الباحث القرآني

ثم ذكر سبحانه ما يتحدثون به هناك وأنهم يقولون ﴿إنّا كُنّا قَبْلُ في أهْلِنا مُشْفِقِينَ﴾ أي كنا خائفين في محل الأمن بين الأهل والأقارب والعشائر فأوصلنا ذلك الخوف والإشفاق إلى أن من الله علينا فأمنا مما نخاف ﴿وَوَقانا عَذابَ السَّمُومِ﴾ وهذا ضد حال الشقي الذي كان في أهله مسرورًا. فهذا كان مسرورًا مع إساءته، وهؤلاء كانوا مشفقين مع إحسانهم. فبدل الله سبحانه إشفاقهم بأعظم الأمن، وبدل أمن أولئك بأعظم المخاوف. فبالله سبحانه المستعان. ثم أخبر عن حالهم في الدنيا وأنهم كانوا يعبدون الله فيها فأصلتهم عبادته وحده إلى قربه وجواره ومحل كرامته والذي جمع لهم ذلك كله بره ورحمته فإنه ﴿هو البر الرحيم﴾ فهذا هو المقسم عليه بتلك الأقسام الخمسة في أول السورة والله أعلم. * (فائدة) وأما قوله تعالى: ﴿إنّا كُنّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إنَّهُ هو البَرُّ الرَّحِيمُ﴾ فهذا دعاء العبادة المتضمن للسؤال رغبة ورهبة والمعنى إنا كنا من قبل نخلص له العبادة. وبهذا استحقوا أن وقاهم عذاب السموم، لا بمجرد السؤال المشترك بين الناجي وغيره، فإن الله سبحانه يسأله من في السماوات ومن في الأرض، والفوز والنجاة إنما هي بإخلاص العبادة لا بمجرد السؤال والطلب.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب