الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿وَقِيلَ الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ﴾ فحذف فاعل القول، لأنه غير معين، بل كل أحد يحمده على ذلك الحكم الذي حكم به، فيحمده السماوات وأهل الأرض: الأبرار، والفجار، والإنس والجن، حتى أهل النار. قال الحسن: وغيره: لقد دخلوا النار، وإن حمده لفي قلوبهم، ما وجدوا لهم عليه سبيلا. وهذا - والله أعلم - هو السر الذي الذي حذف لأجله الفاعل في قوله: ﴿قِيلَ ادْخُلُوا أبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها﴾ وفي قوله: ﴿وَقِيلَ ادْخُلا النّارَ مَعَ الدّاخِلِينَ﴾ كأن الكون كله نطق بذلك، وقال لهم ذلك، والله أعلم بالصواب. * (لطيفة) قالَ تعالى عقيب إخْباره عَن الحكم بَين عباده ومصير أهل السَّعادَة إلى الجنَّة وأهل الشَّقاء إلى النّار ﴿وَقُضِيَ بَيْنَهم بِالحَقِّ وقِيلَ الحَمد لله رب العالَمِينَ﴾ فَحذف فاعل القَوْل إشعارا بِالعُمُومِ وأن الكَوْن كُله قالَ ﴿الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ﴾ لما شاهدوا من حِكْمَة الحق وعدله وفضله. وَلِهَذا قالَ في حق أهل النّار ﴿قِيلَ ادْخُلُوا أبْوابَ جَهَنَّم﴾ كَأن الكَوْن كُله يَقُول ذَلِك حَتّى تَقوله أعضاؤهم وأرواحهم وأرضهم وسماؤهم. ((الجزء الخامس عشر))
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب