الباحث القرآني

أيْ مَن كانَ يُرِيدُ العِزَّةَ فَلْيَطْلُبْها بِطاعَةِ اللَّهِ وذِكْرِهِ مِنَ الكَلِمِ الطَّيِّبِ والعَمَلِ الصّالِحِ. وَفِي دُعاءِ القُنُوتِ: " إنَّهُ لا يَذِلُّ مَن والَيْتَ، ولا يَعِزُّ مَن عادَيْتَ " وَمَن أطاعَ اللَّهَ فَقَدْ والاهُ فِيما أطاعَهُ فِيهِ، ولَهُ مِنَ العِزِّ بِحَسَبِ طاعَتِهِ، ومَن عَصاهُ فَقَدْ عاداهُ فِيما عَصاهُ فِيهِ، ولَهُ مِنَ الذُّلِّ بِحَسَبِ مَعْصِيَتِهِ. * (فصل) اعْلَمْ أنّ أنَّ المَعْصِيَةَ تُورِثُ الذُّلَّ ولا بُدَّ؛ فَإنَّ العِزَّ كُلَّ العِزِّ في طاعَةِ اللَّهِ تَعالى، قالَ تَعالى: ﴿مَن كانَ يُرِيدُ العِزَّةَ فَلِلَّهِ العِزَّةُ جَمِيعًا﴾ أيْ فَلْيَطْلُبْها بِطاعَةِ اللَّهِ، فَإنَّهُ لا يَجِدُها إلّا في طاعَةِ اللَّهِ. وَكانَ مِن دُعاءِ بَعْضِ السَّلَفِ: اللَّهُمَّ أعِزَّنِي بِطاعَتِكَ ولا تُذِلَّنِي بِمَعْصِيَتِكَ. قالَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ: إنَّهم وإنْ طَقْطَقَتْ بِهِمُ البِغالُ، وهَمْلَجَتْ بِهِمُ البَراذِينُ، إنَّ ذُلَّ المَعْصِيَةِ لا يُفارِقُ قُلُوبَهُمْ، أبى اللَّهُ إلّا أنْ يُذِلَّ مَن عَصاهُ. وَقالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ المُبارَكِ: ؎رَأيْتُ الذُّنُوبَ تُمِيتُ القُلُوبَ ∗∗∗ وقَدْ يُورِثُ الذُّلَّ إدْمانُها ؎وَتَرْكُ الذُّنُوبِ حَياةُ القُلُوبِ ∗∗∗ وخَيْرٌ لِنَفْسِكَ عِصْيانُها ؎وَهَلْ أفْسَدَ الدِّينَ إلّا المُلُوكُ ∗∗∗ وأحْبارُ سُوءٍ ورُهْبانُها * (لطيفة) قال بعض السلف: "الناس يطلبون العز بأبواب الملوك ولا يجدونه إلا في طاعة الله" وقال الحسن: "وإن هَمْلَجَتْ بهم البراذين، وطقطقت بهم البغال إن ذل المعصية لفي قلوبهم، أبى الله عز وجل إلا أن يُذِلَّ من عصاه، وذلك أن من أطاع الله تعالى فقد والاه، ولا يذل من والاه الله، كما في دعاء القنوت: "إنَّهُ لا يَذِلُّ مَن والَيْتَ ولا يَعِزُّ مَن عادَيْتَ".
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب