الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿أحَسِبَ النّاسُ أنْ يُتْرَكُوا﴾ آيَةُ ٢
[١٧١٢٨] حَدَّثَنا أبِي، ثَنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمانَ، ثَنا إسْماعِيلُ بْنُ زَكَرِيّا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَوْنٍ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، في قَوْلِهِ: ﴿الم﴾ [العنكبوت: ١] ﴿أحَسِبَ النّاسُ أنْ يُتْرَكُوا أنْ يَقُولُوا آمَنّا وهم لا يُفْتَنُونَ﴾ قالَ: كانَ النَّبِيُّ ﷺ يُبْعَثُ مَن بَعْدَهُ أوْ مَن شاءَ اللَّهُ مِنهم أنّا عَلى مِنهاجِ النَّبِيِّ وسَبِيلِهِ، فَيُنْزِلُ اللَّهُ بِهِمُ البَلاءَ، فَمَن ثَبَتَ مِنهم عَلى ما كانَ عَلَيْهِ فَهو الصّادِقُ، ومَن خالَفَ إلى غَيْرِ ذَلِكَ فَهو كاذِبٌ.
[١٧١٢٩] حَدَّثَنا أبِي، ثَنا أحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أبِي جَعْفَرٍ عَنْ أبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أنَسٍ، في قَوْلِهِ: ﴿الم﴾ [العنكبوت: ١] ﴿أحَسِبَ النّاسُ أنْ يُتْرَكُوا﴾ قالَ: كانَ أمَرَ النَّبِيُّ ﷺ رِجالًا وحَسِبُوا أنَّ الأمْرَ يَخْفُو، فَلَمّا أُوذُوا في اللَّهِ ارْتَدَّ مِنهم أقْوامٌ، وقالَ في آيَةٍ أُخْرى: ﴿أمْ حَسِبْتُمْ أنْ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ ولَمّا يَأْتِكم مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكم مَسَّتْهُمُ البَأْساءُ والضَّرّاءُ وزُلْزِلُوا﴾ [البقرة: ٢١٤] قالَ: فَكانَ أصْحابُ النَّبِيِّ - صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ (p-٣٠٣١)وسَلَّمَ - يَقُولُونَ: أتَتْنا، يَعْنِي السُّنَنُ. عَلى ما أُوذُوا في اللَّهِ،وصَبَرُوا، عِنْدَ البَأْساءِ والضَّرّاءِ وشَكَرُوا في السَّرّاءِ وقَضى اللَّهُ عَلَيْهِمْ أنَّهُ سَيَبْتَلِيهِمْ بِالسَّرّاءِ والضَّرّاءِ والخَيْرِ والشَّرِّ والأمْنِ والخَوْفِ والطُّمَأْنِينَةِ والشُّخُوصِ، واسْتِخْراجِ اللَّهِ، عِنْدَ ذَلِكَ أخْبارَهم.
[١٧١٣٠] مِنَ الدَّهْرِ حَتّى وضَعَتِ الحَرْبُ أوْزارَها وجَلَسُوا في المَجالِسِ آمِنِينَ، ثُمَّ قالَ النَّبِيُّ ﷺ في آخِرِ عُمْرِهِ وخَشِيَ عَلَيْهِمُ الدُّنْيا وعَرَفَ أنَّهم سَيُؤْتَوْنَ مِن قِبَلِها أنَّها تُفْتَحُ عَلَيْهِمْ خَزائِنُها فَتَقَدَّمَ إلَيْهِمْ في ذَلِكَ أنْ تَغُرَهُمُ الحَياةُ الدُّنْيا وأخْبَرَهم أنَّ الفِتْنَةَ واقِعَةٌ وأنَّها مُصِيبَةٌ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنهم خاصَّةً فَإذا فَعَلُوا ذَلِكَ كانُوا في انْتِقاصٍ وتَغْيِيرٍ.
[١٧١٣١] حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، أنْبَأ العَبّاسُ بْنُ الوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثَنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثَنا سَعِيدٌ، حَدَّثَنِي مَطَرٌ الوَرّاقُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، في قَوْلِهِ: ﴿الم﴾ [العنكبوت: ١] ﴿أحَسِبَ النّاسُ أنْ يُتْرَكُوا أنْ يَقُولُوا آمَنّا وهم لا يُفْتَنُونَ﴾ أنَّها أُنْزِلَتْ في أُناسٍ كانُوا بِمَكَّةَ قَدْ أقَرُّوا بِالإسْلامِ، حَتّى تَهاجَرُوا، قالَ: فَخَرَجُوا عامِدِينَ إلى المَدِينَةِ فَأتْبَعَهُمُ المُشْرِكُونَ فَرَدُّوهُمْ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ قالَ: فَكَتَبُوا إلَيْهِمْ أنَّهُ قَدْ أُنْزِلَتْ فِيكم آيَةُ كَذا وكَذا قالَ: فَقالُوا: نَخْرُجُ فَإنِ اتَّبَعَنا أحَدٌ قاتَلْناهُ.قالَ: فَخَرَجُوا فَأتْبَعَهُمُ المُشْرِكُونَ فَقاتَلُوهُمْ، فَمِنهم مَن قُتِلَ ومِنهم مَن نَجا. فَأنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ ﴿ثُمَّ إنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِن بَعْدِ ما فُتِنُوا ثُمَّ جاهَدُوا وصَبَرُوا إنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [النحل: ١١٠]
[١٧١٣٢] حَدَّثَنا أبُو زُرْعَةَ، ثَنا صَفْوانُ، ثَنا الوَلِيدُ، أنْبَأ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ قَتادَةَ، في قَوْلِهِ: ﴿الم﴾ [العنكبوت: ١] ﴿أحَسِبَ النّاسُ أنْ يُتْرَكُوا أنْ يَقُولُوا آمَنّا وهم لا يُفْتَنُونَ﴾ قالَ: نَزَلَتْ في ناسٍ مِن أهْلِ مَكَّةَ خَرَجُوا يُرِيدُونَ النَّبِيَّ ﷺ فَعَرَضَ لَهُمُ المُشْرِكُونَ فَرَجَعُوا فَكَتَبَ إلَيْهِمْ إخْوانُهم بِما نَزَلَ فِيهِمْ مِنَ القُرْآنِ، فَخَرَجُوا فَقُتِلَ مَن قُتِلَ وخَلَصَ مَن خَلَصَ فَنَزَلَ القُرْآنُ ﴿والَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهم سُبُلَنا وإنَّ اللَّهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ﴾ [العنكبوت: ٦٩]
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿أنْ يَقُولُوا آمَنّا﴾
[١٧١٣٣] حَدَّثَنا أبِي، ثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أبِي زِيادٍ، ثَنا سَيّارٌ، ثَنا مِسْكِينٌ يَعْنِي أبا فاطِمَةَ عَنْ حَوْشَبٍ، عَنِ الحَسَنِ، في قَوْلِهِ: ﴿الم﴾ [العنكبوت: ١] ﴿أحَسِبَ النّاسُ أنْ يُتْرَكُوا أنْ يَقُولُوا (p-٣٠٣٢)آمَنّا﴾ قالَ: أحَسِبَ النّاسُ أنْ يُتْرَكُوا أنْ يَقُولُوا لا إلَهَ إلّا اللَّهُ حَتّى أبْتَلِيَهم فَأعْرِفَ الصّادِقَ مِنَ الكاذِبِ.
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وهم لا يُفْتَنُونَ﴾
[١٧١٣٤] حَدَّثَنا حَجّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثَنا شَبابَةُ، ثَنا ورْقاءُ، عَنِ ابْنِ أبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجاهِدٍ، في قَوْلِهِ: ﴿وهم لا يُفْتَنُونَ﴾ يُبْتَلَوْنَ في أمْوالِهِمْ وأنْفُسِهِمْ - ورُوِيَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وقَتادَةَ، والرَّبِيعِ بْنِ أنَسٍ، ومُعاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، وخُصَيْفٍ: أنَّهم قالُوا: يُبْتَلَوْنَ.
[١٧١٣٥] حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمانَ، ثَنا الحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنا عامِرُ بْنُ الفُراتِ، ثَنا أسْباطٌ، قالَ: فابْتُلُوا، عِنْدَ الفُرْقَةِ حِينَ اقْتَتَلَ عَلِيُّ، وطَلْحَةُ، والزُّبَيْرُ.
[١٧١٣٦] ذَكَرَ الحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبّاحِ، ثَنا حَجّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، يَقُولُ: نَزَلَتْ في عَمّارِ بْنِ ياسِرٍ إذْ كانَ يُعَذَّبُ في اللَّهِ.
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وهم لا يُفْتَنُونَ﴾
[١٧١٣٧] أخْبَرَنا أبُو يَزِيدَ القَراطِيسِيُّ، فِيما كَتَبَ إلَيَّ، أنْبَأ أصْبَغُ بْنُ الفَرَجِ، قالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أسْلَمَ، في قَوْلِهِ: ﴿الم﴾ [العنكبوت: ١] ﴿أحَسِبَ النّاسُ أنْ يُتْرَكُوا أنْ يَقُولُوا آمَنّا وهم لا يُفْتَنُونَ﴾ قالَ: لا يُخْتَبَرُونَ.
{"ayah":"أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن یُتۡرَكُوۤا۟ أَن یَقُولُوۤا۟ ءَامَنَّا وَهُمۡ لَا یُفۡتَنُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق