الباحث القرآني
﴿وكَأيِّنْ مِن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أمْرِ رَبِّها ورُسُلِهِ فَحاسَبْناها حِسابًا شَدِيدًا وعَذَّبْناها عَذابًا نُكُرًا﴾ ﴿فَذاقَتْ وبالَ أمْرِها وكانَ عاقِبَةُ أمْرِها خُسْرًا﴾ ﴿أعَدَّ اللَّهُ لَهم عَذابًا شَدِيدًا﴾ [الطلاق: ١٠] .
لَمّا شُرِعَتْ لِلْمُسْلِمِينَ أحْكامٌ كَثِيرَةٌ مِنَ الطَّلاقِ ولَواحِقِهِ، وكانَتْ كُلُّها تَكالِيفَ قَدْ تُحْجِمُ بَعْضُ الأنْفُسِ عَنْ إيفاءِ حَقِّ الِامْتِثالِ لِها تَكاسُلًا أوْ تَقْصِيرًا رَغَّبَ في الِامْتِثالِ لَها بِقَوْلِهِ (﴿ومَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا﴾ [الطلاق: ٢])، وقَوْلِهِ (﴿ومَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِن أمْرِهِ يُسْرًا﴾ [الطلاق: ٤])، وقَوْلِهِ (﴿ومَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ ويُعْظِمْ لَهُ أجْرًا﴾ [الطلاق: ٥])، وقَوْلِهِ (﴿سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا﴾ [الطلاق: ٧]) .
وحَذَّرَ اللَّهُ النّاسَ في خِلالِ ذَلِكَ مِن مُخالَفَتِها بِقَوْلِهِ (﴿وتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ومَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ﴾ [الطلاق: ١])، وقَوْلِهِ (﴿ذَلِكم يُوعَظُ بِهِ مَن كانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ واليَوْمِ الآخِرِ﴾ [الطلاق: ٢]) أعْقَبَها بِتَحْذِيرٍ عَظِيمٍ مِنَ الوُقُوعِ في مُخالَفَةِ أحْكامِ اللَّهِ ورُسُلِهِ لِقِلَّةِ العِنايَةِ بِمُراقَبَتِهِمْ، لِأنَّ الصَّغِيرَ يُثِيرُ الجَلِيلَ، فَذَكَّرَ المُسْلِمِينَ ( ولَيْسُوا مِمَّنْ يَعْتُوا عَلى أمْرِ رَبِّهِمْ بِما حَلَّ بِأقْوامٍ مِن عِقابٍ عَظِيمٍ عَلى قِلَّةِ اكْتِراثِهِمْ بِأمْرِ اللَّهِ ورُسُلِهِ لِئَلّا يَسْلُكُوا سَبِيلَ التَّهاوُنِ بِإقامَةِ الشَّرِيعَةِ، فَيُلْقِي بِهِمْ ذَلِكَ في مَهْواةِ الضَّلالِ.
وهَذا الكَلامُ مُقَدِّمَةٌ لِما يَأْتِي مِن قَوْلِهِ (﴿فاتَّقُوا اللَّهَ يا أُولِي الألْبابِ﴾ [الطلاق: ١٠]) الآياتِ فالجُمْلَةُ مَعْطُوفَةٌ عَلى مَجْمُوعِ الجُمَلِ السّابِقَةِ عَطْفَ غَرَضٍ عَلى غَرَضٍ.
و(كَأيِّنْ) اسْمٌ لِعَدَدِ كَثِيرٍ مُبْهَمٍ يُفَسِّرُهُ ما يُمَيِّزُهُ بَعْدَهُ مِنَ اسْمٍ مَجْرُورٍ بِمِن و(كَأيِّنْ) بِمَعْنى (كَمِ) الخَبَرِيَّةِ. وقَدْ تَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعالى (﴿وكَأيِّنْ مِن نَبِيءٍ قُتِلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ﴾ [آل عمران: ١٤٦]) في آلِ عِمْرانَ.
والمَقْصُودُ مِن إفادَةِ التَّكْثِيرِ هُنا تَحْقِيقُ أنَّ العَذابَ الَّذِي نالَ أهْلَ تِلْكَ القُرى شَيْءٌ مُلازِمٍ لِجَزائِهِمْ عَلى عُتُوِّهِمْ عَنْ أمْرِ رَبِّهِمْ ورُسُلِهِ فَلا يَتَوَهَّمُ مُتَوَهِّمٌ أنَّ ذَلِكَ مُصادَفَةً في بَعْضِ القُرى وأنَّها غَيْرُ مُطَّرِدَةٍ في جَمِيعِهِمْ.
(p-٣٣٤)و(كَأيِّنْ) في مَوْضِعِ رَفْعٍ عَلى الِابْتِداءِ، وهو مَبْنِيٌّ.
وجُمْلَةُ (﴿عَتَتْ عَنْ أمْرِ رَبِّها﴾) في مَوْضِعِ الخَبَرِ لِ (كَأيِّنْ) .
والمَعْنى: الإخْبارُ بِكَثْرَةِ ذَلِكَ بِاعْتِبارِ ما فُرِّعَ عَلَيْهِ مِن قَوْلِهِ (﴿فَحاسَبْناها﴾) فالمُفَرَّعُ هو المَقْصُودُ مِنَ الخَبَرِ.
والمُرادُ بِالقَرْيَةِ: أهْلُها عَلى حَدِّ قَوْلِهِ (﴿واسْألِ القَرْيَةَ الَّتِي كُنّا فِيها﴾ [يوسف: ٨٢]) بِقَرِينَةِ قَوْلِهِ عَقِبَ ذَلِكَ (﴿أعَدَّ اللَّهُ لَهم عَذابًا شَدِيدًا﴾ [الطلاق: ١٠]) إذْ جِيءَ بِضَمِيرِ جَمْعِ العُقَلاءِ.
وإنَّما أُوثِرَ لَفْظُ القَرْيَةِ هُنا دُونَ الأُمَّةِ ونَحْوِها لِأنَّ في اجْتِلابِ هَذا اللَّفْظِ تَعْرِيضًا بِالمُشْرِكِينَ مِن أهْلِ مَكَّةَ ومُشايَعَةً لَهم بِالنَّذارَةِ ولِذَلِكَ كَثُرَ في القُرْآنِ ذِكْرُ أهْلِ القُرى في التَّذْكِيرِ بِعَذابِ اللَّهِ في نَحْوِ (﴿وكَمْ مِن قَرْيَةٍ أهْلَكْناها﴾ [الأعراف: ٤]) .
وفِيهِ تَذْكِيرٌ لِلْمُسْلِمِينَ بِوَعْدِ اللَّهِ بِنَصْرِهِمْ ومَحْقِ عَدِوِّهِمْ.
والعُتُوُّ ويُقالُ العُتِيُّ: تَجاوَزُ الحَدِّ في الِاسْتِكْبارِ والعِنادِ. وضُمِّنَ مَعْنى الإعْراضِ فَعُدِّيَ بِحَرْفِ (عَنْ) .
والمُحاسِبَةُ مُسْتَعْمَلَةٌ في الجَزاءِ عَلى الفِعْلِ بِما يُناسِبُ شِدَّتَهُ مِن شَدِيدِ العِقابِ، تَشْبِيهًا لِتَقْدِيرِ الجَزاءِ بِإجْراءِ الحِسابِ بَيْنَ المُتَعامِلِينَ، وهو الحِسابُ في الدُّنْيا، ولِذَلِكَ جاءَ (حاسَبْناها) و(عَذَّبْناها) بِصِيغَةِ الماضِي.
والمَعْنى: فَجازَيْناها عَلى عُتُوِّها جَزاءً يُكافِئُ طُغْيانَها.
والعَذابُ النُّكُرُ: هو عَذابُ الِاسْتِئْصالِ بِالغَرَقِ، والخَسْفِ، والرَّجْمِ، ونَحْوِ ذَلِكَ.
وعَطْفُ العَذابِ عَلى الحِسابِ مُؤْذِنٌ بِأنَّهُ غَيْرُهُ، فالحِسابُ فِيما لَقُوهُ قَبْلَ الِاسْتِئْصالِ مِنَ المُخَوِّفاتِ وأشْراطِ الإنْذارِ مِثْلَ القَحْطِ والوَباءِ والعَذابِ هو ما تُوُعِّدُوا بِهِ.
ولَكَ أنْ تَجْعَلَ الحِسابَ عَلى حَقِيقَتِهِ ويُرادَ بِهِ حِسابُ الآخِرَةِ. وشِدَّتُهُ قُوَّةُ المُناقَشَةِ فِيهِ والِانْتِهارُ عَلى كُلِّ سَيِّئَةٍ يُحاسَبُونَ عَلَيْها.
(p-٣٣٥)والعَذابُ: عَذابُ جَهَنَّمِ، ويَكُونُ الفِعْلُ الماضِي مُسْتَعْمَلًا في مَعْنى المُسْتَقْبَلِ تَشْبِيهًا لِلْمُسْتَقْبَلِ بِالماضِي في تَحَقُّقِ وُقُوعِهِ مِثْلَ قَوْلِهِ (﴿أتى أمْرُ اللَّهِ﴾ [النحل: ١])، وقَوْلِهِ (﴿ونادى أصْحابُ الجَنَّةِ أصْحابَ النّارِ﴾ [الأعراف: ٤٤]) .
والنُّكُرُ بِضَمَّتَيْنِ، وبِضَمٍّ فَسُكُونٍ: ما يُنْكِرُهُ الرَّأْيُ مِن فَظاعَةِ كَيْفِيَّتِهِ إنْكارًا شَدِيدًا.
وقَرَأ نافِعٌ وأبُو بَكْرٍ عَنْ عاصِمٌ وأبُو جَعْفَرٍ ويَعْقُوبُ نُكُرًا بِضَمَّتَيْنِ. وقَرَأهُ الباقُونَ بِسُكُونِ الكافِ. وتَقَدَّمَ في سُورَةِ الكَهْفِ.
والفاءُ في قَوْلِهِ (﴿فَذاقَتْ وبالَ أمْرِها﴾) لِتَفْرِيعِ (﴿فَحاسَبْناها﴾) (﴿وعَذَّبْناها﴾) .
والذَّوْقُ: هُنا الإحْساسُ مُطْلَقًا، وهو مَجازٌ مُرْسَلٌ.
والوَبِيلُ: صِفَةٌ مُشَبَّهَةٌ. يُقالُ: وبُلَ - بِالضَّمِّ - المَرْعى: إذا كانَ كَلَأُهُ وخِيمًا ضارًّا لِما يَرْعاهُ.
والأمْرُ: الحالُ والشَّأْنُ، وإضافَةُ الوَبالِ إلى الأمْرِ مِن إضافَةِ المُسَبِّبِ إلى السَّبَبِ، أيْ ذاقُوا الوَبالَ الَّذِي تَسَبَّبَ لَهم فِيهِ أمْرُهم وشَأْنُهُمُ الَّذِي كانُوا عَلَيْهِ.
وعاقِبَةُ الأمْرِ: آخِرُهُ وأثَرُهُ. وهو يَشْمَلُ العاقِبَةَ في الدُّنْيا والآخِرَةِ كَما دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ (﴿أعَدَّ اللَّهُ لَهم عَذابًا شَدِيدًا﴾ [الطلاق: ١٠]) .
وشُبِّهَتْ عاقِبَتُهُمُ السُّوأى بِخَسارَةِ التّاجِرِ في بَيْعِهِ في أنَّهم لَمّا عَتَوْا حَسِبُوا أنَّهم أرْضَوْا أنْفُسَهم بِإعْراضِهِمْ عَنِ الرُّسُلِ وانْتَصَرُوا عَلَيْهِمْ فَما لَبِثُوا أنْ صارُوا بِمَذَلَّةٍ وكَما يَخْسَرُ التّاجِرُ في تَجْرِهِ.
وجِيءَ بِفِعْلِ (كانَ) بِصِيغَةِ المُضِيِّ لِأنَّ الحَدِيثَ عَنْ عاقِبَتِها في الدُّنْيا تَغْلِيبًا. وفي كُلِّ ذَلِكَ تَفْظِيعٌ لِما لَحِقَهم مُبالَغَةً في التَّحْذِيرِ مِمّا وقَعُوا فِيهِ.
وجُمْلَةُ (﴿أعَدَّ اللَّهُ لَهم عَذابًا شَدِيدًا﴾ [الطلاق: ١٠]) بَدَلُ اشْتِمالِ مِن جُمْلَةِ (﴿وكانَ عاقِبَةُ أمْرِها خُسْرًا﴾) أوْ بَدَلُ بَعْضٍ مِن كُلٍّ.
(p-٣٣٦)والمُرادُ عَذابُ الآخِرَةِ لِأنَّ الإعْدادَ التَّهْيِئَةُ وإنَّما يُهَيَّأُ الشَّيْءُ الَّذِي لَمْ يَحْصُلْ.
وإنْ جَعَلْتَ الحِسابَ والعَذابَ المَذْكُورَيْنِ آنِفًا حِسابَ الآخِرَةِ وعَذابَها كَما تَقَدَّمَ آنِفًا فَجُمْلَةُ (﴿أعَدَّ اللَّهُ لَهم عَذابًا شَدِيدًا﴾ [الطلاق: ١٠]) اسْتِئْنافًا لِبَيانِ أنَّ ذَلِكَ مُتَزايِدٌ غَيْرُ مُخَفَّفٍ مِنهُ كَقَوْلِهِ (﴿فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكم إلّا عَذابًا﴾ [النبإ: ٣٠]) .
{"ayahs_start":8,"ayahs":["وَكَأَیِّن مِّن قَرۡیَةٍ عَتَتۡ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِۦ فَحَاسَبۡنَـٰهَا حِسَابࣰا شَدِیدࣰا وَعَذَّبۡنَـٰهَا عَذَابࣰا نُّكۡرࣰا","فَذَاقَتۡ وَبَالَ أَمۡرِهَا وَكَانَ عَـٰقِبَةُ أَمۡرِهَا خُسۡرًا"],"ayah":"وَكَأَیِّن مِّن قَرۡیَةٍ عَتَتۡ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِۦ فَحَاسَبۡنَـٰهَا حِسَابࣰا شَدِیدࣰا وَعَذَّبۡنَـٰهَا عَذَابࣰا نُّكۡرࣰا"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











