الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أنْ يَضْرِبَ مَثَلا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها﴾ آيَةُ ٢٦
[٢٧٠] حَدَّثَنا عِصامُ بْنُ رَّوّادِ بْنِ الجَرّاحِ العَسْقَلانِيُّ ثَنا آدَمُ ثَنا أبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ عَنْ أبِي العالِيَةِ في قَوْلِهِ ﴿إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أنْ يَضْرِبَ مَثَلا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها﴾ فَإذا جاءَتْ آجالُهم وانْقَطَعَتْ مُدَّتُهُمْ، صارُوا كالبَعُوضَةِ، تَحْيا ما جاعَتْ، وتَمُوتُ إذا رَوِيَتْ. فَكَذَلِكَ هَؤُلاءِ الَّذِينَ ضُرِبَ لَهم هَذا المَثَلُ إذا امْتَلَئُوا مِنَ الدُّنْيا رِيًّا أخَذَهُمُ اللَّهُ فَأهْلَكَهم.
[٢٧٢] حَدَّثَنا الحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبّاحِ ثَنا شَبابَةُ ثَنا ورْقاءُ عَنِ ابْنِ أبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجاهِدٍ قَوْلُهُ ﴿إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أنْ يَضْرِبَ مَثَلا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها﴾ الأمْثالُ كَبِيرُها وصَغِيرُها، يُؤْمِنُ بِهِ المُؤْمِنُونِ، ويَعْلَمُونَ أنَّهُ الحَقُّ مِن رَبِّهِمْ فَأخَذَهُمُ اللَّهُ فَأهْلَكَهم.
[٢٧٢] حَدَّثَنا الحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبّاحِ ثَنا شَبابَةُ ثَنا ورْقاءُ عَنِ ابْنِ أبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجاهِدٍ قَوْلُهُ ﴿إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أنْ يَضْرِبَ مَثَلا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها﴾ الأمْثالُ كَبِيرُها وصَغِيرُها، يُؤْمِنُ بِهِ المُؤْمِنُونِ، ويَعْلَمُونَ أنَّهُ الحَقُّ مِن رَبِّهِمْ ويَهْدِيهِمُ اللَّهُ بِهِ.
[٢٧٣] حَدَّثَنا أبُو زُرْعَةَ، ثَنا عَمْرُو بْنُ حَمّادٍ ثَنا أسْباطٌ عَنِ السُّدِّيِّ قالَ: فَلَمّا ضَرَبَ اللَّهُ هَذَيْنَ المَثَلَيْنِ لِلْمُنافِقِينَ، قالَ المُنافِقُونَ: اللَّهُ أعْلى وأجَلُّ مِن أنْ يَضْرِبَ هَذِهِ الأمْثالَ، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أنْ يَضْرِبَ مَثَلا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها﴾
(p-٦٩)[٢٧٣] حَدَّثَنا الحَسَنُ بْنُ أبِي الرَّبِيعِ أنْبَأ عَبْدُ الرَّزّاقِ، أنْبَأ مَعْمَرٌ عَنْ قَتادَةَ قالَ: لَمّا ذَكَرَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالى العَنْكَبُوتَ والذُّبابَ قالَ المُشْرِكُونَ: ما بالُ العَنْكَبُوتِ والذُّبابِ يُذْكَرانِ؟ فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أنْ يَضْرِبَ مَثَلا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها﴾ ورُوِيَ عَنِ الحَسَنِ، وإسْماعِيلَ بْنِ أبِي خالِدٍ نَحْوُ قَوْلٍ السُّدِّيِّ، وقَتادَةَ
قَوْلُهُ: ﴿فَأمّا الَّذِينَ آمَنُوا﴾
[٢٧٤] أخْبَرَنا مَحْمُودُ بْنُ آدَمَ فِيما كَتَبَ إلَيَّ قالَ: سَمِعْتُ النَّضْرَ بْنَ شُمَيْلٍ يَقُولُ تَفْسِيرُ المُؤْمِنِ أنَّهُ آمِنٌ مِن عَذابِ اللَّهِ.
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَيَعْلَمُونَ أنَّهُ الحَقُّ مِن رَبِّهِمْ﴾
[٢٧٥] حَدَّثَنا عِصامُ بْنُ رَوّادٍ، ثَنا أبُو جَعْفَرٍ عَنِ الرَّبِيعِ عَنْ أبِي العالِيَةِ: ﴿فَأمّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أنَّهُ الحَقُّ مِن رَبِّهِمْ﴾ يَعْنِي هَذا المَثَلَ.
والوَجْهُ الثّانِي:
[٢٧٦] حَدَّثَنا أبُو زُرْعَةَ، ثَنا العَبّاسُ بْنُ الوَلِيدِ النَّرْسِيُّ ثَنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثَنا سَعِيدٌ عَنْ قَتادَةَ: ﴿فَأمّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أنَّهُ الحَقُّ مِن رَبِّهِمْ﴾ أيْ يَعْلَمُونَ أنَّهُ كَلامُ الرَّحْمَنِ.
[٢٧٧] حَدَّثَنا أبُو زُرْعَةَ صَفْوانُ بْنُ الوَلِيدُ أخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ قَتادَةَ مِثْلَهُ. وزادَ: أنَّهُ كَلامُ الرَّحْمَنِ وأنَّهُ مِن عِنْدِ اللَّهِ ورُوِيَ نَحْوُ ذَلِكَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أنَسٍ ومُجاهِدٍ.
[٢٧٨] حَدَّثَنا الحَسَنُ بْنُ أحْمَدُ أبُو فاطِمَةَ ثَنا إبْراهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَشّارٍ حَدَّثَنِي سُرُورُ بْنُ المُغِيرَةِ، عَنْ عَبّادِ بْنِ مَنصُورٍ عَنِ الحَسَنِ في قَوْلِهِ ﴿فَأمّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أنَّهُ الحَقُّ مِن رَبِّهِمْ﴾ أيْ يَعْلَمُونَ أنَّهُمُ ابْتُلُوا بِذَلِكَ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَعْرِفُ أمْرَهُ ويُصَدِّقُ قَوْلَهُ ويَسْتَيْقِنُ بِما أنْزَلَ اللَّهُ مِن كِتابِهِ أنَّهُ حَقٌّ وأنَّ ما قالَ كَما قالَ.
قَوْلُهُ: ﴿وأمّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ماذا أرادَ اللَّهُ﴾
[٢٧٩] حَدَّثَنا أبُو زُرْعَةَ ثَنا صَفْوانُ بْنُ صالِحٍ ثَنا الوَلِيدُ أخْبَرَنا سَعِيدٌ عَنْ قَتادَةَ: ﴿وأمّا الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ﴿فَيَقُولُونَ ماذا أرادَ اللَّهُ بِهَذا مَثَلا﴾ .
(p-٧٠)قَوْلُهُ: ﴿فَيَقُولُونَ ماذا أرادَ اللَّهُ بِهَذا مَثَلا﴾
[٢٨٠] أخْبَرَنا عَلِيُّ بْنُ المُبارَكِ فِيما كَتَبَ إلَيَّ، ثَنا زَيْدُ بْنُ المُبارَكِ ثَنا ابْنُ ثَوْرٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: ﴿فَيَقُولُونَ ماذا أرادَ اللَّهُ بِهَذا مَثَلا﴾ قالَ غَيْرُ مُجاهِدٍ: قالَ ذَلِكَ الكافِرُونَ لَمّا سَمِعُوا ذِكْرَ العَنْكَبُوتِ والذُّبابِ وغَيْرِ ذَلِكَ لِما ضَرَبَهُ مَثَلًا مِن خَلْقِهِ في كِتابِهِ قالُوا: ﴿ماذا أرادَ اللَّهُ بِهَذا مَثَلا﴾ أيْ ذِكْرُ العَنْكَبُوتِ والذُّبابِ، فَقالَ: ﴿إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أنْ يَضْرِبَ مَثَلا﴾
قَوْلُهُ: ﴿يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا﴾
[٢٨١] حَدَّثَنا إسْحاقُ بْنُ سُلَيْمانَ عَنْ أبِي سِنانٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ سَعْدٍ: ﴿يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا﴾ يَعْنِي الخَوارِجَ.
[٢٨٢] حَدَّثَنا عِصامُ بْنُ رَوّادٍ ثَنا آدَمُ ثَنا أبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ عَنْ أبِي العالِيَةِ: ﴿وأمّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ماذا أرادَ اللَّهُ بِهَذا مَثَلا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا ويَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وما يُضِلُّ بِهِ إلا الفاسِقِينَ﴾ فَهم أهْلُ النِّفاقِ. ورُوِيَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أنَسٍ نَحْوُهُ
قَوْلُهُ: ﴿ويَهْدِي بِهِ كَثِيرًا﴾
[٢٨٣] حَدَّثَنا أبُو زُرْعَةَ ثَنا عَمْرُو بْنُ حَمّادٍ ثَنا أسْباطٌ عَنِ السُّدِّيِّ: ﴿ويَهْدِي بِهِ كَثِيرًا﴾ يَعْنِي بِهِ المُؤْمِنِينَ.
قَوْلُهُ: ﴿وما يُضِلُّ بِهِ إلا الفاسِقِينَ﴾
[٢٨٤] وبِهِ عَنِ السُّدِّيِّ ﴿وما يُضِلُّ بِهِ إلا الفاسِقِينَ﴾ قالَ هُمُ المُنافِقُونَ.
[٢٨٥] حَدَّثَنا أبُو زُرْعَةَ ثَنا صَفْوانُ ثَنا الوَلِيدُ أخْبَرَنِي سَعِيدٌ، عَنْ قَتادَةَ: قَوْلُهُ: ﴿وما يُضِلُّ بِهِ إلا الفاسِقِينَ﴾ فَسَقُوا فَأضَلَّهُمُ اللَّهُ عَلى فِسْقِهِمْ.
[٢٨٦] أخْبَرَنا عَلِيُّ بْنُ المُبارَكِ فِيما كَتَبَ إلَيَّ ثَنا زَيْدُ بْنُ المُبارَكِ ثَنا ابْنُ ثَوْرٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ مُجاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿وما يُضِلُّ بِهِ إلا الفاسِقِينَ﴾ يَقُولُ يَعْنِي الكافِرِينَ.
{"ayah":"۞ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَسۡتَحۡیِۦۤ أَن یَضۡرِبَ مَثَلࣰا مَّا بَعُوضَةࣰ فَمَا فَوۡقَهَاۚ فَأَمَّا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ فَیَعۡلَمُونَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡۖ وَأَمَّا ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ فَیَقُولُونَ مَاذَاۤ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَـٰذَا مَثَلࣰاۘ یُضِلُّ بِهِۦ كَثِیرࣰا وَیَهۡدِی بِهِۦ كَثِیرࣰاۚ وَمَا یُضِلُّ بِهِۦۤ إِلَّا ٱلۡفَـٰسِقِینَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق