الباحث القرآني

ففيه الأمر بالذكر بالكثرة والشدة لشدة حاجة العبد إليه، وعدم استغنائه عنه طرفة عين، فأي لحظة خلا فيها العبد عن ذكر الله عز وجل كانت عليه لا له، وكان خسرانه فيها أعظم مما ربح في غفلته عن الله. وقال بعض العارفين: لو أقبل عبد على الله تعالى كذا وكذا سنة ثم أعرض عنه لحظة لكان ما فاته أعظم مما حصله. وذكر البيهقي عن عائشة عن النبي ﷺ أنه قال «ما من ساعة تمر بابن آدم لا يذكر فيها إلا تحسر عليها يوم القيامة». وذكر عن معاذ بن جبل يرفعه أيضًا "ليس تحسر أهل الجنة إلا عن ساعة مرت بهم لم يذكروا الله عز وجل فيها". وعن أم حبيبة زوج النبي ﷺ قالت: قال رسول الله ﷺ «كلام ابن آدم كله عليه لا له، إلا أمرًا بمعروف، أو نهيًا عن منكر، أو ذكرًا لله عز وجل». «وعن معاذ بن جبل قال: سألت رسول الله ﷺ: أي الأعمال أحب إلى الله عز وجل؟ قال أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله عز وجل». وقال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه: لكل شيء جلاء، وإن جلاء القلوب ذكر الله عز وجل. وذكر البيهقي مرفوعًا من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه كان يقول «لكل شيء صقالة، وإن صقالة القلوب ذكر الله عز وجل. وما من شيء أنجى من عذاب الله عز وجل من ذكر الله عز وجل قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل؟ قال ولو أن يضرب بسيفه حتى ينقطع». ولا ريب أن القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة وغيرهما، وجلاؤه بالذكر، فإنه يجلوه حتى يدعه كالمرآة البيضاء. فإذا ترك صدئ، فإذا جلاه.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب