الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ﴾ آيَةُ ٢٧٨ [٢٩١١] قَرَأْتُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ الفَضْلِ، ثَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أنْبَأ مُحَمَّدُ بْنُ مُزاحِمٍ، ثَنا بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقاتِلِ بْنِ حَيّانَ قَوْلُهُ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا﴾ هم بَنُو عَمْرِو بْنُ عُمَيْرِ بْنِ عَوْفٍ الثَّقَفِيِّ. قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [٢٩١٢] حَدَّثَنا حَجّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثَنا شَبابَةُ، ثَنا ورْقاءُ، عَنِ ابْنِ أبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجاهِدٍ قَوْلُهُ: ﴿اتَّقُوا اللَّهَ وذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ قالَ: كانُوا في الجاهِلِيَّةِ يَكُونُ لِلرَّجُلِ عَلى الرَّجُلِ الدَّيْنُ فَيَقُولُ: لَكَ كَذا وكَذا، وتُؤَخِّرُ عَنِّي، فَيُؤَخِّرَ عَنْهُ. [٢٩١٣] حَدَّثَنا أبُو زُرْعَةَ، ثَنا عَمْرُو بْنُ حَمّادٍ، ثَنا أسْباطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَوْلُهُ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ قالَ: نَزَلَتِ الآيَةُ في العَبّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ ورَجُلٍ مِن بَنِي المُغِيرَةِ، كانا شَرِيكَيْنِ في الجاهِلِيَّةِ يُسْلِفانِ في الرِّبا إلى أُناسٍ مِن ثَقِيفٍ، مِن بَنِي المُغِيرَةِ، وهم رَهْطُ المُخْتارِ بْنِ أبِي عُبَيْدٍ وهم بَنُو عَمْرِو بْنِ عُمَيْرٍ، فَجاءَ الإسْلامُ، ولَهُما أمْوالٌ عَظِيمَةٌ في الرِّبا، فَأنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ ﴿وذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا﴾ مِن فَضْلٍ كانَ في الجاهِلِيَّةِ، مِنَ الرِّبا. [٢٩١٤] حَدَّثَنا أبِي، ثَنا النُّفَيْلِيُّ، ثَنا خَطّابُ بْنُ القاسِمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسْلَمَ في قَوْلِ اللَّهِ: ﴿اتَّقُوا اللَّهَ وذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا﴾ قالَ: ما بَقِيَ عَلى النّاسِ. [٢٩١٥] قَرَأْتُ عَلى مُحَمَّدٍ، ثَنا مُحَمَّدٌ، أنْبَأ مُحَمَّدٌ، عَنْ بُكَيْرٍ، «عَنْ مُقاتِلٍ قَوْلُهُ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ هم بَنُو (p-٥٤٩)عَمْرِو بْنِ عُمَيْرِ بْنِ عَوْفٍ الثَّقَفِيِّ، ومَسْعُودُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ لَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، ورَبِيعَةُ بْنُ عَمْرٍو، وحَبِيبُ بْنُ عَمْرٍو، وكُلُّهم إخْوَةٌ وهُمُ الطّالِبُونَ، والمَطْلُوبُونَ، بَنُو المُغِيرَةِ مِن بَنِي مَخْزُومٍ وكانُوا يُدايِنُونَ بَنِي المُغِيرَةِ في الجاهِلِيَّةِ بِالرِّبا، وكانَ النَّبِيُّ ﷺ صالَحَ ثَقِيفًا، عَلى ألّا يُحْشَرُوا ولا يُعْشَرُوا، أمّا قَوْلُهُ: ﴿يُحْشَرُوا﴾ [الأنعام: ٥١] أيْ: لا يَغْزُوا. وقَوْلُهُ: لا يُعْشَرُوا: يَقُولُ: لا يُصَدَّقُوا أمْوالَهُمْ، غَيْرَ أنَّهُ كَتَبَ في آخِرِ الشَّرْطِ: لَهم ما لِلْمُسْلِمِينَ، وعَلَيْهِمْ ما عَلى المُسْلِمِينَ، وكَتَبَ لَهم ما كانَ لَهم مِن رِبًا عَلى النّاسِ، فَهو لَهُمْ، وما كانَ عَلَيْهِمْ مِن رِبًا فَهو مَوْضُوعٌ، وأنَّهم طَلَبُوا رِباهم إلى بَنِي المُغِيرَةِ وكانَ مالًا عَظِيمًا، فَقالَتْ بَنُو المُغِيرَةِ: واللَّهِ لا نُعْطِي الرِّبا في الإسْلامِ، وقَدْ وضَعَهُ اللَّهُ ورَسُولُهُ عَنِ المُسْلِمِينَ، فَما يَجْعَلُنا أشْقى النّاسِ بِهَذا، وقَدْ وُضِعَ الرِّبا كُلُّهُ. فَعَرَّفُوا شَأْنَهم مُعاذَ بْنَ جَبَلٍ، ويُقالُ: عَتّابَ بْنَ أُسَيْدٍ - وأحَدُهُما عامِلُ مَكَّةَ - فَكَتَبَ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ: أنَّ بَنِي عَمْرِو بْنِ عُمَيْرٍ يَطْلُبُونَ رِباهم عِنْدَ بَنِي المُغِيرَةِ، ويَزْعُمُونَ أنَّهم صالَحُوا النَّبِيَّ ﷺ عَلى ذَلِكَ. فَما تَرى في ذَلِكَ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَأنْزَلَ اللَّهُ عَلى نَبِيِّهِ ﷺ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ»﴾ [٢٩١٦] حَدَّثَنا أبُو زُرْعَةَ، ثَنا يَحْيى، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطاءٌ، عَنْ سَعِيدٍ في قَوْلِهِ: ﴿إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ يَعْنِي: مُصَدِّقِينَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب