الباحث القرآني

ذكر تَعالى خلق اللَّيْل والنَّهار وأنهما خلفة. أي يخلف أحدهما الآخر لا يجْتَمع مَعَه، ولَو اجْتمع مَعَه لفاتت المصلحَة بتعاقبهما واختلافهما. وَهَذا هو المُراد باخْتلاف اللَّيْل والنَّهار كَون كل واحِد مِنهُما يخلف الآخر لا يجامعه ولا يحاذيه، بل يغشى أحدهما صاحبه فيطلبه حثيثا حَتّى يُزِيلهُ عَن سُلْطانه، ثمَّ يَجِيء الآخر عَقِيبه فيطلبه حثيثا حَتّى يهزمه ويزيله عَن سُلْطانه فهما دائِما يتطالبان ولا يدْرك أحدهما صاحبه. وقالَ ابْنُ عَبّاسٍ، والحسن، وقتادة: (عِوَضًا وخَلَفًا يَقُومُ أحَدُهُما مَقامَ صاحِبِهِ، فَمَن فاتَهُ عَمَلٌ في أحَدِهِما، قَضاهُ في الآخَرِ) قالَ قتادة (فَأدُّوا لِلَّهِ مِن أعْمالِكم خَيْرًا في هَذا اللَّيْلِ والنَّهارِ، فَإنَّهُما مَطِيَّتانِ يُقْحِمانِ النّاسَ إلى آجالِهِمْ، ويُقَرِّبانِ كُلَّ بَعِيدٍ، ويُبْلِيانِ كُلَّ جَدِيدٍ، ويَجِيئانِ بِكُلِّ مَوْعُودٍ إلى يَوْمِ القِيامَةِ). وَقالَ شقيق: جاءَ رَجُلٌ إلى عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقالَ: فاتَتْنِي الصَّلاةُ اللَّيْلَةَ، فَقالَ: (أدْرِكْ ما فاتَكَ مِن لَيْلَتِكَ في نَهارِكَ، فَإنَّ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ جَعَلَ اللَّيْلَ والنَّهارَ خِلْفَةً لِمَن أرادَ أنْ يَذَّكَّرَ أوْ أرادَ شُكُورًا).
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب