الباحث القرآني

ثُمّ ذَكَرَ - سُبْحانَهُ - أنَّهُ هو الَّذِي كَفَّ أيْدِيَ بَعْضِهِمْ عَنْ بَعْضٍ مِن بَعْدِ أنْ أظْفَرَ المُؤْمِنِينَ بِهِمْ؛ لِما لَهُ في ذَلِكَ مِنَ الحِكَمِ البالِغَةِ الَّتِي مِنها: أنَّهُ كانَ فِيهِمْ رِجالٌ ونِساءٌ قَدْ آمَنُوا وهم يَكْتُمُونَ إيمانَهُمْ، لَمْ يَعْلَمْ بِهِمُ المُسْلِمُونَ، فَلَوْ سَلَّطَكم عَلَيْهِمْ لَأصَبْتُمْ أُولَئِكَ بِمَعَرَّةِ الجَيْشِ، وكانَ يُصِيبُكم مِنهم مَعَرَّةُ العُدْوانِ والإيقاعِ بِمَن لا يَسْتَحِقُّ الإيقاعَ بِهِ. وذَكَرَ سُبْحانَهُ حُصُولَ المَعَرَّةِ بِهِمْ مِن هَؤُلاءِ المُسْتَضْعَفِينَ المُسْتَخْفِينَ بِهِمْ؛ لِأنَّها مُوجَبُ المَعَرَّةِ الواقِعَةِ مِنهم بِهِمْ، وأخْبَرَ سُبْحانَهُ أنَّهم لَوْ زايَلُوهم وتَمَيَّزُوا مِنهم لَعَذَّبَ أعْداءَهُ عَذابًا ألِيمًا في الدُّنْيا؛ إمّا بِالقَتْلِ والأسْرِ وإمّا بِغَيْرِهِ، ولَكِنْ دَفَعَ عَنْهم هَذا العَذابَ لِوُجُودِ هَؤُلاءِ المُؤْمِنِينَ بَيْنَ أظْهُرِهِمْ كَما كانَ يَدْفَعُ عَنْهم عَذابَ الِاسْتِئْصالِ ورَسُولُهُ بَيْنَ أظْهُرِهِمْ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب