الباحث القرآني

قَوْلُهُ: ﴿ولا تَنْكِحُوا المُشْرِكاتِ حَتّى يُؤْمِنَّ﴾ آيَةُ ٢٢١ [٢٠٩٥] حَدَّثَنا أبِي، ثَنا أبُو صالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعاوِيَةُ بْنُ صالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿ولا تَنْكِحُوا المُشْرِكاتِ حَتّى يُؤْمِنَّ﴾ ثُمَّ اسْتَثْنى نِساءَ أهْلِ الكِتابِ، فَقالَ: ﴿والمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ مِنَ قَبْلِكم إذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسافِحِينَ﴾ [المائدة: ٥] قالَ أبُو مُحَمَّدٍ: ورُوِيَ عَنْ عِكْرِمَةَ، وسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، والحَسَنِ، ومَكْحُولٍ، والضَّحّاكِ، والرَّبِيعِ بْنِ أنَسٍ، وزَيْدِ بْنِ أسْلَمَ، نَحْوُ ذَلِكَ. الوَجْهُ الثّانِي: [٢٠٩٦] حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ إسْماعِيلَ الأحْمَسُ، ثَنا وكِيعٌ، ثَنا سُفْيانُ، عَنْ حَمّادٍ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، في قَوْلِهِ: ﴿ولا تَنْكِحُوا المُشْرِكاتِ حَتّى يُؤْمِنَّ﴾ قالَ: أهْلَ الأوْثانِ. [٢٠٩٧] حَدَّثَنا أبِي، ثَنا أبُو زِيادٍ، ثَنا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيانَ، عَنْ حَمّادٍ مِثْلَهُ غَيْرَ أنَّهُ قالَ: أهْلُ الأوْثانِ: المَجُوسُ. والوَجْهُ الثّالِثُ: [٢٠٩٨] حَدَّثَنا حَجّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثَنا شَبابَةُ، ثَنا ورْقاءُ، عَنِ ابْنِ أبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجاهِدٍ، قَوْلُهُ: ﴿ولا تَنْكِحُوا المُشْرِكاتِ حَتّى يُؤْمِنَّ﴾ مِن نِساءِ مَكَّةَ مِنَ المُشْرِكِينَ، ثُمَّ أحَلَّ مِنهُنَّ نِساءَ أهْلِ الكِتابِ. (p-٣٩٨)الوَجْهُ الرّابِعُ: [٢٠٩٩] حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ إسْماعِيلَ الأحْمَسُ، ثَنا وكِيعٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أنَّهُ كَرِهَ نِكاحَ أهْلِ الكِتابِ ويَتَأوَّلُ ﴿ولا تَنْكِحُوا المُشْرِكاتِ حَتّى يُؤْمِنَّ﴾ الوَجْهُ الخامِسُ: [٢١٠٠] قَرَأْتُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ الفَضْلِ، ثَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أنْبَأ مُحَمَّدُ بْنُ مُزاحِمٍ، ثَنا بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ، «عَنْ مُقاتِلِ بْنِ حَيّانَ، قَوْلُهُ: ”﴿ولا تَنْكِحُوا المُشْرِكاتِ حَتّى يُؤْمِنَّ﴾ نَزَلَتْ في أبِي مَرْثَدٍ الغَنَوِيِّ، اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ ﷺ في عَناقٍ أنْ يَتَزَوَّجَها، وهي امْرَأةٌ مِسْكِينَةٌ مِن قُرَيْشٍ، وكانَتْ ذاتَ حَظٍّ مِنَ الجَمالِ، وهي مُشْرِكَةٌ، وأبُو مَرْثَدٍ يَوْمَئِذٍ مُسْلِمٌ، فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ إنَّها تُعْجِبُنِي. فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿ولا تَنْكِحُوا المُشْرِكاتِ حَتّى يُؤْمِنَّ ولأمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِن مُشْرِكَةٍ ولَوْ أعْجَبَتْكُمْ﴾“» . الوَجْهُ السّادِسُ: [٢١٠١] حَدَّثَنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هارُونَ بْنِ عَزْرَةَ، ثَنا عَبْدُ الوَهّابِ بْنُ عَطاءٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتادَةَ: ﴿ولا تَنْكِحُوا المُشْرِكاتِ حَتّى يُؤْمِنَّ﴾ قالَ: يَعْنِي بِذَلِكَ نِساءً مُشْرِكاتٍ العَرَبِ، لَيْسَ لَهُنَّ كِتابٌ يَقْرَأُونَهُ. قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ولأمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِن مُشْرِكَةٍ ولَوْ أعْجَبَتْكُمْ﴾ [٢١٠٢] حَدَّثَنا أبُو زُرْعَةَ، ثَنا عَمْرُو بْنُ حَمّادٍ، ثَنا أسْباطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: ”«﴿ولأمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِن مُشْرِكَةٍ ولَوْ أعْجَبَتْكُمْ﴾ قالَ: نَزَلَتْ في عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَواحَةَ، وكانَتْ لَهُ أمَةٌ سَوْداءُ، وأنَّهُ غَضِبَ عَلَيْها فَلَطَمَها، ثُمَّ فَزِعَ فَأتى النَّبِيَّ ﷺ: ما هي يا عَبْدَ اللَّهِ ؟ قالَ يا رَسُولَ اللَّهِ، هي تَصُومُ وتُصَلِّي وتُحْسِنُ الوُضُوءَ، وتَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلّا اللَّهُ، وأنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ. فَقالَ يا عَبْدَ اللَّهِ: هَذِهِ مُؤْمِنَةٌ. فَقالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَوالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ لَأُعْتِقَنَّها ولَأتَزَوَّجَنَّها. فَفَعَلَ. فَطَعَنَ عَلَيْهِ أُناسٌ مِنَ المُسْلِمِينَ، فَقالُوا: نَكَحَ أمَةً، وكانُوا يُرِيدُونَ أنْ يَنْكِحُوا إلى المُشْرِكِينَ ويُنْكِحُونَهُمْ، رَغْبَةً في أحْسابِهِمْ، فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى: ﴿ولأمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِن مُشْرِكَةٍ﴾“» . (p-٣٩٩)[٢١٠٣] قَرَأْتُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ الفَضْلِ بْنِ مُوسى، ثَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الحَسَنِ، أنْبَأ مُحَمَّدُ بْنُ مُزاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقاتِلِ بْنِ حَيّانَ، قَوْلُهُ: ﴿ولأمَةٌ مُؤْمِنَةٌ﴾ بَلَغَنا واللَّهُ أعْلَمُ أنَّها كانَتْ أمَةٌ لِحُذَيْفَةَ سَوْداءُ فَأعْتَقَها وتَزَوَّجَها حُذَيْفَةُ، يَعْنِي: ونَسَخَ مِن هَذِهِ الآيَةِ نِساءَ أهْلِ الكِتابِ وأحَلَّهُنَّ لِلْمُسْلِمِينَ. قَوْلُهُ: ﴿ولا تُنْكِحُوا المُشْرِكِينَ حَتّى يُؤْمِنُوا﴾ [٢١٠٤] حَدَّثَنا الحَسَنُ بْنُ أبِي الرَّبِيعِ، أنْبَأ عَبْدُ الرَّزّاقِ، أنْبَأ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وقَتادَةَ، في قَوْلِهِ: ﴿ولا تُنْكِحُوا المُشْرِكِينَ حَتّى يُؤْمِنُوا﴾ قالَ: لا يَحِلُّ لَكَ أنْ تُنْكِحَ يَهُودِيًّا ولا نَصْرانِيًّا ولا مُشْرِكًا، مِن غَيْرِ أهْلِ دِينِكَ. [٢١٠٥] حَدَّثَنا أبِي، ثَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَرْزَمِيُّ، ثَنا حَفْصُ بْنُ غِياثٍ، عَنْ بَعْضِ الكُوفِيِّينِ، عَنْ أبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قالَ: في القُرْآنِ آيَةٌ عَرَفَها مَن عَرَفَها، وجَهِلَها مَن جَهِلَها قَوْلُهُ: ﴿ولا تُنْكِحُوا المُشْرِكِينَ حَتّى يُؤْمِنُوا﴾ قالَ أبُو مُحَمَّدٍ: يَعْنِي أنَّهُ أصْلٌ بِأنَّ النِّكاحَ لا يَجُوزُ إلّا بِوَلِيٍّ، لِمُخاطَبَتِهِ الأُولى: ﴿ولا تَنْكِحُوا﴾ لا تُزَوِّجُوا. قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ولَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِن مُشْرِكٍ ولَوْ أعْجَبَكُمْ﴾ [٢١٠٦] حَدَّثَنا أبِي، ثَنا صَفْوانُ بْنُ صالِحٍ الدِّمَشْقِيُّ، ثَنا مَرْوانُ يَعْنِي ابْنَ مُعاوِيَةَ، قالَ: سَألْتُ مالِكَ بْنَ أنَسٍ، عَنْ تَزْوِيجِ القَدَرِيِّ ؟ فَقالَ: لا، قالَ اللَّهُ تَعالى: ﴿ولَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِن مُشْرِكٍ ولَوْ أعْجَبَكُمْ﴾ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿أُولَئِكَ يَدْعُونَ إلى النّارِ واللَّهُ يَدْعُو إلى الجَنَّةِ والمَغْفِرَةِ بِإذْنِهِ ويُبَيِّنُ آياتِهِ لِلنّاسِ لَعَلَّهم يَتَذَكَّرُونَ﴾ [٢١٠٧] حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، أنْبَأ الحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو، بَيّاعٌ السّابِرِيُّ، ثَنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثَنا سَعِيدُ بْنُ أبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتادَةَ، قَوْلُهُ: «”﴿أُولَئِكَ يَدْعُونَ إلى النّارِ واللَّهُ يَدْعُو إلى الجَنَّةِ والمَغْفِرَةِ بِإذْنِهِ﴾ إلى: ﴿يَتَذَكَّرُونَ﴾ ذُكِرَ لَنا أنَّ نَبِيَ اللَّهِ ﷺ، كانَ يَقُولُ: والَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَتَدْخُلُنَّ الجَنَّةَ إلّا مَن أبى“» .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب