديه فعرضت له بنفسها ففتن بها ومضت، فاتبعها حتى وقف على بابها فأبصر وجلا عن قلبه وحضرته هذه الآية ﴿إنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إذا مَسَّهم طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإذا هم مُبْصِرُونَ﴾
فخر مغشيا عليه فنظرت إليه المرأة فإذا هو كالميت فلم تزل هي وجارية لها يتعاونان عليه حتى ألقياه على باب داره، فخرج أبوه فرآه ملقى على باب الدار لما به فحمله وأدخله فأفاق فسأله ما أصابك يا بُني فلم يخبره فلم يزل به حتى أخبره فلما تلا الآية شهق شهقة فخرجت نفسه فبلغ عمر رضي الله عنه قصته فقال:
ألا آذنتموني بموته، فذهب حتى وقف على قبره فنادى يا فلان ﴿وَلِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ﴾
فسمع صوتا من داخل القبر "قد أعطاني ربي يا عمر".
وذكر الحسن هذه القصة عن عمر رضي الله عنه على وجه آخر قال كان شاب على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ملازما للمسجد والعبادة فهويته جارية فحدث نفسه بها ثم إنه تذكر وأبصر فشهق شهقة فغشي عليه منها فجاء عم له فحمله إلى بيته فلما أفاق قال يا عم انطلق إلى عمر فأقرئه مني السلام وقل له ما جزاء من خاف مقام ربه فأخبر عمر فأتاه وقد مات فقال لك جنتان.
وفي جامع الترمذي من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله ﷺ: "كان ذو الكفل لا يتورع من ذنب عمله، فأتته امرأة فأعطاها ستين دينارا على أن يطأها فلما قعد منها مقعد الرجل من امرأته أرعدت وبكت فقال ما يبكيك أكرهتك قالت لا ولكن هذا عمل لم أعمله وإنما حملتني عليه الحاجة قال فتفعلين هذا وأنت لم تفعليه قط ثم قال اذهبي والدنانير لك ثم قال والله لا يعصي الله ذوالكفل أبدا فمات من ليلته فأصبح مكتوبا على بابه قد غفر الله لذي الكفل" قال الترمذي هذا حديث حسن.
وقال أبو هريرة وابن عباس رضي الله عنهم خطب رسول الله ﷺ قبل وفاته فقال في خطبته: "ومن قدر على امرأة أو جارية حراما فتركها مخافة من الله أمنه الله يوم الفزع الأكبر وحرمه على النار وأدخله الجنة "
وقال مالك بن دينار جنات النعيم بين الفردوس وبين جنات عدن فيها جوار خلقن من ورد الجنة يسكنها الذين هموا بالمعاصي فلما ذكروا الله عز وجل راقبوه فانثنت رقابهم من خشية الله عز وجل
قال ميمون بن مهران الذكر ذكران فذكر الله عز وجل باللسان حسن وأفضل منه أن تذكر الله عز وجل عندما تشرف على معاصيه
وقال قتادة رضي الله عنه ذكر لنا أن نبي الله كان يقول لا يقدر رجل على حرام ثم يدعه ليس به إلا مخافة الله عز وجل إلا أبدله في عاجل الدنيا قبل الآخرة ما هو خير له من ذلك
وقال عبيد بن عمير صدق الإيمان وبره أن يخلو الرجل بالمرأة الحسناء فيدعها لا يدعها إلا لله عز وجل.
* (فصل)
وفي الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري عن رسول الله ﷺ أنه قال: "جنتان من ذهب آنيتهما وحليتهما وما فيهما، وجنتان من فضة آنيتهما وحليتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن، وقد قال تعالى: ﴿وَلِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ﴾ فذكرهما ثم قال ﴿ومن دونهما جنتان﴾.
فهذه أربع وقد اختلف في قوله ﴿ومن دونهما﴾ هل المراد به أنهما فوقهما، أو تحتهما؟
على قولين:
فقالت طائفة من دونهما أي أقرب منهما إلى العرش فيكونان فوقهما
وقالت:"طائفة بل معنى من دونهما تحتهما.
قالوا وهذا المنقول في لغة العرب إذا قالوا: هذا دون هذا. أي دونه في المنزلة كما قال بعضهم لمن بالغ في مدحه:
أنا دون ما تقول وفوق ما في نفسك.
وفي الصحاح دون نقيض فوق.
وهو تقصير عن الغاية، ثم قال ويقال هذا دون هذا أي أقرب منه.
والسياق يدل على تفضيل الجنتين الأوليين من عشرة أوجه: أحدها: قوله: ﴿ذَواتا أفْنانٍ﴾ وفيه قولان أحدهما أنه جمع فنن وهو الغصن والثاني أنه جمع فن وهو الصنف أي ذواتا أصناف شتى من الفواكه وغيرها ولم يذكر ذلك في اللتين بعدهما.
الثاني قوله: ﴿فِيهِما عَيْنانِ تَجْرِيانِ﴾
وفي الآخريين فيهما عينان نضاختان والنضاخة هي الفوارة والجارية السارحة وهي أحسن من الفوارة فإنها تضمن الفوران والجريان.
الثالث: أنه قال ﴿فيهما من كل فاكهة زوجان﴾ وفي الآخريين ﴿فيهما فاكهة ونخل ورمان﴾ ولا ريب أن وصف الأوليين أكمل
واختلف في هذين الزوجين بعد الاتفاق على أنهما صنفان
فقالت: طائفة الزوجان الرطب واليابس الذي لا يقصر في فضله وجودته عن الرطب وهو متمتع به كما متمتع باليابس.
وفيه نظر لا يخفى.
وقالت: طائفة الزوجان صنف معروف وصنف من شكله غريب.
وقالت: طائفة نوعان ولم تزد والظاهر والله أعلم أنه الحلو والحامض والأبيض والأحمر، وذلك لأن اختلاف أصناف الفاكهة أعجب وأشهى، وألذ للعين والفم.
الرابع: أنه قال ﴿متكئين على فرش بطائنها من إستبرق﴾
وهذا تنبية على فضل الظهائر وخطرها وفي الأخريين قال ﴿متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان﴾ وفسر الرفرف بالمحابس والبسط وفسر بالفرش وفسر بالمحابس فوقها.
وعلى كل قول فلم يصفه بما وصف به فرش الجنتين الأوليين
الخامس: أنه قال ﴿وجنى الجنتين دان﴾ أي قريب وسهل يتناولونه كيف شاءوا ولم يذكر ذلك في الآخريين السادس: أنه قال ﴿فيهن قاصرات الطرف﴾
أي قد قصرن طرفهن على أزواجهن فلا يرون غيرهم لرضاهن بهم ومحبتهن لهم وذلك يتضمن قصرهن أطرافهن أزواجهن عليهن فلا يدعهم حسنهن أن ينظروا إلى غيرهن
وقال في الآخريين ﴿حور مقصورات في الخيام﴾ ومن قصرت طرفها على زوجها باختيارها أكمل ممن قصرت بغيرها
السابع: أنه وصفهن بشبه الياقوت والمرجان في صفاء اللون وإشراقه وحسنه ولم يذكر ذلك في التي بعدها
الثامن أنه قال سبحانه وتعالى في الجنتين الأوليين: ﴿هَلْ جَزاءُ الإحْسانِ إلّا الإحْسانُ﴾ وهذا يقتضي أن أصحابهما من أهل الإحسان المطلق الكامل فكان جزاؤهم بإحسان كامل
التاسع: أنه بدأ بوصف الجنتين الأوليين وجعلهما جزءا لمن خاف مقامه وهذا يدل على أنهما أعلى جزاء الخائف لمقامه فرتب الجزاء المذكور على الخوف ترتيب المسبب على سببه ولما كان الخائفون على نوعين مقربين وأصحاب يمين ذكر جنتي المقربين ثم ذكر جنتي أصحاب اليمين
العاشر: أنه قال ﴿ومن دونهما جنتان﴾ والسياق يدل على أنه نقيض فوق كما قال الجوهري.
فإن قيل فكيف انقسمت هذه الجنان الأربع على من خاف مقام ربه؟
قيل لما كان الخائفون نوعين كما ذكرنا كان للمقربين منهم الجنتان العاليتان ولأصحاب اليمين الجنتان اللتان دونهما فإن قيل فهل الجنتان لمجموع الخائفين يشتركون فيهما أم لكل واحد جنتان وهما البستانان.
قيل هذا فيه قولان للمفسرين.
ورجح القول الثاني بوجهين:
أحدهما من جهة النقل والثاني من جهة المعنى، فأما الذي من جهة النقل فإن أصحاب هذا القول رووا عن رسول الله ﷺ قال: "هما بستانين في رياض الجنة"
وأما الذي من جهة المعنى فإن إحدى الجنتين جزاء أداء الأوامر والثانية جزاء اجتناب المحارم
فإن قيل فكيف قال في ذكر النساء فيهن في الموضعين ولما ذكر غيرهن قال فيهما
قيل لما ذكر الفرش قال بعدها ﴿فيهن خيرات حسان﴾
ثم أعاده في الجنتين الأخريين بهذا اللفظ ليتشاكل اللفظ والمعنى والله أعلم.
* (فصل: في أن مؤمني الجن في الجنة)
قوله تعالى: ﴿وَلِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ (٤٦)﴾
وذكر ما في الجنتين إلى قوله تعالى: ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إنْسٌ قَبْلَهم ولا جان﴾
وهذا يدل على أن ثواب محسنهم الجنة من وجوه:
أحدها: أن "منْ" صيغ العموم، فتتناول كل خائف.
الثاني: أنه رتب الجزاءَ المذكور على خوف مقامه، فدل على استحقاقه به. وقد اختلف في إضافة المقام إلى الرب هل هي من إضافة المصدر إلى فاعله، أو إلى مفعوله؟ على قولين: أحدهما: أن المعنى ولمن خاف مقامه بين يدي ربه، فعلى هذا هو من إضافة المصدر إلى المفعول.
والثاني: أن المعنى ولمن خاف مقام ربه عليه واطلاعه عليه، فهو من باب إضافة المصدر إلى فاعله.
وكذلك القولان في قوله تعالى: ﴿وَأمّا مَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ ونَهى النَّفْسَ عَنِ الهَوِى﴾ [النازعات: ٤٠]، ونظيره قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ لِمَن خافَ مَقامِى وخافَ وعِيدِ﴾ [إبراهيم: ١٤]، فهذه ثلاثة مواضع.
وقد يقال: الراجح هو الأول، وأن المعنى خاف مقامه بين يدي ربه لوجوه:
أحدها: أن طريقة القرآن في التخويف أن يخوفهم بالله وباليوم الآخر، فإذا خوفهم به علق الخوف به لا بقيامه عليهم كقوله تعالى: ﴿فَلا تَخافُوهم وخافُون﴾ [آل عمران: ١٧٥]، وقوله تعالى: ﴿ذَلِكَ لِمنْ خَشِى رَبَّهُ﴾ [البينة: ٨]، وقوله تعالى: ﴿يَخافُونَ رَبّهُم مِن فَوْقِهِمْ﴾ [النحل: ٥٠]، وقوله تعالى: ﴿إنَّ الَّذِينَ يَخْشُونَ رَبَّهم بِالغَيْبِ لَهم مَغْفِرَةٌ وأجْرٌ كَبِيرٌ﴾
[الملك: ١٢]، ففى هذا كله لم يذكر خشية مقامه عليهم، وإنما مدحهم بخوفه وخشيته.
وقد يذكر الخوف متعلقًا بعذابه كقوله تعالى: ﴿يَرْجُونَ رَحْمَتَهُ ويَخافُونَ عَذابَهُ﴾ [الإسراء: ٥٧].
وأما خوف مقامه عليهم فهو وإن كان كذلك فليس طريقة القرآن.
الثاني: أن هذا نظير قوله تعالى: ﴿وَأنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخافُونَ أن يُحْشَرُوا إلى رَبِّهِمْ﴾ [الأنعام: ٥١]، فخوفهم أن يحشروا إليه هو خوفهم من مقامهم بين يديه، والقرآن يفسر بعضه بعضًا.
الثالث: أن خوف مقام العبد بين يدي ربه في الآخرة لا يكون إلا ممن يؤمن بلقائه وباليوم الآخر وبالبعث بعد الموت. وهذا هو الذي يستحق الجنتين المذكورتين، فإنه لا يؤمن بذلك حق الإيمان إلا من آمن بالرسل، وهو من الإيمان بالغيب الذي جاءَت به الرسل.
وأما مقام الله على عبده في الدنيا واطلاعه عليه وقدرته عليه فهذا يقر به المؤمن والكافر والبر والفاجر وأكثر
الكفار يخافون جزاءَ الله لهم في الدنيا لما عاينوه من مجازاة الظالم بظلمه والمحسن بإحسانه، وأما مقام العبد بين يدي ربه في الآخرة فلا يؤمن به إلا المؤمن بالرسل.
فإن قيل: إذا كان المعنى أنه خاف مقام ربه عليه في الآخرة بالجزاءِ فقد استوى التقديران، فمن أين رجحتم أحدهما؟
قيل: التخويف بمقام العبد بين يدي ربه أبلغ من التخويف بمقام الرب على العبد، ولهذا خوفنا تعالى في قوله: ﴿يَوْمَ يَقُومَ النّاسُ لِرَبِّ العالَمِين﴾ [المطففين: ٦]، ولأنه مقام مخصوص مضاف إلى الله وذلك في يوم القيامة، بخلاف مقام الله على العبد فإنه كل وقت. وأيضًا فإنه لا يقال لقدرة الله على العبد واطلاعه عليه وعلمه به: مقام الله، ولا هذا من المأْلوف إطلاقه على الرب.
وأيضًا فإن المقام في القرآن والسنة إنما يطلق على المكان كقوله: ﴿عَسى أن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقامًا مَحْمُودًا﴾ [الإسراء: ٧٩]، وقوله تعالى: ﴿كَمْ ترَكُوا مِن جَنّاتٍ وعُيُونٍ وزُرُوع ٍوَمَقامٍ كَرِيمٍ﴾ [الدخان: ٢٥-٢٦]، وقوله تعالى: ﴿خَيْرٌ مَقامًا وأحْسَنُ ندِيًا﴾ [مريم: ٧٣]، والمقصود أن قوله تعالى: ﴿وَلِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَتانِ﴾ يتناول الصنفين من وجوه تقدم منها وجهان:
الثالث: قوله عقيب هذا الوعد: ﴿فَبِأى آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ﴾.
الرابع: أنه ذكر في وصف نسائهم أنهن: ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إنْسٌ قَبْلَهم ولا جانٌّ﴾ [الرحمن: ٥٦] وهذا والله أعلم معناه أنه لم يطمث نساءَ الإنس إنس قبلهم ولا نساءَ الجن جن قبلهم.
ومما يدل على أن ثوابهم الجنة قوله تعالى: ﴿إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصّالِحاتِ إنّا لا نُضيعُ أجْرَ مَن أحْسنَ عَمَلًا أُولَئِكَ لَهم جَنّاتُ عَدْنٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهِمُ الأنْهارُ﴾ [الكهف: ٣٠-٣١]، وأمثال هذه من العمومات.
وقد ثبت أن منهم المؤمنين فيدخلون في العموم، كما أن كافرهم يدخل في الكافرين المستحقين للوعيد ودخول مؤمنهم في آيات الوعد أولى من دخول كافرهم في آيات الوعيد، فإن الوعد فضله والوعيد عدله، وفضله من رحمته وهي تغلب غضبه.
وأيضًا فإن دخول عاصيهم النار إنما كان لمخالفته أمر الله، فإذا أطاع الله أُدخل الجنة، وأيضًا فإنه لا دار للمكلفين سوى الجنة والنار، وكل من لم يدخل النار من المكلفين فالجنة مثواه.
وأيضًا فقد ثبت أنهم إذا أجابوا داعي الله غفر لهم وأجارهم من عذابه، وكل من غفر له دخل الجنة ولا بد، وليس فائدة المغفرة إلا الفوز بالجنة والنجاة من النار، وأيضًا فإنه قد ثبت أن الرسول مبعوث إليهم وأنهم مكلفون باتباعه وأن مطيعهم لله ورسوله مع الذين أنعم الله عليهم، لقوله تعالى: ﴿وَمَن يُطَعَ اللهَ والرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ والصَّدِّيقِينَ والشُّهَداءِ والصّالِحِينَ وحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾ [النساء: ٦٩] وقد أخبر سبحانه عن ملائكته حملة العرش ومن حولهم أنهم يستغفرون للذين آمنوا وأنهم يقولون: ﴿فاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا واتَّبعُوا سبِيلَكَ وقِهِمْ عَذابَ الجحِيمَ رَبَّنا وأدْخِلْهم جَنّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وعَدْتَهُمْ﴾ [غافر: ٧-٨]
فدل على أن كل مؤمن غفر الله له ووقاه عذاب الجحيم، فقد وعده الجنة. وقد ثبت في حق مؤمنهم الإيمان ومغفرة الذنب ووقاية النار كما تقدم، فتعين دخولهم الجنة، والله أعلم.
وإذا ثبت تكليفهم بانقسامهم إلى المسلمين والكفار والصالحين ودون ذلك، فهم في الموازنة على نحو طبقات الإنس المتقدمة، إلا أنهم ليس فيهم رسول. وأفضل درجاتهم درجة الصالحين، ولو كان لهم درجة أفضل منها لذكروها.
فقد دل القرآن على انقسامهم إلى ثلاثة أقسام: صالحين، ودونهم، وكفار.
وزاد عليهم الإنس بدرجة الرسالة والنبوة، ودرجة المقربين، والله أعلم.
{"ayahs_start":46,"ayahs":["وَلِمَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ جَنَّتَانِ","فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ"],"ayah":"فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق