الباحث القرآني

وقال همام عن قتادة في قوله تعالى ﴿وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم﴾ قال كظم على حزن فلم يقل إلا خيرا. وقال يحيى بن المختار عن الحسن الكظيم الصبور. وقال همام عن قتادة في قوله تعالى ﴿وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم﴾ أي كميد أي كمد الحزن. وقال الحسن ما جرعتين أحب إلى الله من جرعة مصيبة موجعة محزنة ردها صاحبها بحسن عزاء وصبر وجرعة غيظ ردها بحلم. * [فصل: حَقِيقَةُ الغَيْبَةِ] قالَ صاحِبُ المَنازِلِ: (بابُ الغَيْبَةِ) قالَ اللَّهُ تَعالى ﴿وَتَوَلّى عَنْهم وقالَ ياأسَفى عَلى يُوسُفَ﴾ [يوسف: ٨٤]. وَجْهُ اسْتِدْلالِهِ بِإشارَةِ الآيَةِ أنَّ يَعْقُوبَ ﷺ لَمّا امْتَلَأ قَلْبُهُ بِحُبِّ يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ وذِكْرِهِ أعْرَضَ عَنْ ذِكْرِ أخِيهِ، مَعَ قُرْبِ عَهْدِهِ بِمُصِيبَةِ فِراقِهِ، فَلَمْ يَذْكُرْهُ مَعَ ذَلِكَ ولَمْ يَتَأسَّفْ عَلَيْهِ غَيْبَةً عَنْهُ بِمَحَبَّةِ يُوسُفَ واسْتِيلائِهِ عَلى قَلْبِهِ، واسْتَدَلَّ بِقَوْلِهِ تَعالى: ﴿فَلَمّا رَأيْنَهُ أكْبَرْنَهُ وقَطَّعْنَ أيْدِيَهُنَّ﴾ [يوسف: ٣١] لَكانَ دَلِيلًا أيْضًا، فَإنَّ مُشاهَدَتَهُ في تِلْكَ الحالِ غَيَّبَ عَنِ النِّسْوَةِ السَّكاكِينَ وما يَقْطَعْنَ بِهِنَّ، حَتّى قَطَّعْنَ أيْدِيَهُنَّ ولا يَشْعُرْنَ، وذَلِكَ مِن قُوَّةِ الغَيْبَةِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب