الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿مَن ذا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا﴾ آيَةُ ٢٤٥
[٢٤٢٩] حَدَّثَنا أحْمَدُ بْنُ القاسِمِ بْنِ عَطِيَّةَ، ثَنا أحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّشْتَكِيُّ، عَنْ أبِيهِ قالَ: ثَنا الأشْعَثُ بْنُ إسْحاقَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: أتَتِ اليَهُودُ مُحَمَّدًا ﷺ حِينَ أنْزَلَ اللَّهُ إلَيْهِ ﴿مَن ذا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا﴾ فَقالُوا: يا مُحَمَّدُ افْتَقَرَ رَبُّكَ، يَسْألُ عِبادَهُ؟ فَأنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا إنَّ اللَّهُ فَقِيرٌ ونَحْنُ أغْنِياءُ﴾ [آل عمران: ١٨١]
[٢٤٣٠] حَدَّثَنا الحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثَنا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ حُمَيْدِ الأعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قالَ: «لَمّا نَزَلَتْ ﴿مَن ذا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضاعِفَهُ لَهُ﴾ قالَ: قالَ أبُو الدَّحْداحِ الأنْصارِيُّ: يا رَسُولَ اللَّهِ وإنَّ اللَّهَ لَيُرِيدُ مِنّا القَرْضَ؟ قالَ: نَعَمْ يا أبا الدَّحْداحِ، قالَ أرِنِي يَدَكَ يا رَسُولَ اللَّهِ، قالَ: فَناوَلَهُ يَدَهُ. قالَ: فَإنِّي قَدْ أقْرَضْتُ رَبِّي حائِطِي. وحائِطٌ لَهُ فِيهِ سِتُّمِائَةِ نَخْلَةٍ، وأُمُّ الدَّحْداحِ فِيهِ وعِيالُهُ. فَقالَتْ: لَبَّيْكَ. فَقالَ اخْرُجِي، فَقَدْ أقْرَضْتُهُ رَبِّي».
قَوْلُهُ: ﴿قَرْضًا حَسَنًا﴾
اخْتُلِفَ في تَفْسِيرِهِ عَلى أوْجُهٍ، فَأحَدُها:
[٢٤٣١] حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ الحُسَيْنِ، ثَنا أبُو بَكْرِ بْنُ أبِي شَيْبَةَ، وأبُو عامِرِ بْنِ بَرّادٍ، قالا: ثَنا زَيْدُ بْنُ الحُبابِ، أخْبَرَنِي أبُو سِنانٍ سَعِيدُ بْنُ سِنانٍ، أخْبَرَنِي مُوسى بْنُ أبِي كَثِيرٍ الأنْصارِيُّ، أنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطّابِ قالَ في قَوْلِ اللَّهِ: ﴿يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا﴾ قالَ: النَّفَقَةُ في سَبِيلِ اللَّهِ، ورُوِيَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أبِي ثابِتٍ، وأيُّوبَ بْنِ خَلَفٍ، نَحْوُ ذَلِكَ.
والوَجْهُ الثّانِي:
[٢٤٣٢] حَدَّثَنا أبِي، ثَنا داوُدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الجَعْفَرِيُّ، ثَنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسْلَمَ ﴿قَرْضًا حَسَنًا﴾ قالَ: النَّفَقَةُ عَلى الأهْلِ.
(p-٤٦١)والوَجْهُ الثّالِثُ:
[٢٤٣٣] حَدَّثَنا أبُو سَعِيدِ بْنُ يَحْيى بْنِ سَعِيدٍ القَطّانُ، ثَنا قَبِيصَةُ، ثَنا سُفْيانُ، عَنْ أبِي حَيّانَ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ شَيْخٍ لَهم أنَّهُ كانَ إذا سَمِعَ السّائِلَ يَقُولُ: ﴿مَن ذا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا﴾ فَقالَ: سُبْحانَ اللَّهِ والحَمْدُ لِلَّهِ ولا إلَهَ إلّا اللَّهُ واللَّهُ أكْبَرُ، هَذا القَرْضُ.
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَيُضاعِفَهُ لَهُ أضْعافًا كَثِيرَةً﴾
[٢٤٣٤] حَدَّثَنا أبُو خَلّادٍ سُلَيْمانُ بْنُ خَلّادٍ المُؤَدِّبُ، ثَنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ المُؤَدِّبِ، ثَنا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ الرِّفاعِيُّ، عَنْ زِيادٍ الجَصّاصِ، عَنْ أبِي عُثْمانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: «لَمْ يَكُنْ أحَدٌ أكْثَرَ مُجالَسَةً لِأبِي هُرَيْرَةَ مِنِّي فَقَدِمَ قَبْلِي حاجًّا قالَ: وقَدِمْتُ بَعْدَهُ. فَإذا أهْلُ البَصْرَةِ يَأْثُرُونَ عَنْهُ، أنَّهُ قالَ: إنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: إنَّ اللَّهَ يُضاعِفُ الحَسَنَةَ ألْفَ ألْفَ حَسَنَةٍ. فَقُلْتُ: ويْحَكم واللَّهِ ما كانَ أحَدٌ أكْثَرَ مُجالَسَةً لِأبِي هُرَيْرَةَ مِنِّي، فَما سَمِعْتُ هَذا الحَدِيثَ. قالَ وتَحَمَّلْتُ أُرِيدُ أنْ ألْحَقَهُ، فَوَجَدْتُهُ، قَدِ انْطَلَقَ حاجًّا فانْطَلَقْتُ إلى الحَجِّ، أنْ ألْقاهُ في هَذا الحَدِيثِ، فَلَقِيتُهُ بِهَذا. فَقُلْتُ يا أبا هُرَيْرَةَ: ما حَدِيثٌ سَمِعْتُ أهْلَ البَصْرَةِ يَأْثُرُونَ عَنْكَ؟ قالَ: ما هُوَ؟ قُلْتُ: زَعَمُوا أنَّكَ تَقُولُ أنَّ اللَّهَ يُضاعِفُ الحَسَنَةَ ألْفَ ألْفَ حَسَنَةٍ. قالَ يا أبا عُثْمانَ: وما تَعْجَبُ مِن ذا، واللَّهُ يَقُولُ: ﴿مَن ذا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضاعِفَهُ لَهُ أضْعافًا كَثِيرَةً﴾ ويَقُولُ: ﴿فَما مَتاعُ الحَياةِ الدُّنْيا في الآخِرَةِ إلا قَلِيلٌ﴾ [التوبة: ٣٨] والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ: لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: ”إنَّ اللَّهَ يُضاعِفُ الحَسَنَةَ ألْفَيْ ألْفَ حَسَنَةٍ“».
[٢٤٣٥] حَدَّثَنا أبُو زُرْعَةَ، ثَنا إسْماعِيلُ بْنُ إبْراهِيمَ بْنِ بَسّامٍ، ثَنا أبُو إسْماعِيلَ المُؤَدِّبُ، عَنْ عِيسى بْنِ المُسَيَّبِ، عَنْ نافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: «لَمّا نَزَلَتْ ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أمْوالَهم في سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ﴾ [البقرة: ٢٦١] فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: رَبِّ زِدْ أُمَّتِي، فَنَزَلَتْ ﴿مَن ذا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضاعِفَهُ لَهُ أضْعافًا كَثِيرَةً﴾ قالَ: رَبِّ زِدْ أُمَّتِي فَنَزَلَ ﴿إنَّما يُوَفّى الصّابِرُونَ أجْرَهم بِغَيْرِ حِسابٍ﴾ [الزمر»: ١٠]
(p-٤٦٢)[٢٤٣٦] حَدَّثَنا أبُو زُرْعَةَ، ثَنا عَمْرُو بْنُ حَمّادٍ، ثَنا أسْباطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ ﴿فَيُضاعِفَهُ لَهُ أضْعافًا كَثِيرَةً﴾ قالَ: هَذا التَّضْعِيفُ، لا يَعْلَمُ أحَدٌ ما هو.
قَوْلُهُ: ﴿كَثِيرَةً﴾
[٢٤٣٧] حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ عَبْدَكَ القَزْوِينِيُّ، ثَنا حَسّانُ بْنُ حَسّانَ، ثَنا أبُو الصَّبّاحِ عَبْدُ الغَفُورِ، عَنْ هَمّامِ بْنِ الحارِثِ، عَنْ كَعْبٍ قالَ: جاءَ رَجُلٌ إلى كَعْبٍ، فَقالَ: إنِّي سَمِعْتُ رَجُلًا يَقُولُ: مَن قَرَأ ﴿قُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ﴾ [الإخلاص: ١] مَرَّةً واحِدَةً، بَنى اللَّهُ لَهُ عَشْرَةَ آلافِ ألْفِ غَرْفَةٍ مِن دُرٍّ وياقُوتٍ في الجَنَّةِ، أفَأُصَدِّقُ بِذَلِكَ؟ قالَ: نَعَمْ. أوَ عَجِبْتَ مِن ذَلِكَ؟ نَعَمْ وعِشْرِينَ ألْفَ ألْفٍ وثَلاثِينَ ألْفَ ألْفٍ، وما لا يُحْصِي ذَلِكَ إلّا اللَّهُ ثُمَّ قَرَأ: ﴿مَن ذا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضاعِفَهُ لَهُ أضْعافًا كَثِيرَةً﴾ فالكَثِيرُ مِنَ اللَّهِ ما لا يُحْصى.
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿واللَّهُ يَقْبِضُ ويَبْسُطُ﴾
[٢٤٣٨] ذُكِرَ عَنِ الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الحُلْوانِيِّ، ثَنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسى، ثَنا أبُو عَمْرٍو الخُزاعِيُّ، عَنْ مَطَرٍ الوَرّاقِ، عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿يَقْبِضُ ويَبْسُطُ﴾ قالَ: يَقْبِضُ الصَّدَقَةَ ويَبْسُطُ ويُخْلِفُ.
قَوْلُهُ: ﴿وإلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾
[٢٤٣٩] حَدَّثَنا الحَسَنُ بْنُ أحْمَدَ، ثَنا إسْحاقُ بْنُ إسْماعِيلَ، ثَنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثَنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتادَةَ قَوْلُهُ: ﴿واللَّهُ يَقْبِضُ ويَبْسُطُ وإلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ مِنَ التُّرابِ خَلَقَهم وإلى التُّرابِ يَعُودُونَ.
{"ayah":"مَّن ذَا ٱلَّذِی یُقۡرِضُ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنࣰا فَیُضَـٰعِفَهُۥ لَهُۥۤ أَضۡعَافࣰا كَثِیرَةࣰۚ وَٱللَّهُ یَقۡبِضُ وَیَبۡصُۜطُ وَإِلَیۡهِ تُرۡجَعُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق