الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿وَإنَّ الدّارَ الآخِرَةَ لَهي الحَيَوانُ﴾ والمراد الجنة عند أهل التفسير. قالوا: ﴿وَإنَّ الدّارَ الآخِرَةَ﴾ يعني الجنة ﴿لَهِيَ الحَيَوانُ﴾ لهي دار الحياة التي لا موت فيها. قال الكلبي: هي حياة لا موت فيها. وقال وقال الزجاج هي دار الحياة الدائمة. وأهل اللغة على أن الحيوان بمعنى الحياة. وقال أبو عبيدة وابن قتيبة: الحياة الحيوان. قال أبو عبيدة: الحياة والحيوان، والحي بكسر الحاء واحد. قال أبو علي يعني أنها مصادر، فالحياة فعلة كالحلبة، والحيوان كالنزوان والغليان، والحي كالعي قال العجاج: كنا بها إذا الحياة حي أي إذا الحياة حياة. وأما أبو زيد فخالفهم وقال: الحيوان ما فيه روح، والموتان والموات ما لا روح فيه. والصواب أن الحيوان يقع على ضربين: أحدهما مصدر كما حكاه أبو عبيدة. والثاني وصف كما حكاه أبو زيد. وعلى قول أبي زيد الحيوان مثل الحي خلاف الميت ورجح القول الأول بأن الفعلان بابه المصادر كالنزوان والغليان بخلاف الصفات فإن بابها فعلان كسكران وغضبان. وأجاب من رجح القول الثاني بأن فعلان قد جاء في الصفات أيضا، قالوا: رجل ضميان للسريع الخفيف، وزفيان. قال في الصحاح: ناقة زفيان سريعة وقوس زفيان سريعة الإرسال للسهم. فيحتمل قوله تعالى: ﴿وَإنَّ الدّارَ الآخِرَةَ لَهي الحَيَوانُ﴾ معنيين: أحدهما أن الحياة الآخرة هي الحياة لأنها لا تنغيص فيها، ولا نفاد لها. أي لا يشوبها ما يشوب الحياة في هذه الدار فيكون الحيوان مصدرا على هذا. والثاني أن يكون المعنى أنها الدار التي تفنى ولا تنقطع ولا تبيد، كما يفنى الأحياء في هذه الدنيا، فهي أحق بهذا الاسم من الحيوان الذي يفنى ويموت.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب