الباحث القرآني
﴿ق والقُرْآنِ المَجِيدِ (١) بَلْ عَجِبُوا أنْ جاءَهم مُنْذِرٌ مِنهم فَقالَ الكافِرُونَ هَذا شَيْءٌ عَجِيبٌ (٢﴾
* (لطيفة)
تأمل السور التي اشتملت على الحروف المفردة كيف تجد السورة مبنية على كلمة ذلك الحرف فمن ذلك (ق) والسورة مبنية على الكلمات القافية من ذكر القرآن، وذكر الخلق، وتكرير القول ومراجعته مرارا، والقرب من ابن آدم، وتلقي الملكين قول العبد، وذكر الرقيب، وذكر السائق والقرين، والإلقاء في جهنم، والتقدم بالوعيد، وذكر المتقين، وذكر القلب والقرون والتنقيب في البلاد، وذكر القيل مرتين، وتشقق الأرض، وإلقاء الرواسي فيها، وبسوق النخل والرزق، وذكر القوم وحقوق الوعيد، ولو لم يكن إلا تكرار القول والمحاورة، وسر آخر وهو أن كل معاني هذه السورة مناسبة لما في حرف القاف من الشدة والجهر والعلو والانفتاح.
* (فصل)
وَقد جمعت هَذِه السُّورَة من أصُول الإيمان ما يَكْفِي ويشفي ويغني عَن كَلام أهل الكَلام ومعقول أهل المَعْقُول.
فَإنَّها تضمّنت تَقْرِير المبدأ والمعاد والتوحيد والنبوّة والإيمان بِالمَلائِكَةِ وانقسام النّاس إلى هالك شقي وفائز سعيد وأوصاف هَؤُلاءِ وهَؤُلاء وتضمّنت إثْبات صِفات الكَمال لله وتنزيهه عَمّا يضاد كمله من النقائص والعيوب وذكر فِيها القيامتين الصُّغْرى والكبرى والعالمِينَ الأكْبَر وهو عالم الآخِرَة والأصغر وهو عالم الدُّنْيا وذكر فِيها خلق الإنْسان ووفاته وإعادته وحاله عند وفاته ويَوْم معاده وإحاطته سُبْحانَهُ بِهِ من كل وجه حَتّى علمه بوساوس نَفسه وإقامَة الحفظَة عَلَيْهِ يُحصونَ عَلَيْهِ كل لَفْظَة يتَكَلَّم بها وأنه يوافيه يَوْم القِيامَة ومَعَهُ سائق يَسُوقهُ إلَيْهِ وشاهد يشْهد عَلَيْهِ فَإذا أحضرهُ السّائِق قالَ ﴿هَذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ﴾
أي هَذا الَّذِي أمرت بإحضاره قد أحضرته فَيُقال عند إحْضاره ﴿ألْقِيا في جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عنيد﴾ كَما يحضر الجانِي إلى حَضْرَة السُّلْطان فَيُقال هَذا فلان قد أحضرته فَيَقُول اذْهَبُوا بِهِ إلى السجْن وعاقبوه بِما يستحقّه
وتأمّل كَيفَ دلّت السُّورَة صَرِيحًا على أن الله سُبْحانَهُ يُعِيد هَذا الجَسَد بِعَيْنِه الَّذِي أطاع وعصى فينعمه ويعذّبه كَما ينعم الرّوح الَّتِي آمَنت بِعَينها ويعذّب الَّتِي كفرت بِعَينها لا أنه سُبْحانَهُ يخلق روحا أُخْرى غير هَذِه فينعمها ويعذبها كَما قالَه من لم يعرف المعاد الَّذِي أخْبرت بِهِ الرُّسُل حَيْثُ زعم أن الله سُبْحانَهُ يخلق بدنا غير هَذا البدن من كل وجه عَلَيْهِ يَقع النَّعيم والعَذاب والروح عِنْده عرض من أعْراض البدن فيخلق روحا غير هَذِه الرّوح وبدنا غير هَذا البدن وهَذا غير ما اتّفقت عَلَيْهِ الرُّسُل ودلّ عَلَيْهِ القُرْآن والسنّة وسائِر كتب الله تَعالى وهَذا في الحَقِيقَة إنْكار للمعاد وموافقة لقَوْل من أنكرهُ من المكذبين فَإنَّهُم لم ينكروا قدرَة الله على خلق أجسام أخر غير هَذِه الأجْسام يعذبها وينعمها كَيفَ وهم يشْهدُونَ النَّوْع الإنساني يخلق شَيْئا بعد شَيْء فَكل وقت يخلق الله سُبْحانَهُ أجسامًا وأرواحًا غير الأجْسام الَّتِي فنيت فَكيف يتعجّبون من شَيْء يشاهدونه عيانًا وإنَّما تعجّبوا من عودهم بأعيانهم بعد أن مزّقهم البلى وصاروا عظاما ورفاتا فتعجّبوا أن يَكُونُوا هم بأعيانهم مبعوثين للجزاء ولِهَذا ﴿قالُوا أئذا مِتْنا وكُنّا تُرابًا وعظامًا أئنا لمبعوثون﴾
وَقالُوا ﴿ذَلِكَ رَجْعٌ بعيد﴾ ولَو كانَ الجَزاء إنَّما هو لأجسام غير هَذِه لم يكن ذَلِك بعثا ولا رجعا بل يكون ابْتِداء، ولم يكن لقَوْله ﴿قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الأرْض مِنهُم﴾ كَبِير معنى فَإنَّهُ سُبْحانَهُ جعل هَذا جَوابا لسؤال مقدّر وهو أنّه يُمَيّز تِلْكَ الأجْزاء الَّتِي اخْتلطت بِالأرْضِ واستحالت إلى العناصر بِحَيْثُ لا تتميّز.
فَأخْبر سُبْحانَهُ أنه قد علم ما تنقصه الأرْض من لحومهم وعظامهم وأشعارهم وأنه كَما هو عالم بِتِلْكَ الأجْزاء فَهو قادر على تَحْصِيلها وجَمعها بعد تفرّقها وتأليفها خلقا جَدِيدا وهو سُبْحانَهُ يُقرر المعاد بِذكر كَمال علمه وكَمال قدرته وكَمال حكمته فَإن شُبه المنكرين لَهُ كلها تعود إلى ثَلاثَة أنْواع أحدها اخْتِلاط أجزائهم بأجزاء الأرْض على وجه لا يتميّز ولا يحصل مَعها تميز شخص عَن شخص الثّانِي أن القُدْرَة لا تتعلّق بذلك الثّالِث أن ذَلِك أمر لا فائِدَة فِيهِ أو إنَّما الحِكْمَة اقْتَضَت دوام هَذا النَّوْع الإنساني شَيْئا بعد شَيْء هَكَذا أبدا كلما ماتَ جيل خَلفه جيل آخر فأمّا أن يُمِيت النَّوْع الإنساني كُله ثمَّ يحيه بعد ذَلِك فَلا حِكْمَة في ذَلِك، فَجاءَت براهين المعاد في القُرْآن مبينَة على ثَلاثَة أصُول أحدها تَقْرِير كَمال علم الرب سُبْحانَهُ كَما قالَ في جَواب من ﴿قالَ من يحي العِظامَ وهي رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيها الَّذِي أنْشَأها أوَّلَ مَرَّةٍ وهو بِكُلِّ خَلْقٍ عليم﴾
وَقالَ ﴿وَإنَّ السّاعَةَ لَآتِيَةٌ فاصْفَحِ الصَّفْحَ الجَمِيلَ إنَّ رَبَّكَ هو الخَلّاقُ العَلِيمُ﴾ وقالَ ﴿قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الأرْضُ مِنهُم﴾
والثّانِي تَقْرِير كَمال قدرته كَقَوْلِه أو لَيْسَ الَّذِي خلق السَّماوات والأرْضَ بِقادِرٍ عَلى أنْ يَخْلُقَ مِثْلَهم وقَوله ﴿بَلى قادِرِينَ عَلى أنْ نُسَوِّيَ بنانه﴾ وقَوله ﴿ذَلِكَ بِأنَّ اللَّهَ هو الحَقُّ وأنه يحي المَوْتى وأنَّهُ عَلى كل شَيْء قدير﴾
وَيجمع سُبْحانَهُ بَين الأمريْنِ كَما في قَوْله ﴿أو لَيْسَ الَّذِي خلق السَّماوات والأرْضَ بِقادِرٍ عَلى أنْ يَخْلُقَ مِثْلَهم بَلى وهو الخَلاقُ العَلِيم﴾
الثّالِث كَمال حكمته كَقَوْلِه وما خَلَقْنا السَّماوات والأرْض وما بَينهما لاعبين وقَوله ﴿وَما خَلَقْنا السَّماء والأرْض وما بَينهما باطِلا﴾ وقَوله ﴿أيَحْسَبُ الأِنْسانُ أنْ يُتْرَكَ سُدىً﴾
وَقَوله ﴿أفَحَسِبْتُمْ أنَّما خَلَقْناكم عَبَثًا وأنَّكم إلَيْنا لا تُرْجَعُونَ فَتَعالى اللَّهُ المَلِكُ الحق﴾
وَقَوله ﴿أمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أنْ نَجْعَلَهم كالَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصّالِحاتِ سَواءً مَحْياهم ومَماتُهم ساءَ ما يَحْكُمُونَ﴾
وَلِهَذا كانَ الصَّواب أن المعاد مَعْلُوم بِالعقلِ مَعَ الشَّرْع وأن كَمال الرب تَعالى وكَمال أسْمائِهِ وصِفاته تَقْتَضِيه وتوجبه، وأنه منزّه عمّا يَقُوله منكروه كَما ينزه كَماله عَن سائِر العُيُوب والنقائص ثمَّ أخبر سُبْحانَهُ أن المنكرين لذَلِك لمّا كذّبوا بِالحَقِّ اخْتَلَط عَلَيْهِم أمرهم ﴿فَهم في أمْرٍ مريج﴾ مختلط لا يحصلون مِنهُ على شَيْء ثمَّ دعاهم إلى النّظر في العالم العلوِي وبنائه وارتفاعه واستوائه وحسنه والتئامه ثمَّ إلى العالم السفلي وهو الأرْض وكَيف بسطها وهيّأها بالبسط لما يُراد مِنها وثبّتها بالجبال وأودع فِيها المَنافِع وأنْبت فِيها من كل صنف حسن من أصْناف النَّبات على اخْتِلاف أشكاله وألوانه ومقاديره ومنافعه وصِفاته وأن ذَلِك تبصرة إذا تأمّلها العَبْد المُنِيب وتبصّر بها تذكر ما دلّت عَلَيْهِ مِمّا أخْبرت بِهِ الرُّسُل من التَّوْحِيد والمعاد.
فالناظر فِيها يتبصّر أولا ثمَّ يتَذَكَّر ثانِيًا وأن هَذا لا يحصل إلّا لعبد منيب إلى الله بِقَلْبِه وجوارحه ثمَّ دعاهم إلى التفكّر في مادَّة أرْزاقهم وأقواتهم وملابسهم ومراكبهم وجناتهم وهو الماء الَّذِي أنزلهُ من السَّماء وبارك فِيهِ حَتّى أنبت بِهِ جنّات مُخْتَلفَة الثِّمار والفواكه ما بَين أبيض وأسود وأحمر وأصفر وحلو وحامض وبَين ذَلِك مَعَ اخْتِلاف منابعها وتنوع أجناسها وأنْبت بِهِ الحُبُوب كلها على تنوعها واخْتِلاف مَنافِعها وصفاتها وأشكالها ومقاديرها ثمَّ أفرد النّخل لما فِيهِ من مَوضِع العبْرَة والدّلالَة الَّتِي لا تخفى عَليّ المتأمل وأحْيا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوتها ثمَّ قالَ كَذَلِكَ الخُرُوج أي مثل هَذا الإخْراج من الأرْض الفَواكِه والثِّمار والأقوات والحبوب خروجكم من الأرْض بعد ما غيّبتم فِيها وقد ذكرنا هَذا القياس وأمْثاله من المقاييس الواقِعَة في القُرْآن في كتابنا المعالم وبيّنا بعض ما فِيها من الأسْرار والعبر ثمَّ انْتقل سُبْحانَهُ إلى تَقْرِير النبوّة بِأحْسَن تَقْرِير وأوجر لفظ وأبعده عَن كل شُبْهَة وشك فَأخْبر أنه أرسل إلى قوم نوح وعاد وثَمُود وقوم لوط وقوم فِرْعَوْن رسلًا فكذّبوهم فأهلكهم بأنواع الهَلاك وصدق فيهم وعيده الَّذِي أو عدتهمْ بِهِ رسله إن لم يُؤمنُوا وهَذا تَقْرِير لنبوّتهم ولنبوة من أخبر بذلك عَنْهُم من غير أن يتَعَلَّم ذَلِك من معلّم ولا قَرَأهُ في كتاب بل أخبر بِهِ إخْبارًا مفصّلا مطابقا لما عند أهل الكتاب ولا يرد على هَذا إلّا سُؤال البهت والمكابرة على جحد الضروريات بِأنَّهُ لم يكن شَيْء من ذَلِك أو أن حوادث الدَّهْر ونكباته أصابَتْهُم كَما أصابَت غَيرهم وصاحب هَذا السُّؤال يعلم من نَفسه أنه باهت مباحث جاحد لما شهد بِهِ العيان وتناقلته القرن قرنا بعد قررن فإنكاره بِمَنزِلَة إنْكار وجود المَشْهُورين من المُلُوك والعُلَماء والبلاد النائية ثمَّ عاد سُبْحانَهُ إلى تَقْرِير المعاد بقوله ﴿أفَعَيِينا بالخلق الأول﴾
يُقال لكل من عجز عَن شَيْء عيي بِهِ وعيي فلان بِهَذا الأمر
قالَ الشّاعِر
؎عيوا بأمرهم كَما ∗∗∗ عييت ببيضتها الحَمامَة
وَمِنه قَوْله تَعالى ﴿وَلَمْ يعي بخلقهن﴾
قالَ ابْن عَبّاس يُرِيد أفعجزنا وكَذَلِكَ قالَ مقاتل قلت هَذا تَفْسِير بِلازِم اللَّفْظَة وحقيقتها أعم من ذَلِك فإن العَرَب تَقول أعياني أن أعرف كَذا وعييت بِهِ إذا لم تهتد لَهُ لوجهه ولم تقدر على مَعْرفَته وتحصيله فَتَقول أعياني دواؤك إذا لم تهتد ولم تقف عَلَيْهِ ولازم هَذا المَعْنى العَجز عَنهُ والبَيْت الَّذِي اسْتشْهدُوا بِهِ شاهد لهَذا المَعْنى فإن الحَمامَة لم تعجز عَن بيضتها ولَكِن أعيادها إذا أرادَت أن تبيض أيْن ترمي بالبيضة فَهي تَدور وتجول حَتّى ترمي بها فَإذا باضت أعياها أيْن تحفظها وتودعها حَتّى لا تُنال فَهي تنقلها من مَكان إلى مَكان وتحار أيْن تجْعَل مقرّها كَما هو حال من عى بأمْره فَلم يدر من أيْن يقْصد لَهُ ومن أيْن يَأْتِيهِ ولَيْسَ المُراد بالإعياء في هَذِه الآيَة التَّعَب كَما يظنّه من لم يعرف تَفْسِير القُرْآن بل هَذا المَعْنى هو الَّذِي نَفاهُ سُبْحانَهُ عَن نَفسه في آخر السُّورَة بقوله ﴿وَما مَسَّنا مِن لُغُوبٍ﴾
ثمَّ أخبر سُبْحانَهُ أنّهم ﴿فِي لَبْسٍ مِن خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾
أي أنهم التبس عَلَيْهِم إعادَة الخلق خلقا جَدِيدا ثمَّ نبههم على ما هو من أعظم آيات قدرته وشواهد ربوبيّته وأدلّة المعاد وهو خلق الإنْسان، فَإنَّهُ من أعظم الأدِلَّة على التَّوْحِيد والمعاد.
وَأي دَلِيل أوضح من تركيب هَذِه الصُّورَة الآدميّة بأعضائها وقواها وصفاتها وما فِيها من اللَّحْم والعظم والعُرُوق والأعصاب والرباطات والمنافذ والآلات والعلوم والإرادات والصناعات كل ذَلِك من نُطْفَة ماء فَلَو أنصف العَبْد ربه لاكتفى بفكره في نَفسه واسْتدلَّ بِوُجُودِهِ على جَمِيع ما أخْبرت بِهِ الرُّسُل عَن الله وأسمائه وصِفاته ثمَّ أخبر سُبْحانَهُ عَن إحاطة علمه بِهِ حَتّى علم وساوس نَفسه ثمَّ أخبر عَن قربه إلَيْهِ بِالعلمِ والإحاطة وأن ذَلِك أدنى إلَيْهِ من العرق الَّذِي هو داخل بدنه فَهو أقرب إلَيْهِ بِالقُدْرَةِ عَلَيْهِ والعلم بِهِ من ذَلِك العرق وقالَ شَيخنا المُراد بقول نَحن أي ملائكتنا كَما قالَ ﴿فَإذا قَرَأْناهُ فاتَّبِعْ قرآنه﴾ أي إذا قَرَأهُ عَلَيْك رَسُولنا جِبْرِيل
قالَ ويدل عَلَيْهِ قَوْله ﴿إذْ يَتَلَقّى المتلقيان﴾ فقيد القرب المَذْكُور بتلقّي الملكَيْنِ ولَو كانَ المُراد بِهِ قرب الذّات لم يتَقَيَّد بِوَقْت تلقي الملكَيْنِ فَلا في صَحبه الآيَة لحلولي ولا معطّل ثمَّ أخبر سُبْحانَهُ أن على يَمِينه وشماله ملكَيْنِ يكتبان أعماله وأقواله ونبهَ بإحصاء الأقْوال وكتابتها على كِتابَة الأعْمال الَّتِي هي أقل وقوعا وأعظم أثرا من الأقْوال وهِي غايات الأقْوال ونهايتها ثمَّ أخبر عَن القِيامَة الصُّغْرى وهِي سكرة المَوْت وأنَّها تَجِيء بِالحَقِّ وهو لقاؤه سُبْحانَهُ والقدوم عَلَيْهِ وعرض الرّوح عَلَيْهِ والثَّواب والعِقاب الَّذِي تعجل لَها قبل القِيامَة الكُبْرى
ثمَّ ذكر القِيامَة الكُبْرى بقول ﴿وَنُفِخَ في الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الوَعِيد﴾
ثمَّ أخبر عَن أحْوال الخلق في هَذا اليَوْم وأن كل أحد يَأْتِي الله سُبْحانَهُ ذَلِك اليَوْم ومَعَهُ سائق يَسُوقهُ وشهيد يشْهد عَلَيْهِ وهَذا غير شَهادَة جوارحه وغير شَهادَة الأرْض الَّتِي كانَ عَلَيْها لَهُ عَلَيْهِ وغير شَهادَة رَسُوله والمُؤمنِينَ فَإن الله سُبْحانَهُ يستشهد على العَبْد الحفظَة والأنبياء والأمكنة الَّتِي عمِلُوا عَلَيْها الخَيْر والشَّر والجلود الَّتِي عصوه بها ولا يحكم بَينهم بمجرّد علمه وهو أعدل العادلين وأحكم الحاكِمين
وَلِهَذا أخبر نبيه أنه يحكم بَين النّاس بِما سَمعه من إقرارهم وشَهادَة البيّنة لا بمجرّد علمه فَكيف يسوغ لحاكم أن يحكم بِمُجَرَّد علمه من غير بيّنة ولا إقْرار ثمَّ أخبر سُبْحانَهُ أن الإنْسان في غَفلَة من هَذا الشَّأْن الَّذِي هو حقيق بِأن لا يغْفل عَنهُ وأن لا يزال على ذكره وباله وقالَ ﴿فِي غَفلَة من هَذا﴾
وَلم يقل عَنهُ كَما قالَ ﴿وَإنَّهم لَفي شَكٍّ مِنهُ مريب﴾ ولم يقل في شكّ فِيهِ وجاء هَذا في المصدر وإن لم يجئ في الفِعْل فَلا يُقال غفلت مِنهُ ولا شَككت مِنهُ كَأن غفلته وشكه ابْتِداء مِنهُ فَهو مبدأ غفلته وشكّه وهَذا أبلغ من أن يُقال في غَفلَة عَنهُ وشك فِيهِ فَإنَّهُ جعل ما يَنْبَغِي أن يكون مبدأ التَّذْكِرَة واليَقِين ومنشأهما مبدأ للغفلة والشَّكّ ثمَّ أخبر أن غطاء الغَفْلَة والذهول يكْشف عَنهُ ذَلِك اليَوْم كَما يكْشف غطاء النّوم عَن القلب فيستيقظ وعَن العين فتنفتح فنسبة كشف هَذا الغطاء عَن العَبْد عند المعاينة كنسبة كشف غطاء النّوم عَنهُ عند الانتباه ثمَّ أخبر سُبْحانَهُ أن قرينه وهو الَّذِي قرن بِهِ في الدُّنْيا من المَلائِكَة يكْتب عمله وقَوله يَقُول لمّا يحضرهُ هَذا الَّذِي كنت وكّلتني بِهِ في الدُّنْيا قد أحضرته وأتَيْتُك بِهِ هَذا قَول مُجاهِد وقالَ ابْن قُتَيْبَة المَعْنى هَذا ما كتبته عَلَيْهِ وأحصيته من قَوْله وعَمله حاضر عِنْدِي والتَّحْقِيق أن الآيَة نتضمن الأمريْنِ أي هَذا الشَّخْص الَّذِي وكلت بِهِ وهَذا عمله الَّذِي أحصيته عَلَيْهِ فَحِينَئِذٍ يُقال ﴿ألْقِيا في جَهَنَّمَ﴾
وَهَذا إمّا أن يكون خطابا للسائق والشهيد أو خطابا للْملك المُوكل بعذابه وإن كانَ واحِدًا وهو مَذْهَب مَعْرُوف من مَذاهِب العَرَب في خطابها أو تكون الألف منقلبة عَن نون التَّأْكِيد الخَفِيفَة ثمَّ أجري الوَصْل مجْرى الوَقْف ثمَّ ذكر صِفات هَذا الملقى فَذكر لَهُ سِتّ صِفات أحدها أنه كفار لنعم الله وحقوقه كفار بِدِينِهِ وتوحيده وأسمائه وصِفاته كفّار برسله ومَلائِكَته كفار بكتبه ولقائه الثّانِيَة أنه معاند للحق بِدَفْعِهِ جحدا وعنادا الثّالِثَة أنه مناع للخير وهَذا يعم مَنعه للخير الَّذِي هو إحْسان إلى نَفسه من الطّاعات والقرب إلى الله والخَيْر الَّذِي هو إحْسان إلى النّاس فَلَيْسَ فِيهِ خير لنَفسِهِ ولا لبني جنسه كَما هو الحال أكثر الخلق الرّابِعَة أنه مَعَ مَنعه للخير مُعْتَد على النّاس ظلوم غشوم مُعْتَد عَلَيْهِم بِيَدِهِ ولسانه الخامِسَة أنه مريب أي صاحب ريب وشك ومَعَ هَذا فَهو آتٍ لكل رِيبَة يُقال فلان مريب إذا كانَ صاحب رِيبَة السّادِسَة أنه مَعَ ذَلِك مُشْرك بِالله قد اتّخذ مَعَ الله إلَهًا آخر يعبده ويُحِبهُ ويغضب لَهُ ويرضى لَهُ ويحلف باسمه وينذر لَهُ ويوالي فِيهِ ويعادي فِيهِ فيختصم هو وقرينه من الشَّياطِين ويحيل الأمر عَلَيْهِ وأنه هو الَّذِي أطغاه وأضله فَيَقُول قرينه لم يكن لي قوّة أن أضلّه وأطغيه ولَكِن كانَ في ضلال بعيد اخْتارَهُ لنَفسِهِ وآثره على الحق كَما قالَ إبْلِيس لأهل النّار ﴿وَما كانَ لِيَ عَلَيْكم مِن سُلْطانٍ إلّا أنْ دَعَوْتُكم فاسْتَجَبْتُمْ لي﴾ وعَلى هَذا فالقرين هُنا هو شَيْطانه يختصمان عند الله وقالَت طائِفَة بل قرينه هاهُنا هو الملك فيدعي عَلَيْهِ أنه زاد عَلَيْهِ فِيما كتبه عَلَيْهِ وطغى وأنه لم يفعل ذَلِك كُله وأنه أعجله بِالكِتابَةِ عَن التَّوْبَة ولم يمهله حَتّى يَتُوب فَيَقُول الملك ما زِدْت في الكِتابَة على ما عمل ولا أعجلته عَن التَّوْبَة ﴿وَلَكِنْ كانَ في ضلال بعيد﴾ فَيَقُول الرب تَعالى ﴿لا تَخْتَصِمُوا لَدَي﴾
وَقد أخبر سُبْحانَهُ عَن اختصام الكفّار والشَّياطِين بَين يَدَيْهِ في سُورَة الصافات والأعراف
وَأخْبر عَن اختصام النّاس بَين يَدَيْهِ في سُورَة الزمر وأخْبر عَن اختصام أهل النّار فِيها في سُورَة الشُّعَراء وسورَة ص
ثمَّ أخبر سُبْحانَهُ أنه لا يبدَّل القَوْل لَدَيْهِ فَقيل المُراد بذلك قَوْله ﴿لَأمْلَأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجِنَّة والنّاس أجْمَعِينَ﴾ ووعده لأهل الإيمان بِالجنَّةِ وأن هَذا لا يُبدل ولا يخلف قالَ ابْن عَبّاس يُرِيد ما لو عدي خلف لأهل طاعَتي ولا أهل معصيتي.
قالَ مُجاهِد قد قضيت ما أنا قاض.
وَهَذا أصح القَوْلَيْنِ في الآيَة.
وفيها قَول آخر أن المَعْنى ما يغيّر القَوْل عِنْدِي بِالكَذِبِ والتلبيس كَما يغيّر عند المُلُوك والحكّام فَيكون المُراد بالقَوْل قَول المختصمين وهو اخْتِيار الفراء وابْن قُتَيْبَة قالَ الفراء المَعْنى ما يكذب عِنْدِي لعلمي بِالغَيْبِ وقالَ ابْن قُتَيْبَة أي ما يحرف القَوْل عِنْدِي ولا يُزاد فِيهِ ولا ينقص مِنهُ قالَ لِأنَّهُ قالَ القَوْل عِنْدِي ولم يقل قولي وهَذا كَما يُقال لا يكذب عِنْدِي
فعلى القَوْل الأوّل يكون قَوْله ﴿وَما أنا بِظَلّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾ من تَمام قَوْله ﴿ما يُبَدَّلُ القَوْلُ لدي﴾ في المَعْنى أي ما قلته ووعدت بِهِ لا بُد من فعله، ومَعَ هَذا فَهو عدل لا ظلم فِيهِ ولا جور.
وعَلى الثّانِي يكون قد وصف نَفسه بأمرين:
أحدهما أن كَمال علمه واطلاعه يمْنَع من تَبْدِيل القَوْل بَين يَدَيْهِ وترويج الباطِل عَلَيْهِ وكَمال عدله وغناه يمْنَع من ظلمه لعبيده ثمَّ أخبر عَن سَعَة جهنّم وأنَّها كلّما ألْقى فِيها تَقول هَل من مزِيد وأخْطَأ من قالَ أن ذَلِك للنَّفْي أي لَيْسَ من مزِيد والحَدِيث الصَّحِيح يردّ هَذا التَّأْوِيل ثمَّ أخبر عَن تقريب الجنَّة من المُتَّقِينَ وأن أهلها هم الَّذين اتصفوا بِهَذِهِ الصِّفات الأرْبَع:
إحْداها أن يكون أوابا أي رجّاعًا إلى الله من مَعْصِيَته إلى طاعَته، ومن الغَفْلَة عَنهُ إلى ذكره.
قالَ عبيد بن عُمَيْر الأوّاب الَّذِي يتَذَكَّر ذنُوبه ثمَّ يسْتَغْفر مِنها
وَقالَ مُجاهِد هو الَّذِي إذا ذكر ذَنبه في الخَلاء اسْتغْفر مِنهُ.
وَقالَ سعيد بن المسيّب هو الَّذِي يُذنب ثمَّ يَتُوب ثمَّ يُذنب ثمَّ يَتُوب.
الثّانِيَة أن يكون حفيظا
قالَ ابْن عبّاس لما ائتمنه الله عَلَيْهِ وافترضه
وَقالَ قَتادَة حافظ لما استودعه الله من حقّه ونعمته.
وَلما كانَت النَّفس لَها قوّتان قُوَّة الطّلب وقُوَّة الإمْساك كانَ الأواب مُسْتَعْملا لقُوَّة الطّلب في رُجُوعه إلى الله ومرضاته وطاعته
والحفيظ مُسْتَعْملا لقُوَّة الحِفْظ في الإمْساك عَن مَعاصيه ونواهيه.
فالحفيظ الممسك نَفسه عَمّا حرّم عَلَيْهِ، والأوّاب المقبل على الله بِطاعَتِهِ.
الثّالِثَة قَوْله ﴿مَن خَشِيَ الرَّحْمَن بِالغَيْبِ﴾
يتَضَمَّن الإقْرار بِوُجُودِهِ وربوبيته وقدرته وعلمه واطلاعه على تفاصيل أحْوال العَبْد ويتضمن الإقْرار بكتبه ورُسُله وأمره ونَهْيه ويتضمن الإقْرار بوعده ووعيده ولقائه فَلا تصح خشيَة الرَّحْمَن بِالغَيْبِ إلّا بعد هَذا كُله.
الرّابِعَة قَوْله ﴿وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ﴾
قالَ ابْن عَبّاس راجع عَن معاصي الله مقبل على طاعَة الله وحَقِيقَة الإنابَة عكوف القلب على طاعَة الله ومحبته والإقبال عَلَيْهِ ثمَّ ذكر سُبْحانَهُ جَزاء من قامَت بِهِ هَذِه الأوْصاف بقوله ﴿ادْخُلُوها بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الخُلُود لَهُم ما يشاؤون فِيها ولَدَيْنا مَزِيدٌ﴾ ثمَّ خوَّفهم بِأن يصيبهم من الهَلاك ما أصاب من قبلهم وأنَّهم كانُوا أشد مِنهُم بطشا ولم يدْفع عَنْهُم الهَلاك شدّة بطشهم ولَهُم عند الهَلاك تقلّبوا وطافوا في البِلاد وهل يَجدونَ محيصا ومنجى من عَذاب الله قالَ قَتادَة حاص أعداء الله فوجدوا أمر الله لَهُم مدْركا وقالَ الزّجاج طوّفوا وفتشوا فَلم يرو محيصا من المَوْت.
وَحَقِيقَة ذَلِك أنهم طلبُوا المَهْرَب من المَوْت فَلم يجدوه.
ثمَّ أخبر سُبْحانَهُ أن في هَذا الذي ذكر ذكرى ﴿لِمَن كانَ لَهُ قَلْبٌ أوْ ألْقى السَّمْعَ وهو شَهِيدٌ﴾
ثمَّ أخبر أنه خلق السَّماوات والأرْض وما بَينهما في ستّة أيّام ولم يمسهُ من تَعب ولا إعياء.
تَكْذِيب لأعدائه من اليَهُود حَيْثُ قالُوا إنه استراح في اليَوْم السّابِع.
ثمَّ أمر نبيه بالتأسي بِهِ سُبْحانَهُ في الصَّبْر على ما يَقُول أعداؤه فِيهِ، كَما أنه سُبْحانَهُ صَبر على قَول اليَهُود أنه استراح، ولا أحد أصْبِر على أذى يسمعهُ مِنهُ
ثمَّ أمره بِما يَسْتَعِين بِهِ على الصَّبْر وهو التَّسْبِيح بِحَمْد ربه قبل طُلُوع الشَّمْس وقبل غُرُوبها، وبالليل وأدبار السُّجُود فَقيل هو الوتر.
وَقيل الركعتان بعد المغرب.
والأول قَول ابْن عَبّاس والثّانِي قَول عمر وعلي وأبي هُرَيْرَة والحسن بن عَليّ، وإحْدى الرِّوايَتَيْنِ عَن ابْن عَبّاس.
وَعَن ابْن عَبّاس رِوايَة ثالِثَة أنه التَّسْبِيح بِاللِّسانِ أدبار الصَّلاة المكتوبات.
ثمَّ ختم السُّورَة بِذكر المعاد ونداء المُنادِي بِرُجُوع الأرْواح إلى أجسادها للحشر.
وَأخْبر أن هَذا النداء من مَكان قريب يسمعهُ كل أحد ﴿يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالحَق﴾ بِالبَعْثِ ولقاء الله يَوْمَ تَشَقَّقُ الأرْضُ عَنْهم كَما تشقق عَن النَّبات فَيخْرجُونَ سراعًا من غير مهلة ولا بطء ذَلِك حشر يسير عَلَيْهِ سُبْحانَهُ ثمَّ أخبر سُبْحانَهُ أنه عالم بِما يَقُول أعداؤه وذَلِكَ يتضمّن مجازاته لَهُم بقَوْلهمْ إذْ لم يخف عَلَيْهِ وهو سُبْحانَهُ يذكر علمه وقدرته لتحقيق الجَزاء ثمَّ أخبرهُ أنه لَيْسَ بمسلط عَلَيْهِم ولا قهّار ولم يبْعَث ليجبرهم على الإسْلام ويكرههم عَلَيْهِ وأمره أن يذكر بِكَلامِهِ من يخاف وعيده فَهو الَّذِي ينْتَفع بالتذكير.
وَأما من لا يُؤمن بلقائه ولا يخاف وعيده ولا يَرْجُو ثَوابه فَلا ينْتَفع بالتذكير.
{"ayah":"قۤۚ وَٱلۡقُرۡءَانِ ٱلۡمَجِیدِ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق