الباحث القرآني
قَولُهُ تَعالى ﴿أفَحَسِبْتُمْ أنَّما خَلَقْناكم عَبَثًا وأنَّكم إلَيْنا لا تُرْجَعُونَ﴾
أيْ لِغَيْرِ شَيْءٍ، لا تُؤْمَرُونَ ولا تُنْهَوْنَ، ولا تُثابُونَ ولا تُعاقَبُونَ، والعَبَثُ قَبِيحٌ، فَدَلَّ عَلى أنَّ قُبْحَ هَذا مُسْتَقِرٌّ في الفِطَرِ والعُقُولِ، ولِذَلِكَ أنْكَرَهُ عَلَيْهِمْ إنْكارَ مُنَبِّهٍ لَهم عَلى الرُّجُوعِ إلى عُقُولِهِمْ وفِطَرِهِمْ، وأنَّهم لَوْ فَكَّرُوا وأبْصَرُوا لَعَلِمُوا أنَّهُ لا يَلِيقُ بِهِ، ولا يَحْسُنُ مِنهُ أنْ يَخْلُقَ خَلْقَهُ عَبَثًا، لا لِأمْرٍ ولا لِنَهْيٍ، ولا لِثَوابٍ ولا لِعِقابٍ، وهَذا يَدُلُّ عَلى أنَّ حُسْنَ الأمْرِ والنَّهْيِ والجَزاءِ مُسْتَقِرٌّ في العُقُولِ والفِطَرِ، وأنَّ مَن جَوَّزَ عَلى اللَّهِ الإخْلالَ بِهِ فَقَدْ نَسَبَهُ إلى ما لا يَلِيقُ بِهِ، وإلى ما تَأْباهُ أسْماؤُهُ الحُسْنى وصِفاتُهُ العُلْيا.
* (فصل)
اعلم أنه لولا التكليف لكان خلق الإنسان عبثا وسدى والله يتعالى عن ذلك وقد نزه نفسه عنه كما نزه نفسه عن العيوب والنقائص قال تعالى: ﴿أفَحَسِبْتُمْ أنَّما خَلَقْناكم عَبَثًا وأنَّكم إلَيْنا لا تُرْجَعُونَ﴾ وقال: ﴿أيَحْسَبُ الإنْسانُ أنْ يُتْرَكَ سُدىً﴾
قال الشافعي لا يؤمر ولا ينهى ومعلوم أن ترك الإنسان كالبهائم مهملا معطلا مضاد للحكمة فإنه خلق لغاية كماله وكماله أن يكون عارفا بربه محبا له قائما بعبوديته قال تعالى: ﴿وَما خَلَقْتُ الجِنَّ والإنْسَ إلّا لِيَعْبُدُونِ﴾
وقال: ﴿لِتَعْلَمُوا أنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وأنَّ اللَّهَ قَدْ أحاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا﴾
وقال: ﴿ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما في السَّماواتِ وما في الأرْضِ وأنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾
فهذه المعرفة وهذه العبودية هما غاية الخلق والأمر وهما أعظم كمال الإنسان والله تعالى من عنايته به ورحمته له عرضه لهذا الكمال وهيأ له أسبابه الظاهرة والباطنة ومكنه منها.
ومدار التكليف على الإسلام والإيمان والإحسان، وهي ترجع إلى شكر المنعم كلها دقيقها وجليلها منه، وتعظيمه وإجلاله ومعاملته بما يليق أن يعامل به.
فتذكر آلاؤه وتشكر فلا يكفر ويطاع فلا يعصى ويذكر فلا ينسى هذا مع تضمن التكليف لإيصاف العبد بكل خلق جميل وإثباته بكل فعل جميل وقول سديد واجتنابه لكل خلق سيئ وترك كل فعل قبيح وقول زور فتكليفه متضمن لمكارم الأخلاق ومحاسن الأفعال وصدق القول والإحسان إلى الخليقة، وتكميل نفسه بأنواع الكمالات، وهجر أضداد ذلك والتنزه عنها مع تعريضه بذلك التكليف للثواب الجزيل الدائم ومجاورة ربه في دار البقاء فأي الأمرين أليق بالحكمة هذا أو إرساله هملا كالخيل والبغال والحمير يأكل ويشرب وينكح كالبهائم أيقتضي كماله المقدس ذلك فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم وكيف يليق بذلك الكمال طي بساط الأمر والنهي والثواب والعقاب وترك إرسال الرسل وإنزال الكتب وشرع الشرائع وتقرير الأحكام وهل عرف الله من جوز عليه خلاف ذلك وهل ذلك إلا من سوء الظن به قال تعالى: ﴿وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إذْ قالُوا ما أنْزَلَ اللَّهُ عَلى بَشَرٍ مِن شَيْءٍ﴾
فحسن التكليف في العقول كحسن الإحسان والإنعام والتفضل والطول بل هو من أبلغ أنواع الإحسان والإنعام ولهذا سمى سبحانه ذلك نعمة ومنة وفضلا ورحمة وأخبر أن الفرح به خير من الفرح بالنعم المشتركة بين الأبرار والفجار قال تعالى: ﴿ألَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا﴾
فنعمة الله هاهنا نعمته بمحمد ﷺ وما بعثه به من الهدى ودين الحق
وقال: ﴿قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلى المُؤْمِنِينَ إذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِن أنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آياتِهِ ويُزَكِّيهِمْ ويُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ والحِكْمَةَ وإنْ كانُوا مِن قَبْلُ لَفي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾
وقال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ في الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنهم يَتْلُو عَلَيْهِمْ آياتِهِ ويُزَكِّيهِمْ ويُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ والحِكْمَةَ وإنْ كانُوا مِن قَبْلُ لَفي ضَلالٍ مُبِينٍ وآخَرِينَ مِنهم لَمّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وهو العَزِيزُ الحَكِيمُ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشاءُ واللَّهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ﴾
وقال: ﴿وَما أرْسَلْناكَ إلّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ﴾ وقال: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هو خَيْرٌ مِمّا يَجْمَعُونَ﴾
وقال: ﴿اليَوْمَ أكْمَلْتُ لَكم دِينَكم وأتْمَمْتُ عَلَيْكم نِعْمَتِي ورَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلامَ دِينًا﴾
وقال: ﴿واذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكم وما أنْزَلَ عَلَيْكم مِنَ الكِتابِ والحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ﴾
وقال: ﴿واعْلَمُوا أنَّ فِيكم رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكم في كَثِيرٍ مِنَ الأمْرِ لَعَنِتُّمْ ولَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إلَيْكُمُ الإيمانَ وزَيَّنَهُ في قُلُوبِكم وكَرَّهَ إلَيْكُمُ الكُفْرَ والفُسُوقَ والعِصْيانَ أُولَئِكَ هُمُ الرّاشِدُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ ونِعْمَةً واللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ وقال لرسوله: ﴿وَأنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الكِتابَ والحِكْمَةَ وعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وكانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا﴾ وهل النعمة والفضل في الحقيقة إلا ذلك وتوابعه وثمرته في القلوب والأبدان في الدنيا والآخرة وهل في العقول السليمة والفطرة المستقيمة أحسن من ذلك وأليق بكمال الرب وأسمائه وصفاته.
* (فصل)
قال تعالى: ﴿إنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ والأرْضَ في سِتَّةِ أيّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلى العَرْشِ يُدَبِّرُ الأمْرَ ما مِن شَفِيعٍ إلاّ مِن بَعْدِ إذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكم فاعْبُدُوهُ أفَلا تَذَكَّرُونَ إلَيْهِ مَرْجِعُكم جَمِيعًا وعْدَ اللَّهِ حَقًّا إنَّهُ يَبْدأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصّالِحاتِ بِالقِسْطِ والَّذِينَ كَفَرُوا لَهم شَرابٌ مِن حَمِيمٍ وعَذابٌ ألِيمٌ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ﴾
فتأمل الآن كيف اشتمل خلق السماوات والأرض وما بينهما على الحق أولا وآخرا ووسطا، وأنها خلقت بالحق وللحق وشاهدة بالحق وقد أنكر تعالى على من زعم خلاف ذلك فقال: ﴿أفَحَسِبْتُمْ أنَّما خَلَقْناكم عَبَثًا وأنَّكم إلَيْنا لا تُرْجَعُونَ﴾
ثم نزه نفسه عن هذا الحسبان المضاد لحكمته وعلمه وحمده فقال ﴿فتعالى الله الملك الحق﴾
وتأمل ما في هذين الاسمين وهما ﴿الملك الحق﴾ من إبطال هذا الحسبان الذي ظنه أعداؤه إذ هو مناف لكمال ملكه ولكونه الحق إذ الملك الحق هو الذي يكون له الأمر والنهي فيتصرف في خلقه بقوله وأمره وهذا هو الفرق بين الملك والمالك إذ المالك هو المتصرف بفعله والملك هو المتصرف بفعله وأمره والرب تعالى مالك الملك فهو المتصرف بفعله وأمره.
فمن ظن أنه خلق خلقه عبثا لم يأمرهم ولم ينههم فقد طعن في ملكه ولم يقدره حق قدره كما قال تعالى: ﴿وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إذْ قالُوا ما أنْزَلَ اللَّهُ عَلى بَشَرٍ مِن شَيْءٍ﴾ فمن جحد شرع الله وأمره ونهيه وجعل الخلق بمنزلة الأنعام المهملة فقد طعن في ملك الله ولم يقدره حق قدره.
وكذلك كونه تعالى إله الخلق يقتضي كمال ذاته وصفاته وأسمائه ووقوع أفعاله على أكمل الوجوه وأتمها فكما أن ذاته الحق فقوله الحق ووعده الحق وأمره الحق وأفعاله كلها حق وجزاؤه المستلزم لشرعه ودينه ولليوم الآخر حق فمن أنكر شيئا من ذلك فما وصف الله بأنه الحق المطلق من كل وجه وبكل اعتبار فكونه حقا يستلزم شرعه ودينه وثوابه وعقابه فكيف يظن بالملك الحق أن يخلق خلقه عبثا وأن يتركهم سدى لا يأمرهم ولا ينهاهم ولا يثيبهم ولا يعاقبهم كما قال تعالى: ﴿أيَحْسَبُ الإنْسانُ أنْ يُتْرَكَ سُدىً﴾
قال الشافعي رحمه الله: "مهملا لا يؤمر ولا ينهى"
وقال غيره: "لا يجزي بالخير والشر ولا يثاب ولا يعاقب" والقولان متلازمان فالشافعي ذكر سبب الجزاء والثواب والعقاب، وهو الأمر والنهي، والآخر ذكر غاية الأمر والنهي ذكر سبب الجزاء والثواب والعقاب.
ثم تأمل قوله تعالى بعد ذلك: ﴿ألَمْ يَكُ نُطْفَةً مِن مَنِيٍّ يُمْنى ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوّى﴾ فمن لم يتركه وهو نطفة سدى بل قلب النطفة وصرفها حتى صارت أكمل مما هي وهي العلقة ثم قلب العلقة حتى صارت أكمل مما هي حتى خلقها فسوى خلقها فدبرها بتصريفه وحكمته في أطوار كمالاتها حتى انتهى كمالها بشرا سويا فكيف يتركه سدى لا يسوقه إلى غاية كماله الذي خلق له.
فإذا تأمل العاقل البصير أحوال النطفة من مبدئها إلى منتهاها دلته على المعاد والنبوات كما تدله على إثبات الصانع وتوحيده وصفات كماله فكما تدل أحوال النطفة من مبدئها إلى غايتها على كمال قدرة فاطر الإنسان وبارئه فكذلك تدل على كمال حكمته وعلمه وملكه وأنه الملك الحق المتعالى عن أن يخلقها عبثا ويتركها سدى بعد كمال خلقها.
* (فصل: في إنكاره سبحانه على من زعم أنه لم يخلق الخلق لغاية ولا لحكمة كقوله: ﴿أفَحَسِبْتُمْ أنَّما خَلَقْناكم عَبَثًا﴾
وقوله: ﴿أيَحْسَبُ الإنْسانُ أنْ يُتْرَكَ سُدىً﴾ وقوله: ﴿وَما خَلَقْنا السَّماواتِ والأرْضَ وما بَيْنَهُما لاعِبِينَ ما خَلَقْناهُما إلاّ بِالحَقِّ﴾
والحق هو الحكم والغايات المحمودة التي لأجلها خلق ذلك كله وهو أنواع كثيرة منها أن يعرف الله تعالى بأسمائه وصفاته وأفعاله وآياته ومنها أن يحب ويعبد ويشكر ويذكر ويطاع ومنها أن يأمر وينهى ويشرع الشرائع ومنها أن يدبر الأمر ويبرم القضاء ويتصرف في المملكة بأنواع التصرفات ومنها أن يثيب ويعاقب فيجازي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته فيوجد أثر عدله وفضله موجودا مشهودا فيحمد على ذلك ويشكر ومنها أن يعلم خلقه أنه لا إله غيره ولا رب سواه ومنها أن يصدق الصادق فيكرمه ويكذب الكاذب فيهينه ومنها ظهور آثار أسمائه وصفاته على تنوعها وكثرتها في الوجود الذهني والخارجي فيعلم عباده ذلك علما مطابقا لما في الواقع ومنها شهادة مخلوقاته كلها بأنه وحده ربها وفاطرها ومليكها وأنه وحده إلهها ومعبودها ومنها ظهور أثر كماله المقدس فإن الخلق والصنع لازم كماله فإنه حي قدير ومن كان ذلك كذلك لم يكن إلا فاعلا مختارا ومنها أن يظهر أثر حكمته في المخلوقات بوضع كل منها في موضعه الذي يليق به ومحبته على الوجه الذي تشهد العقول والفطر بحسنه فتشهد حكمته الباهرة ومنها أنه سبحانه يحب أن يجود وينعم ويعفو ويغفر ويسامح ولا بد من لوازم ذلك خلقا وشرعا ومنها أنه يحب أن يثنى عليه ويمدح ويمجد ويسبح ويعظم ومنها كثرة شواهد ربوبيته ووحدانيته وإلهيته إلى غير ذلك من الحكم التي تضمنها الخلق فخلق مخلوقاته بسبب الحق ولأجل الحق وخلقها ملتبس بالحق وهو في نفسه حق فمصدره حق وغايته حق وهو يتضمن للحق وقد أثنى على عباده المؤمنين حيث نزهوه عن إيجاد الخلق لا لشيء ولا لغاية فقال تعالى: ﴿وَيَتَفَكَّرُونَ في خَلْقِ السَّماواتِ والأرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هَذا باطِلًا سُبْحانَكَ﴾ وأخبر أن هذا ظن أعدائه لا ظن أوليائه فقال: ﴿وَما خَلَقْنا السَّماءَ والأرْضَ وما بَيْنَهُما باطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾
وكيف يتوهم أنه عرفه من يقول أنه لم يخلق لحكمة مطلوبة له ولا أمر لحكمة ولا نهى لحكمة وإنما يصدر الخلق والأمر عن مشيئة وقدرة محضة لا لحكمة ولا لغاية مقصودة وهل هذا إلا إنكار لحقيقة حمده بل الخلق والأمر إنما قام بالحكم والغايات فهما مظهران بحمده وحكمته فإنكار الحكمة إنكار لحقيقة خلقه وأمره فإن الذي أثبته المنكرون من ذلك ينزه عنه الرب ويتعالى عن نسبته إليه فإنهم أثبتوا خلقا وأمرا لا رحمة فيه ولا مصلحة ولا حكمة بل يجوز عندهم أو يقع أن يأمر بما لا مصلحة للمكلف فيه ألبتة وينهى عما فيه مصلحة والجميع بالنسبة إليه سواء.
ويجوز عندهم أن يأمر بكل ما نهى عنه وينهى عن جميع ما أمر به ولا فرق بين هذا وهذا إلا لمجرد الأمر والنهي ويجوز عندهم أن يعذب من لم يعصه طرفة عين بل أفنى عمره في طاعته وشكره وذكره وينعم على من لم يطعه طرفة عين بل أفنى عمره في الكفر به والشرك والظلم والفجور فلا سبيل إلى أن يعرف خلاف ذلك منه إلا بخبر الرسول وإلا فهو جائز عليه وهذا من أقبح الظن وأسوئه بالرب سبحانه وتنزيهه عنه كتنزيهه عن الظلم والجور بل هذا هو عين الظلم الذي يتعالى الله عنه والعجب العجاب أن كثيرا من أرباب هذا المذهب ينزهونه عما وصف به نفسه من صفات الكمال ونعوت الجلال ويزعمون أن إثباتها تجسيم وتشبيه ولا ينزهونه عن هذا الظلم والجور ويزعمون أنه عدل وحق وأن التوحيد عندهم لا يتم إلا به كما لا يتم إلا بإنكار استوائه على عرشه وعلوه فوق سماواته وتكلمه وتكليمه وصفات كماله فلا يتم التوحيد عند هذه الطائفة إلا بهذا النفي وذلك الإثبات والله ولي التوفيق.
(مسألة)
إن قيل: أي حكمة في إيلام الحيوانات غير المكلفة؟
قلنا: هذه مسألة تكلم الناس فيها قديما وحديثا وتباينت طرقهم في الجواب عنها، فالجاحدون للفاعل المختار الذي يفعل بمشيئته وقدرته يحيلون ذلك على الطبيعة المجردة، وأن ذلك من لوازمها ومقتضياتها ليس بفعل فاعل ولا قدرة قادر ولا إرادة مريد.
ومنكرو الحكمة والتعليل يردون ذلك إلى محض المشيئة، وصرف الإرادة تخصص مثلا على مثل بلا موجب ولا غاية ولا حكمة مطلوبة، ولا سبب أصلا، وظنوا أنهم بذلك يتخلصون من السؤال ويسدون على نفوسهم باب المطالبة، وإنما سدوا على نفوسهم باب معرفة الرب وكماله وكمال أسمائه وأوصافه وأفعاله، فعطلوا حكمته وحقيقة إلهيته وحمده، وكانوا كالمستجيرين من الرمضاء بالنار.
وأما من أثبت حكمة وتعليلا لا يعودا إلى الخالق بل إلى المخلوق سلكوا طريقة التعويض على تلك الآلام في حق من يبعث للثواب والعقاب، وقالوا: قد يكون في ذلك إثابة لإثابتهم بصبرهم وتألمهم وإثابة لهم وتعويضا في القيامة بما نالهم من تلك الآلام، فلما أورد عليهم إيلام الحيوانات التي لا تثاب ولا تعاقب.
وأما المثبتون لحقائق أسماء الرب وصفاته وحكمته التي هي وصفه ولأجلها تسمى بالحكيم وعنها صدر خلقه وأمره، فهم أعلم الفرق بهذا الشأن ومسلكهم فيه أصح المسالك وأسلم من التناقض والاضطراب فإنهم جمعوا بين إثبات القدرة والمشيئة العامة والحكمة الشاملة التي هي غاية الفعل وربطوا ذلك بالأسماء والصفات، فتصادق عندهم السمع والعقل والشرع والفطرة، وعلموا أن ذلك مقتضى الحكمة البالغة، وأنه من لوازمها وأن لازم الحق حق ولازم العدل عدل، ولوازم الحكمة من الحكمة، فاعلم أن هاهنا أمرين:
نفسا متحركة بالإرادة والاختيار، وطبيعة متحركة بغير الاختيار والإرادة، وأن الشر منشأه من هذين المتحركين، وعن هاتين الحركتين، وخلقت هذه النفس وهذه الطبيعة على هذا الوجه، فهذه تتحرك لكمالها، وهذه تتحرك لكمالها، وينشأ عن الحركتين خير وشر، كما ينشأ عن حركة الأفلاك والشمس والقمر وحركة الرياح والماء والنار خير وشر، فالخيرات الناشئة عن هذه الحركات مقصودة بالقصد الأول إما لذاتها، وإما لكونها وسيلة إلى خيرات أتم منها.
والشرور الناشئة عنها غير مقصودة بالذات، وإن قصدت قصد الوسائل واللوازم التي لا بد مها فما جبلت عليه النفس من الحركة هو من لوازم ذاتها، فلا تكون النفس البشرية نفسا إلا بهذا اللازم.
فإذا قيل لم خلقت متحركة على الدوام؟
فهو بمنزلة أن يقال لم كانت النفس نفسا؟ ولم كانت النار نارا؟ والريح ريحا؟
فلو لم يخلق هذا ما كانت نفسا، ولو لم تخلق الطبيعة هكذا ما كانت طبيعة، ولو لم يخلق الإنسان على هذه الصفة والخلقة ما كان إنسانا.
* [فصل: في هَدْيِهِ ﷺ في عِلاجِ الصَّرَعِ]
أخْرَجا في " الصَّحِيحَيْنِ " مِن حَدِيثِ عَطاءِ بْنِ أبِي رَباحٍ قالَ: قالَ ابْنُ عَبّاسٍ: «ألا أُرِيكَ امْرَأةً مِن أهْلِ الجَنَّةِ؟ قُلْتُ: بَلى. قالَ: هَذِهِ المَرْأةُ السَّوْداءُ أتَتِ النَّبِيَّ ﷺ فَقالَتْ: إنِّي أُصْرَعُ، وإنِّي أتَكَشَّفُ، فادْعُ اللَّهَ لِي، فَقالَ: " إنْ شِئْتِ صَبَرْتِ ولَكِ الجَنَّةُ، وإنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ لَكِ أنْ يُعافِيَكِ " فَقالَتْ: أصْبِرُ.
قالَتْ: فَإنِّي أتَكَشَّفُ، فادْعُ اللَّهَ أنْ لا أتَكَشَّفَ، فَدَعا لَها».
قُلْتُ: الصَّرَعُ صَرَعانِ: صَرَعٌ مِنَ الأرْواحِ الخَبِيثَةِ الأرْضِيَّةِ، وصَرَعٌ مِنَ الأخْلاطِ الرَّدِيئَةِ.
والثّانِي: هو الَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيهِ الأطِبّاءُ في سَبَبِهِ وعِلاجِهِ.
وَأمّا صَرَعُ الأرْواحِ فَيَكُونُ بِأمْرَيْنِ: أمْرٍ مِن جِهَةِ المَصْرُوعِ، وأمْرٍ مِن جِهَةِ المُعالِجِ، فاَلَّذِي مِن جِهَةِ المَصْرُوعِ يَكُونُ بِقُوَّةِ نَفْسِهِ وصِدْقِ تَوَجُّهِهِ إلى فاطِرِ هَذِهِ الأرْواحِ وبارِئِها، والتَّعَوُّذِ الصَّحِيحِ الَّذِي قَدْ تَواطَأ عَلَيْهِ القَلْبُ واللِّسانُ، فَإنَّ هَذا نَوْعُ مُحارَبَةٍ، والمُحارِبُ لا يَتِمُّ لَهُ الِانْتِصافُ مِن عَدُوِّهِ بِالسِّلاحِ إلّا بِأمْرَيْنِ: أنْ يَكُونَ السِّلاحُ صَحِيحًا في نَفْسِهِ جَيِّدًا، وأنْ يَكُونَ السّاعِدُ قَوِيًّا، فَمَتى تَخَلَّفَ أحَدُهُما لَمْ يُغْنِ السِّلاحُ كَثِيرَ طائِلٍ، فَكَيْفَ إذا عُدِمَ الأمْرانِ جَمِيعًا: يَكُونُ القَلْبُ خَرابًا مِنَ التَّوْحِيدِ، والتَّوَكُّلِ، والتَّقْوى، والتَّوَجُّهِ، ولا سِلاحَ لَهُ.
والثّانِي: مِن جِهَةِ المُعالِجِ بِأنْ يَكُونَ فِيهِ هَذانِ الأمْرانِ أيْضًا حَتّى إنَّ مِنَ المُعالِجِينَ مَن يَكْتَفِي بِقَوْلِهِ: " اخْرُجْ مِنهُ ". أوْ بِقَوْلِ: " بِسْمِ اللَّهِ "، أوْ بِقَوْلِ: " لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللَّهِ ". والنَّبِيُّ ﷺ كانَ يَقُولُ: «اخْرُجْ عَدُوَّ اللَّهِ أنا رَسُولُ اللَّهِ».
وَشاهَدْتُ شَيْخَنا يُرْسِلُ إلى المَصْرُوعِ مَن يُخاطِبُ الرُّوحَ الَّتِي فِيهِ، ويَقُولُ: قالَ لَكِ الشَّيْخُ: اخْرُجِي، فَإنَّ هَذا لا يَحِلُّ لَكِ، فَيُفِيقُ المَصْرُوعُ، ورُبَّما خاطَبَها بِنَفْسِهِ، ورُبَّما كانَتِ الرُّوحُ مارِدَةً فَيُخْرِجُها بِالضَّرْبِ فَيُفِيقُ المَصْرُوعُ ولا يَحُسُّ بِألَمٍ، وقَدْ شاهَدْنا نَحْنُ وغَيْرُنا مِنهُ ذَلِكَ مِرارًا.
وَكانَ كَثِيرًا ما يَقْرَأُ في أُذُنِ المَصْرُوعِ: ﴿أفَحَسِبْتُمْ أنَّما خَلَقْناكم عَبَثًا وأنَّكم إلَيْنا لا تُرْجَعُونَ﴾ [المؤمنون: ١١٥].
وَحَدَّثَنِي أنَّهُ قَرَأها مَرَّةً في أُذُنِ المَصْرُوعِ، فَقالَتِ الرُّوحُ: نَعَمْ، ومَدَّ بِها صَوْتَهُ.
قالَ: فَأخَذْتُ لَهُ عَصًا وضَرَبْتُهُ بِها في عُرُوقِ عُنُقِهِ حَتّى كَلَّتْ يَدايَ مِنَ الضَّرْبِ، ولَمْ يَشُكَّ الحاضِرُونَ أنَّهُ يَمُوتُ لِذَلِكَ الضَّرْبِ. فَفي أثْناءِ الضَّرْبِ قالَتْ: أنا أُحِبُّهُ، فَقُلْتُ لَها: هو لا يُحِبُّكِ، قالَتْ: أنا أُرِيدُ أنْ أحُجَّ بِهِ فَقُلْتُ لَها: هو لا يُرِيدُ أنْ يَحُجَّ مَعَكِ، فَقالَتْ: أنا أدَعُهُ كَرامَةً لَكَ، قالَ: قُلْتُ: لا ولَكِنْ طاعَةً لِلَّهِ ولِرَسُولِهِ، قالَتْ: فَأنا أخْرُجُ مِنهُ، قالَ: فَقَعَدَ المَصْرُوعُ يَلْتَفِتُ يَمِينًا وشِمالًا، وقالَ: ما جاءَ بِي إلى حَضْرَةِ الشَّيْخِ؟ قالُوا لَهُ: وهَذا الضَّرْبُ كُلُّهُ؟ فَقالَ وعَلى أيِّ شَيْءٍ يَضْرِبُنِي الشَّيْخُ ولَمْ أُذْنِبْ، ولَمْ يَشْعُرْ بِأنَّهُ وقَعَ بِهِ ضَرْبٌ ألْبَتَّةَ.
وَكانَ يُعالِجُ بِآيَةِ الكُرْسِيِّ، وكانَ يَأْمُرُ بِكَثْرَةِ قِراءَتِها المَصْرُوعَ ومَن يُعالِجُهُ بِها وبِقِراءَةِ المُعَوِّذَتَيْنِ.
وَبِالجُمْلَةِ فَهَذا النَّوْعُ مِنَ الصَّرَعِ وعِلاجِهِ لا يُنْكِرُهُ إلّا قَلِيلُ الحَظِّ مِنَ العِلْمِ والعَقْلِ والمَعْرِفَةِ، وأكْثَرُ تَسَلُّطِ الأرْواحِ الخَبِيثَةِ عَلى أهْلِهِ تَكُونُ مِن جِهَةِ قِلَّةِ دِينِهِمْ، وخَرابِ قُلُوبِهِمْ وألْسِنَتِهِمْ مِن حَقائِقِ الذِّكْرِ، والتَّعاوِيذِ، والتَّحَصُّناتِ النَّبَوِيَّةِ والإيمانِيَّةِ، فَتَلْقى الرُّوحُ الخَبِيثَةُ الرَّجُلَ أعْزَلَ لا سِلاحَ مَعَهُ، ورُبَّما كانَ عُرْيانًا فَيُؤَثِّرُ فِيهِ هَذا.
وَلَوْ كُشِفَ الغِطاءُ لَرَأيْتَ أكْثَرَ النُّفُوسِ البَشَرِيَّةِ صَرْعى هَذِهِ الأرْواحِ الخَبِيثَةِ، وهي في أسْرِها وقَبْضَتِها تَسُوقُها حَيْثُ شاءَتْ، ولا يُمْكِنُها الِامْتِناعُ عَنْها ولا مُخالَفَتُها، وبِها الصَّرَعُ الأعْظَمُ الَّذِي لا يُفِيقُ صاحِبُهُ إلّا عِنْدَ المُفارَقَةِ والمُعايَنَةِ، فَهُناكَ يَتَحَقَّقُ أنَّهُ كانَ هو المَصْرُوعَ حَقِيقَةً، وبِاللَّهِ المُسْتَعانُ.
وَعِلاجُ هَذا الصَّرَعِ بِاقْتِرانِ العَقْلِ الصَّحِيحِ إلى الإيمانِ بِما جاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ، وأنْ تَكُونَ الجَنَّةُ والنّارُ نُصْبَ عَيْنَيْهِ وقِبْلَةَ قَلْبِهِ، ويَسْتَحْضِرَ أهْلَ الدُّنْيا وحُلُولَ المَثُلاتِ والآفاتِ بِهِمْ، ووُقُوعَها خِلالَ دِيارِهِمْ كَمَواقِعِ القَطْرِ، وهم صَرْعى لا يُفِيقُونَ، وما أشَدَّ داءَ هَذا الصَّرَعِ ولَكِنْ لَمّا عَمَّتِ البَلِيَّةُ بِهِ بِحَيْثُ لا يُرى إلّا مَصْرُوعًا، لَمْ يَصِرْ مُسْتَغْرَبًا ولا مُسْتَنْكَرًا بَلْ صارَ لِكَثْرَةِ المَصْرُوعِينَ عَيْنَ المُسْتَنْكَرِ المُسْتَغْرَبِ خِلافَهُ.
فَإذا أرادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا أفاقَ مِن هَذِهِ الصَّرْعَةِ، ونَظَرَ إلى أبْناءِ الدُّنْيا مَصْرُوعِينَ حَوْلَهُ يَمِينًا وشِمالًا عَلى اخْتِلافِ طَبَقاتِهِمْ فَمِنهم مَن أطْبَقَ بِهِ الجُنُونُ، ومِنهم مَن يُفِيقُ أحْيانًا قَلِيلَةً ويَعُودُ إلى جُنُونِهِ، ومِنهم مَن يُفِيقُ مَرَّةً ويُجَنُّ أُخْرى فَإذا أفاقَ عَمِلَ عَمَلَ أهْلِ الإفاقَةِ والعَقْلِ، ثُمَّ يُعاوِدُهُ الصَّرَعُ فَيَقَعُ في التَّخَبُّطِ.
((الجزء الحادي عشر))
{"ayahs_start":115,"ayahs":["أَفَحَسِبۡتُمۡ أَنَّمَا خَلَقۡنَـٰكُمۡ عَبَثࣰا وَأَنَّكُمۡ إِلَیۡنَا لَا تُرۡجَعُونَ","فَتَعَـٰلَى ٱللَّهُ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡحَقُّۖ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡكَرِیمِ"],"ayah":"فَتَعَـٰلَى ٱللَّهُ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡحَقُّۖ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡكَرِیمِ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق