الباحث القرآني

قولهم: ﴿أنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنا فَبِئْسَ القَرارُ﴾ أيْ سَنَنْتُمُوهُ لَنا وشَرَعْتُمُوهُ: وقَوْلُهُمْ: ﴿لا مَرْحَبًا بِهِمْ إنَّهم صالُوا النّارِ﴾ أيْ: دَخَلُوها كَما دَخَلْناها ومُقاسُونَ عَذابَها كَما نُقاسِيِهِ. فَأجابَهُمُ الأتْباعُ وقالُوا: ﴿قالُوا بَلْ أنْتُمْ لا مَرْحَبًا بِكم أنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنا﴾ وَفِي الضَّمِيرِ قَوْلانِ: أحَدُهُما: أنَّهُ ضَمِيرُ الكُفْرِ والتَّكْذِيبِ ورَدُّ قَوْلِ الرَّسُولِ ﷺ واسْتِبْدالُ غَيْرِهِ بِهِ، والمَعْنى: أنْتُمْ زَيَّنْتُمْ لَنا الكُفْرَ ودَعَوْتُمُونا إلَيْهِ وحَسَّنْتُمُوهُ لَنا، وقِيلَ عَلى هَذا القَوْلِ: أنَّهُ قَوْلُ الأُمَمِ المُتَأخِّرِينَ لِلْمُتَقَدِّمِينَ، والمَعْنى عَلى هَذا: أنْتُمْ شَرَعْتُمْ لَنا تَكْذِيبَ الرُّسُلِ ورَدَّ ما جاءُوا بِهِ والشِّرْكَ بِاللَّهِ سُبْحانَهُ وتَعالى، وبَدَأْتُمْ بِهِ وتَقَدَّمْتُمُونا إلَيْهِ فَدَخَلْتُمُ النّارَ قَبْلَنا فَبِئْسَ القَرارُ، أيْ: بِئْسَ المُسْتَقَرُّ والمَنزِلُ. والقَوْلُ الثّانِي: أنَّ الضَّمِيرَ في قَوْلِهِ: ﴿أنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنا﴾ ضَمِيرُ العَذابِ وصِلِيِّ النّارِ، والقَوْلانِ مُتَلازِمانِ، وهُما حَقٌّ. وَأمّا القائِلُونَ: ﴿رَبَّنا مَن قَدَّمَ لَنا هَذا فَزِدْهُ عَذابًا ضِعْفًا في النّارِ﴾ فَيَجُوزُ أنْ يَكُونَ الأتْباعُ دَعَوْا عَلى سادَتِهِمْ وكُبَرائِهِمْ وأئِمَّتِهِمْ بِهِ لِأنَّهم هُمُ الَّذِينَ حَمَلُوهم عَلَيْهِ ودَعَوْهم إلَيْهِ. وَيَجُوزُ أنْ يَكُونَ جَمِيعُ أهْلِ النّارِ سَألُوا رَبَّهم أنْ يَزِيدَ مَن سَنَّ لَهُمُ الشِّرْكَ وتَكْذِيبَ الرُّسُلِ صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ وسَلَّمَ ضِعْفًا، وهُمُ الشَّياطِينُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب