الباحث القرآني

وأنت تجد تحت هذا الخطاب أن الله لا يهدي من اتبع هواه، وجعل سبحانه وتعالى المتع قسمين لا ثالث لهما إما ما جاء به الرسول، وإما الهوى فمن اتبع أحدهما لم يمكنه اتباع الآخر، والشيطان يطيف بالعبد من أين يدخل عليه فلا يجد عليه مدخلا ولا إليه طريقا إلا من هواه، فلذلك كان الذي يخالف هواه يفرق الشيطان من ظله، وإنما تطاق مخالفة الهوى بالرغبة في الله وثوابه والخشية من حجابه وعذابه، ووجد حلاوة الشفاء في مخالفة الهوى فإن متابعته الداء الأكبر، ومخالفته الشفاء الأعظم وقيل لأبي القاسم الجنيد متى تنال النفوس مناها؟ فقال إذا صار داؤها دواها. فقيل له ومتى يصير داؤها دواها؟ فقال إذا خالفت هواها. ومعنى قوله: يصير داؤها دواها أن داءها هو الهوى، فإذا خالفته تداوت منه بمخالفته. وقيل إنما سمي هوى لأنه يهوى بصاحبه إلى أسف السافلين والهوى ثلاثة أرباع الهوان، وهو شارع النار الأكبر كما أن مخالفته شارع الجنة الأعظم وقال أبو دلف العجلي ؎واسوأتا لفتى له أدب ∗∗∗ يضحى هواه قاهرا أدبه ؎يأتي الدنية وهو يعرفها ∗∗∗ فيشين عرضا صائنا أربه ؎فإذا ارعوى عادت بصيرته ∗∗∗ فبكى على الحين الذي سلبه وقال ابن المرتفق الهذلي ؎أين لي ما ترى والمرء يأتي ∗∗∗ عزيميته ويغلبه هواه ؎فيعمى ما يرى فيه عليه ∗∗∗ ويحسب من يراه لا يراه
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب