الباحث القرآني

﴿يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهم بِما عَمِلُوا أحْصاهُ اللَّهُ ونَسُوهُ واللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ . ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ ”يَوْمَ“ ظَرْفًا مُتَعَلِّقًا بِالكَوْنِ المُقَدَّرِ في خَبَرِ المُبْتَدَأِ مِن ﴿ولِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ﴾ [المجادلة: ٥] . ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ مُتَعَلِّقًا بِـ ”مُهِينٌ“، ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ مَنصُوبًا عَلى المَفْعُولِ بِهِ لِفِعْلٍ تَقْدِيرُهُ: اذْكُرْ تَنْوِيهًا بِذَلِكَ اليَوْمِ وتَهْوِيلًا عَلَيْهِمْ وهَذا كَثِيرٌ في أسْماءِ الزَّمانِ الَّتِي وقَعَتْ في القُرْآنِ. وقَدْ تَقَدَّمَ في قَوْلِهِ تَعالى ﴿وإذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ أنِّي جاعِلٌ في الأرْضِ خَلِيفَةً﴾ [البقرة: ٣٠] في سُورَةِ البَقَرَةِ. وضَمِيرُ الجَمْعِ عائِدٌ إلى ﴿الَّذِينَ يُحادُّونَ اللَّهَ ورَسُولَهُ﴾ [المجادلة: ٥] و﴿الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ﴾ [المجادلة: ٥] . ولِذَلِكَ أُتِيَ بِلَفْظِ الشُّمُولِ وهو جَمِيعًا حالًا مِنَ الضَّمِيرِ. وقَوْلُهُ ﴿فَيُنَبِّئُهم بِما عَمِلُوا﴾ تَهْدِيدٌ بِفَضْحِ نِفاقِهِمْ يَوْمَ البَعْثِ. وفِيهِ كِنايَةٌ عَنِ الجَزاءِ عَلى أعْمالِهِمْ. (p-٢٥)وجُمْلَةُ ﴿أحْصاهُ اللَّهُ ونَسُوهُ﴾ في مَوْضِعِ الحالِ مِن ما عَمِلُوا. والمَقْصُودُ مِنَ الحالِ هو ما عَطَفَ عَلَيْهِ مِن قَوْلِهِ ”ونَسُوهُ“ لِأنَّ ذَلِكَ مَحَلُّ العِبْرَةِ. وبِهِ تَكُونُ الحالَةُ مُؤَسِّسَةً لا مُؤَكِّدَةً لِعامِلِها، وهو يُنَبِّئُهم، أيْ عَلِمَهُ اللَّهُ عِلْمًا مُفَصَّلًا مِنَ الآنَ. وهم نَسُوهُ، وذَلِكَ تَسْجِيلٌ عَلَيْهِمْ بِأنَّهم مُتَهاوِنُونَ بِعَظِيمِ الأمْرِ وذَلِكَ مِنَ الغُرُورِ، أيْ نَسُوهُ في الدُّنْيا بَلْهَ الآخِرَةِ، فَإذا أُنْبِئُوا بِهِ عَجِبُوا، قالَ تَعالى﴿ووُضِعَ الكِتابُ فَتَرى المُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمّا فِيهِ ويَقُولُونَ يا ويْلَتَنا ما لِهَذا الكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً ولا كَبِيرَةَ إلّا أحْصاها ووَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِرًا﴾ [الكهف: ٤٩] . وجُمْلَةُ ﴿واللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ تَذْيِيلٌ. والشَّهِيدُ: العالِمُ بِالأُمُورِ المُشاهَدَةِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب