الباحث القرآني

* (فصل) ثم قال سبحانه ﴿وَما يَنْطِقُ عَنِ الهَوى إنْ هو إلاّ وحْيٌ يُوحى﴾ ينزه نطق رسوله أن يصدر عن هوى وبهذه الكمال هداه ورشده وقال ﴿وَما يَنْطِقُ عَنِ الهَوى﴾ ولم يقل وما ينطق بالهوى، لأن نطقه عن الهوى أبلغ فإنه يتضمن أن نطقه لا يصدر عن هوى وإذا لم يصدر عن هوى فكيف ينطق به؟ فتضمن نفي الأمرين نفي الهوى عن مصدر النطق ونفيه عن نفسه، فنطقه بالحق ومصدره الهدى والرشاد لا الغي والضلال ثم قال ﴿إنْ هو إلاّ وحْيٌ يُوحى﴾ فأعاد الضمير على المصدر المفهوم من الفعل أي ما نطقه إلا وحي يوحى وهذا أحسن من قول من جعل الضمير عائدًا إلى القرآن فإنه يعم نطقه بالقرآن والسنة وإن كليهما وحي يوحى. وقد احتج الشافعي لذلك فقال لعل من حجة من قال بهذا قوله ﴿وَأنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الكِتابَ والحِكْمَةَ﴾ قال ولعل من حجته أن يقول قال رسول الله لأبي الزاني بامرأة الرجل الذي صالحه على الغنم والخادم "والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله الغنم والخادم رد عليك" .. الحديث. وفي الصحيحين أن يعلى بن أمية كان يقول لعمر "ليتني أرى رسول الله حين ينزل عليه الوحي، فلما كان بالجعرانة سأله رجل فقال كيف ترى في رجل أحرم بعمرة في جبته بعد ما تضمخ بالخلوق فنظر إليه النبي ساعة ثم سكت فجاء الوحي فأشار عمر بيده إلى يعلى فجاء فأدخل رأسه، فإذا النبي ﷺ محرم يغط ثم سري عنه فقال "أين السائل آنفًا" فجيء به فقال "انزع عنك الجبة واغسل أثر الطيب، واصنع في عمرتك ما تصنع في حجتك" وقال الشافعي أخبرنا مسلم عن ابن جريج عن أبي طاووس عن أبيه أن عنده كتابًا نزل به الوحي، وما فرض رسول الله من صدقة وعقول فإنما نزل به الوحي. وذكر الأوزاعي عن حسان ابن عطية قال: كان جبريل ينزل على رسول الله بالسنة كما ينزل عليه بالقرآن يعلمه إياه. وذكر الأوزاعي أيضًا عن أبي عبيد صاحب سليمان أخبرني القاسم بن مخيمرة حدثني ابن فضيلة قال: قيل لرسول الله ﷺ سعر لنا. قال "لا يسألني الله عن سنة أحدثها فيكم لم يأمرني بها، ولكن سلوا الله من فضله" و"ابن نضلة " هذا يسمى: طلحة وقد صح عنه أنه قال "ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه" وهذا هو السنة بلا شك، وقد قال تعالى ﴿وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة﴾ وهما القرآن والسنة وبالله التوفيق.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب