الباحث القرآني

وَذَكَرَ أحمد عَنْهُ ﷺ: «مَن حَرَسَ مِن وراءِ المُسْلِمِينَ في سَبِيلِ اللَّهِ مُتَطَوِّعًا لا يَأْخُذُهُ سُلْطانٌ، لَمْ يَرَ النّارَ بِعَيْنَيْهِ إلّا تَحِلَّةَ القَسَمِ، فَإنَّ اللَّهَ يَقُولُ: ﴿وَإنْ مِنكم إلّا وارِدُها﴾». وَقالَ لِرَجُلٍ حَرَسَ المُسْلِمِينَ لَيْلَةً في سَفَرِهِمْ مِن أوَّلِها إلى الصَّباحِ عَلى ظَهْرِ فَرَسِهِ لَمْ يَنْزِلْ إلّا لِصَلاةٍ أوْ قَضاءِ حاجَةٍ: «قَدْ أوْجَبْتَ فَلا عَلَيْكَ ألّا تَعْمَلَ بَعْدَها». * (فائدة) ولما قال ﷺ "لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة" قالت له حفصة أليس الله يقول: ﴿وَإنْ مِنكم إلاَّ وارِدُها﴾؟ قال: ألم تسمعي قوله تعالى ﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا ونَذَرُ الظّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا﴾ " فأشكل عليها الجمع بين النصين، وظنت الورود دخولها كما يقال ورد المدينة إذا دخلها، فأجاب النبي ﷺ بأن ورود المتقين غير ورود الظالمين، فإن المتقين يردونها ورودا ينجون به من عذابها، والظالمين يردونها ورودا يصيرون جثيا فيها به، فليس الورود كالورود. * (لطيفة) لَمّا تَجَهَّزَ النّاسُ في غَزْوَةِ مُؤْتَةَ وهم ثَلاثَةُ آلافٍ، فَلَمّا حَضَرَ خُرُوجُهُمْ، ودَّعَ النّاسُ أُمَراءَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وسَلَّمُوا عَلَيْهِمْ، فَبَكى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَواحَةَ، فَقالُوا: ما يُبْكِيكَ؟ فَقالَ: أما واللَّهِ ما بِي حُبُّ الدُّنْيا ولا صَبابَةٌ بِكُمْ، ولَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقْرَأُ آيَةً مِن كِتابِ اللَّهِ يَذْكُرُ فِيها النّارَ ﴿وَإنْ مِنكم إلّا وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا﴾ فَلَسْتُ أدْرِي كَيْفَ لِي بِالصَّدَرِ بَعْدَ الوُرُودِ؟ فَقالَ المُسْلِمُونَ: صَحِبَكُمُ اللَّهُ بِالسَّلامَةِ، ودَفَعَ عَنْكم ورَدَّكم إلَيْنا صالِحِينَ، فَقالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَواحَةَ: ؎لَكِنَّنِي أسْألُ الرَّحْمَنَ مَغْفِرَةً ∗∗∗ وضَرْبَةً ذاتَ فَرْغٍ تَقْذِفُ الزَّبَدا ؎أوْ طَعْنَةً بِيَدَيْ حَرّانَ مُجْهِزَةً ∗∗∗ بِحَرْبَةٍ تُنْفِذُ الأحْشاءَ والكَبِدا ؎حَتّى يُقالَ إذا مَرُّوا عَلى جَدَثِي ∗∗∗ يا أرْشَدَ اللَّهُ مِن غازٍ وقَدْ رَشَدا
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب