الباحث القرآني

والجَهالَةُ هاهُنا جَهالَةُ العَمَلِ، وإنْ كانَ عالِمًا بِالتَّحْرِيمِ،، قالَ قَتادَةُ: أجْمَعَ أصْحابُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ عَلى أنَّ كُلَّ ما عُصِيَ اللَّهُ بِهِ فَهو جَهالَةٌ، عَمْدًا كانَ أوْ لَمْ يَكُنْ، وكُلَّ مَن عَصى اللَّهَ فَهو جاهِلٌ. وَأمّا التَّوْبَةُ مِن قَرِيبٍ فَجُمْهُورُ المُفَسِّرِينَ عَلى أنَّها التَّوْبَةُ قَبْلَ المُعايَنَةِ. قالَ عِكْرِمَةُ: قَبْلَ المَوْتِ، وقالَ الضَّحّاكُ: قَبْلَ مُعايَنَةِ مَلَكِ المَوْتِ، وقالَ السُّدِّيُّ، والكَلْبِيُّ: أنْ يَتُوبَ في صِحَّتِهِ قَبْلَ مَرَضِ مَوْتِهِ، وفي المُسْنَدِ وغَيْرِهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «إنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ العَبْدِ ما لَمْ يُغَرْغِرْ» وفي نُسْخَةِ دَرّاجٍ أبِي الهَيْثَمِ عَنْ أبِي سَعِيدٍ مَرْفُوعًا «إنَّ الشَّيْطانَ قالَ: وعِزَّتِكَ يا رَبِّ لا أبْرَحُ أُغْوِي عِبادَكَ ما دامَتْ أرْواحُهم في أجْسادِهِمْ، فَقالَ الرَّبُّ عَزَّ وجَلَّ: وعِزَّتِي وجَلالِي وارْتِفاعِ مَكانِي لا أزالُ أغْفِرُ لَهم ما اسْتَغْفَرُونِي». فَهَذا شَأْنُ التّائِبِ مِن قَرِيبٍ، وأمّا إذا وقَعَ في السِّياقِ فَقالَ: إنِّي تُبْتُ الآنَ، لَمْ تُقْبَلْ تَوْبَتُهُ، وذَلِكَ لِأنَّها تَوْبَةُ اضْطِرارٍ لا اخْتِيارٍ، فَهي كالتَّوْبَةِ بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِها، ويَوْمَ القِيامَةِ، وعِنْدَ مُعايَنَةِ بَأْسِ اللَّهِ. قالُوا: ولِأنَّ حَقِيقَةَ التَّوْبَةِ هي كَفُّ النَّفْسِ عَنِ الفِعْلِ الَّذِي هو مُتَعَلِّقُ النَّهْيِ، والكَفُّ إنَّما يَكُونُ عَنْ أمْرٍ مَقْدُورٍ، وأمّا المُحالُ فَلا يُعْقَلُ كَفُّ النَّفْسِ عَنْهُ، ولِأنَّ التَّوْبَةَ هي الإقْلاعُ عَنِ الذَّنْبِ، وهَذا لا يُتَصَوَّرُ مِنهُ الإيقاعُ حَتّى يَتَأتّى مِنهُ الإقْلاعُ. قالُوا: ولِأنَّ الذَّنْبَ عَزْمٌ جازِمٌ عَلى فِعْلِ المُحَرَّمِ، يَقْتَرِنُ بِهِ فِعْلُهُ المَقْدُورُ، والتَّوْبَةُ مِنهُ عَزْمٌ جازِمٌ عَلى تَرْكِ المَقْدُورِ، يَقْتَرِنُ بِهِ التَّرْكُ، والعَزْمُ عَلى غَيْرِ المَقْدُورِ مُحالٌ، والتَّرْكُ في حَقِّ هَذا ضَرُورِيٌّ، لا عَزْمٌ غَيْرُ مَقْدُورٍ، بَلْ هو بِمَنزِلَةِ تَرْكِ الطَّيَرانِ إلى السَّماءِ، ونَقْلِ الجِبالِ وغَيْرِ ذَلِكَ. والقَوْلُ الثّانِي - وهو الصَّوابُ - أنَّ تَوْبَتَهُ صَحِيحَةٌ مُمْكِنَةٌ، بَلْ واقِعَةٌ، فَإنَّ أرْكانَ التَّوْبَةِ مُجْتَمِعَةٌ فِيهِ، والمَقْدُورُ لَهُ مِنها النَّدَمُ، وفي المُسْنَدِ مَرْفُوعًا «النَّدَمُ تَوْبَةٌ،» فَإذا تَحَقَّقَ نَدَمُهُ عَلى الذَّنْبِ ولَوْمُهُ نَفْسَهُ عَلَيْهِ، فَهَذِهِ تَوْبَةٌ، وكَيْفَ يَصِحُّ أنْ تُسْلَبَ التَّوْبَةُ عَنْهُ، مَعَ شِدَّةِ نَدَمِهِ عَلى الذَّنْبِ، ولَوْمِهِ نَفْسَهُ عَلَيْهِ؟ ولا سِيَّما ما يَتْبَعُ ذَلِكَ مِن بُكائِهِ وحُزْنِهِ وخَوْفِهِ، وعَزْمِهِ الجازِمِ، ونِيَّتِهِ أنَّهُ لَوْ كانَ صَحِيحًا والفِعْلُ مَقْدُورًا لَهُ لَما فَعَلَهُ. وَإذا كانَ الشّارِعُ قَدْ نَزَّلَ العاجِزَ عَنِ الطّاعَةِ مَنزِلَةَ الفاعِلِ لَها، إذا صَحَّتْ نِيَّتُهُ، كَقَوْلِهِ: في الحَدِيثِ الصَّحِيحِ «إذا مَرِضَ العَبْدُ أوْ سافَرَ كُتِبَ لَهُ ما كانَ يَعْمَلُ صَحِيحًا مُقِيمًا» وفي الصَّحِيحِ أيْضًا عَنْهُ: «إنَّ بِالمَدِينَةِ أقْوامًا ما سِرْتُمْ مَسِيرًا، ولا قَطَعْتُمْ وادِيًا إلّا كانُوا مَعَكُمْ، قالُوا: وهم بِالمَدِينَةِ؟ قالَ: وهم بِالمَدِينَةِ، حَبَسَهُمُ العُذْرُ» ولَهُ نَظائِرُ في الحَدِيثِ، فَتَنْزِيلُ العاجِزِ عَنِ المَعْصِيَةِ، التّارِكِ لَها قَهْرًا - مَعَ نِيَّتِهِ تَرْكَها اخْتِيارًا لَوْ أمْكَنَهُ - مَنزِلَةَ التّارِكِ المُخْتارِ أوْلى. يُوَضِّحُهُ أنَّ مَفْسَدَةَ الذَّنْبِ الَّتِي يَتَرَتَّبُ عَلَيْها الوَعِيدُ تَنْشَأُ مِنَ العَزْمِ عَلَيْهِ تارَةً ومِن فِعْلِهِ تارَةً، ومَنشَأُ المَفْسَدَةِ مَعْدُومٌ في حَقِّ هَذا العاجِزِ فِعْلًا وعَزْمًا، والعُقُوبَةُ تابِعَةٌ لِلْمَفْسَدَةِ. وَأيْضًا فَإنَّ هَذا تَعَذَّرَ مِنهُ الفِعْلُ ما تَعَذَّرَ مِنهُ التَّمَنِّي والوِدادُ، فَإذا كانَ يَتَمَنّى ويَوَدُّ لَوْ واقَعَ الذَّنْبَ، ومِن نِيَّتِهِ أنَّهُ لَوْ كانَ سَلِيمًا لَباشَرَهُ، فَتَوْبَتُهُ بِالإقْلاعِ عَنْ هَذا الوِدادِ والتَّمَنِّي، والحُزْنِ عَلى فَوْتِهِ، فَإنَّ الإصْرارَ مُتَصَوَّرٌ في حَقِّهِ قَطْعًا، فَيُتَصَوَّرُ في حَقِّهِ ضِدُّهُ، وهو التَّوْبَةُ، بَلْ هي أوْلى بِالإمْكانِ والتَّصَوُّرِ مِنَ الإصْرارِ، وهَذا واضِحٌ. والفَرْقُ بَيْنَ هَذا وبَيْنَ المُعايِنِ، ومَن ورَدَ القِيامَةَ أنَّ التَّكْلِيفَ قَدِ انْقَطَعَ بِالمُعايَنَةِ ووُرُودِ القِيامَةِ، والتَّوْبَةُ إنَّما تَكُونُ في زَمَنِ التَّكْلِيفِ، وهَذا العاجِزُ لَمْ يَنْقَطِعْ عَنْهُ التَّكْلِيفُ، فالأوامِرُ والنَّواهِي لازِمَةٌ لَهُ، والكَفُّ مُتَصَوَّرٌ مِنهُ عَنِ التَّمَنِّي والوِدادِ، والأسَفِ عَلى فَوْتِهِ، وتَبْدِيلُ ذَلِكَ بِالنَّدَمِ والحُزْنِ عَلى فِعْلِهِ، واللَّهُ أعْلَمُ. * (فصل) قال أبو العالية: "سألت أصحاب محمد عن قوله: ﴿إنَّما التَّوْبَةُ عَلى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ﴾ فقالوا: كل من عصى الله فهو جاهل ومن تاب قبل الموت فقد تاب من قريب" وقال قتادة: "أجمع أصحاب رسول الله ﷺ على أن كل ما عصي الله به فهو جهالة عمدا كان أو لم يكن وكل من عصى الله فهو جاهل" وقال مجاهد: "من شيخ أو شاب فهو بجهالة" وقال: "من عصى ربه فهو جاهل حتى ينزع عن خطيئته" وقال هو وعطاء: "الجهالة العمد" وقال مجاهد: "من عمل سوأ خطأ أو عمدا فهو جاهل حتى ينزع منه" ذكر هذه الآثار ابن أبي حاتم ثم قال وروي عن قتادة وعمرو بن مرة والثوري نحو ذلك خطأ أو عمدا وروي عن مجاهد والضحاك: "ليس من جهالته أن لا يعلم حلالا ولا حراما ولكن من جهالته حين دخل فيه" وقال عكرمة: "الدماء كلها جهالة ومما يبين ذلك قوله: ﴿إنَّما يَخْشى اللَّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ﴾ وكل من خشيه فأطاعه بفعل أوامره وترك نواهيه فهو عالم كما قال تعالى: ﴿أمَّنْ هو قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِدًا وقائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ ويَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ والَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ﴾ " وقال رجل للشعبي: أيها العالم فقال: "لسنا بعلماء إنما العالم من يخشى الله" وقال ابن مسعود: "وكفى بخشية الله علما وبالاغترار بالله جهلا" وقوله ﴿إنما يخشى الله من عباده العلماء﴾ يقتضي الحصر من الطرفين أن لا يخشاه إلا العلماء ولا يكون عالما إلا من يخشاه فلا يخشاه إلا عالم وما من عالم إلا وهو يخشاه فإذا انتفى العلم انتفت الخشية وإذا انتفت الخشية دلت على انتفاء العلم لكن وقع الغلط في مسمى العلم اللازم للخشية حيث يظن أنه يحصل بدونها وهذا ممتنع فإنه ليس في الطبيعة أن لا يخشى النار والأسد والعدو من هو عالم بها مواجه لها وأنه لا يخشى الموت من ألقى نفسه من شاهق ونحو ذلك فأمنه في هذه المواطن دليل عدم علمه وأحسن أحواله أن يكون معه ظن لا يصل إلى رتبة العلم اليقيني. فإن قيل فهذا ينتقض عليكم بمعصية إبليس فإنها كانت عن علم لا عن جهل وبقوله: ﴿وَأمّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهم فاسْتَحَبُّوا العَمى عَلى الهُدى﴾ وقال: ﴿وَآتَيْنا ثَمُودَ النّاقَةَ مُبْصِرَةً﴾ وقال عن قوم فرعون: ﴿وَجَحَدُوا بِها واسْتَيْقَنَتْها أنْفُسُهم ظُلْمًا وعُلُوًّا﴾ وقال: ﴿وَعادًا وثَمُودَ وقَدْ تَبَيَّنَ لَكم مِن مَساكِنِهِمْ وزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أعْمالَهم فَصَدَّهم عَنِ السَّبِيلِ وكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ﴾ وقال موسى لفرعون: ﴿قالَ لَقَدْ عَلِمْتَ ما أنْزَلَ هَؤُلاءِ إلاّ رَبُّ السَّماواتِ والأرْضِ بَصائِرَ﴾ وقال: ﴿وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إذْ هَداهم حَتّى يُبَيِّنَ لَهم ما يَتَّقُونَ﴾ وقال: ﴿الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أبْناءَهُمْ﴾ يعني القرآن أو محمدا ﷺ وقال: ﴿يا أهْلَ الكِتابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الحَقَّ بِالباطِلِ وتَكْتُمُونَ الحَقَّ وأنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ وقال: ﴿فَإنَّهم لا يُكَذِّبُونَكَ ولَكِنَّ الظّالِمِينَ بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ﴾ والجحود إنكار الحق بعد معرفته وهذا كثير في القرآن؟ قيل حجج الله لا تتناقص بل كلها حق يصدق بعضها بعضا وإذا كان سبحانه قد أثبت الجهالة لمن عمل السوء وقد أقر به وبرسالته وبأنه حرم ذلك وتوعد عليه بالعقاب ومع ذلك يحكم عليه بالجهالة التي لأجلها عمل السوء فكيف بمن أشرك به وكفر بآياته وعادى رسله أليس ذلك أجهل الجاهلين وقد سمى تعالى أعداءه جاهلين بعد إقامة الحجة عليهم فقال: ﴿خُذِ العَفْوَ وأْمُرْ بِالعُرْفِ وأعْرِضْ عَنِ الجاهِلِينَ﴾ فأمره بالإعراض عنهم بعد أن أقام عليهم الحجة وعلموا أنه صادق وقال: ﴿وَإذا خاطَبَهُمُ الجاهِلُونَ قالُوا سَلامًا﴾ فالجاهلون هم الكفار الذين علموا أنه رسول الله فها العلم لا ينافي الحكم على صاحبه بالجهل بل يثبت له العلم وينافي عنه في موضع واحد كما قال تعالى عن السحرة من اليهود: ﴿وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ في الآخِرَةِ مِن خَلاقٍ ولَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أنْفُسَهم لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ﴾ فأثبت لهم العلم الذي تقوم به عليهم الحجة ونفى عنهم العلم النافع الموجب لترك الضار وهذا نكتة المسألة وسر الجواب فما دخل النار إلا عالم ولا دخلها إلا جاهل وهذا العلم لا يجتمع مع الجهل في الرجل الواحد يوضحه أن الهوى والغفلة والإعراض تصد عن كماله واستحضاره ومعرفة موجبه على التفصيل وتقيم لصاحبه شبها وتأويلات تعارضه فلا يزال المقتضى يضعف والعارض يعمل عمله حتى كأنه لم يكن ويصير صاحبه بمنزلة الجاهل من كل وجه فلو علم إبليس أن تركه للسجود لآدم يبلغ به ما بلغ وأنه يوجب له أعظم العقوبة وتيقن ذلك لم يتركه ولكن حال الله بينه وبين هذا العلم ليقضي أمره وينفذ قضائه وقدره ولو ظن آدم وحواء أنهما إذا أكلا من الشجرة خرجا من الجنة وجرى عليهما ما جرى ما قرباها ولو علم أعداء الرسل تفاصيل ما يجري عليهم وما يصيبهم يوم القيامة وجزموا بذلك لما عادوهم قال تعالى عن قوم فرعون: ﴿وَلَقَدْ أنْذَرَهم بَطْشَتَنا فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ﴾ وقال: ﴿وَحِيلَ بَيْنَهم وبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ كَما فُعِلَ بِأشْياعِهِمْ مِن قَبْلُ إنَّهم كانُوا في شَكٍّ مُرِيبٍ﴾ وقال عن المنافقين وقد شاهدوا آيات الرسول وبراهين صدقه عيانا: ﴿وارْتابَتْ قُلُوبُهم فَهم في رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ﴾ وقال: ﴿وَلَكِنَّكم فَتَنْتُمْ أنْفُسَكم وتَرَبَّصْتُمْ وارْتَبْتُمْ﴾ وقال: ﴿فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾ وهو الشك ولو كان هذا لعدم العلم الذي تقوم به الحجة عليهم لما كانوا في الدرك الأسفل من النار بل هذا بعد قيام الحجة عليهم وعلمهم الذي لم ينفعهم فالعلم يضعف قطعا بالغفلة والإعراض واتّباع الهوى وإيثار الشهوات وهذه الأمور توجب شبهات وتأويلات تضاده فتأمل هذا الموضع حق تأمل فإنه من أسرار القدر والشرع والعدل فالعلم يراد به العلم التام المستلزم لأثره ويراد به المقتضى وإن لم يتم بوجود شروطه وانتقاء موانعه فالثاني يجامع الجهل دون الأول فتبين أن أصل السيئات الجهل وعدم العلم وإن كان كذلك فعدم العلم ليس أمرا وجوديا بل هو لعدم السمع والبصر والقدرة والإرادة والعدم ليس شيئا حتى يستدعي فاعلا مؤثرا فيه بل يكفي فيه عدم مشيئة ضده وعدم السبب الموجب لضده والعدم المحض لا يضاف إلى الله فإنه شر والشر ليس إليه فإذا انتفى هذا الجازم عن العبد ونفسه بطبعها متحركة مريدة وذلك من لوازم شأنها تحركت بمقتضى الطبع والشهوة وغلب ذلك فيها على داعي العلم والمعرفة فوقعت في أسباب الشر ولا بد.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب