الباحث القرآني

قَوْلُهُ: ﴿ولِلَّهِ المَشْرِقُ والمَغْرِبُ فَأيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وجْهُ اللَّهِ إنَّ اللَّهِ واسِعٌ عَلِيمٌ﴾ آيَةُ ١١٥ . اخْتُلِفَ في تَفْسِيرِهِ عَلى أرْبَعَةِ أوْجُهٍ: فَأحَدٌ ذَلِكَ: مَن جَعَلَها مُحْكَمَةً وصَرَفَها إلى حَدِّ الضَّرُورَةِ. [١١٢٠ ] حَدَّثَنا الحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبّاحِ ثَنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمانَ، أنْبَأ أبُو الرَّبِيعِ السَّمّانُ أشْعَثُ بْنُ سَعِيدٍ، أنْبَأ عاصِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ «عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ أبِيهِ قالَ: كُنّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ - في سَفَرٍ في لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ، فَنَزَلْنا مَنزِلًا فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَأْخُذُ الحِجارَةَ فَيَجْعَلُها مَسْجِدًا يُصَلِّي فِيهِ، فَلَمّا أصْبَحْنا إذا نَحْنُ قَدْ صَلَّيْنا لِغَيْرِ القِبْلَةِ، فَقُلْنا: يا رَسُولَ اللَّهِ. لَيْلَتُنا لَيْلَةٌ بارِدَةٌ فَأنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ ﴿ولِلَّهِ المَشْرِقُ والمَغْرِبُ فَأيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وجْهُ اللَّهِ»﴾ (p-٢١٢)والقَوْلُ الثّانِي: بِأنَّ الآيَةَ مُحْكَمَةٌ وتَفْسِيرُها في صَلاةِ السَّفَرِ تَطَوُّعًا. [١١٢١ ] حَدَّثَنا أبُو سَعِيدٍ الأشَجُّ ثَنا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ أبِي سُلَيْمانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ «عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: لَمّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿فَأيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وجْهُ اللَّهِ﴾ أنْ تُصَلِّيَ أيْنَما تَوَجَّهَتْ راحِلَتُكَ في السَّفَرِ تَطَوُّعًا، كانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ - إذا رَجَعَ مِن مَكَّةَ يُصَلِّي عَلى راحِلَتِهِ تَطَوُّعًا، يَوْمِئُ بِرَأْسِهِ نَحْوَ المَدِينَةِ». والقَوْلُ الثّالِثُ أنَّها مُحْكَمَةٌ وتَفْسِيرُها اسْتِقْبالُ الكَعْبَةِ. [١١٢٢ ] حَدَّثَنا الحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبّاحِ ثَنا حَجّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأعْوَرُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أخْبَرَنِي إبْراهِيمُ بْنُ أبِي بَكْرٍ عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿فَأيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وجْهُ اللَّهِ﴾ حَيْثُما كُنْتُمْ فَلَكم قِبْلَةٌ تَسْتَقْبِلُونَها الكَعْبَةُ. ورُوِيَ عَنِ الحَسَنِ نَحْوُ ذَلِكَ. . والقَوْلُ الرّابِعُ أنَّها مَنسُوخَةٌ: [١١٢٣ ] حَدَّثَنا الحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبّاحِ ثَنا حَجّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ أنْبَأ ابْنُ جُرَيْجٍ وعُثْمانُ بْنُ عَطاءٍ عَنْ عَطاءٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: أوَّلُ ما نُسِخَ مِنَ القُرْآنِ فِيما ذُكِرَ لَنا؛ واللَّهُ أعْلَمُ شَأْنُ القِبْلَةِ قالَ: ﴿ولِلَّهِ المَشْرِقُ والمَغْرِبُ فَأيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وجْهُ اللَّهِ﴾ فاسْتَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَصَلّى نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ، وتَرَكَ البَيْتَ العَتِيقَ. ثُمَّ صَرَفَهُ اللَّهُ إلى البَيْتِ العَتِيقِ، فَنَسَخَها فَقالَ: ﴿ومِن حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرامِ، وحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكم شَطْرَهُ﴾ [البقرة: ١٥٠] قالَ أبُو مُحَمَّدٍ: ورُوِيَ عَنْ أبِي العالِيَةِ والحَسَنِ وعَطاءٍ الخُراسانِيِّ، وعِكْرِمَةَ وقَتادَةَ والسُّدِّيِّ، وزَيْدِ بْنِ أسْلَمَ نَحْوُ ذَلِكَ. . قَوْلُهُ: ﴿فَثَمَّ وجْهُ اللَّهِ إنَّ اللَّهِ واسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [١١٢٤ ] حَدَّثَنا أبُو سَعِيدٍ الأشَجُّ ثَنا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمانَ الكِلابِيُّ عَنْ نَضْرِ بْنِ العَرَبِيِّ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿فَأيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وجْهُ اللَّهِ﴾ قِبْلَةُ اللَّهِ أيْنَما تَوَجَّهْتَ شَرْقًا أوْ غَرْبًا.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب