الباحث القرآني
﴿قُلْ أوَلَوْ جِئْتُكم بِأهْدى مِمّا وجَدْتُمْ عَلَيْهِ آباءَكُمْ﴾ قَرَأ الجُمْهُورُ (قُلْ) بِصِيغَةِ فِعْلِ الأمْرِ لِمُفْرَدٍ فَيَكُونُ أمْرًا لِلرَّسُولِ ﷺ بِأنْ يَقُولَهُ جَوابًا عَنْ قَوْلِ المُشْرِكِينَ ﴿إنّا وجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وإنّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ﴾ [الزخرف: ٢٢] .
وقَرَأ ابْنُ عامِرٍ وحَفْصٌ (قالَ) بِصِيغَةِ فِعْلِ المُضِيِّ المُسْنَدِ إلى المُفْرَدِ الغائِبِ فَيَكُونُ الضَّمِيرُ عائِدًا إلى نَذِيرِ الَّذِينَ قالُوا ﴿إنّا وجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وإنّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ﴾ [الزخرف: ٢٣] . فَحَصَلَ مِنَ القِراءَتَيْنِ أنَّ جَمِيعَ الرُّسُلِ أجابُوا أقْوامَهم بِهَذا الجَوابِ، وعَلى كِلْتا القِراءَتَيْنِ جاءَ فِعْلُ (قُلْ) أوْ (قالَ) مَفْصُولًا غَيْرَ مَعْطُوفٍ لِأنَّهُ واقِعٌ في مَجالِ المُحاوَرَةِ كَما تَقَدَّمَ غَيْرَ مَرَّةٍ، مِنها قَوْلُهُ تَعالى: ﴿قالُوا أتَجْعَلُ فِيها مَن يُفْسِدُ فِيها﴾ [البقرة: ٣٠] في سُورَةِ البَقَرَةِ.
وقَرَأ الجُمْهُورُ (جِئْتُكم) بِضَمِيرِ تاءِ المُتَكَلِّمِ. وقَرَأ أبُو جَعْفَرٍ (جِئْناكم) بِنُونِ ضَمِيرِ المُتَكَلِّمِ المُشارِكِ وأبُو جَعْفَرٍ مِنَ الَّذِينَ قَرَأُوا (قُلْ) بِصِيغَةِ الأمْرِ فَيَكُونُ ضَمِيرُ (جِئْناكم) عائِدًا لِلنَّبِيءِ ﷺ المُخاطَبِ بِفِعْلِ (قُلْ) لِتَعْظِيمِهِ ﷺ مِن جانِبِ رَبِّهِ تَعالى الَّذِي خاطَبَهُ بَقَوْلِهِ: (قُلْ) .
والواوُ في قَوْلِهِ: (أوَلَوْ) عاطِفَةٌ الكَلامَ المَأْمُورَ بِهِ عَلى كَلامِهِمْ، وهَذا العَطْفُ مِمّا يُسَمّى عَطْفَ التَّلْقِينِ، ومِنهُ قَوْلُهُ تَعالى عَنْ إبْراهِيمَ: ﴿قالَ ومِن ذُرِّيَّتِي﴾ [البقرة: ١٢٤] .
(p-١٩٠)والهَمْزَةُ لِلِاسْتِفْهامِ التَّقْرِيرِيِّ المَشُوبِ بِالإنْكارِ. وقُدِّمَتْ عَلى الواوِ لِأجْلِ التَّصْدِيرِ.
و(لَوْ) وصْلِيَّةٌ، و(لَوْ) الوَصْلِيَّةُ تَقْتَضِي المُبالَغَةَ بِنِهايَةِ مَدْلُولِ شَرْطِها كَما تَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعالى: ﴿ولَوِ افْتَدى بِهِ﴾ [آل عمران: ٩١] في آلِ عِمْرانَ، أيْ لَوْ جِئْتُكم بِأهْدى مِن دِينِ آبائِكم تَبْقَوْنَ عَلى دِينِ آبائِكم وتَتْرُكُونَ ما هو أهْدى.
والمَقْصُودُ مِن الِاسْتِفْهامِ تَقْرِيرُهم عَلى ذَلِكَ لِاسْتِدْعائِهِمْ إلى النَّظَرِ فِيما اتَّبَعُوا فِيهِ آباءَهم لَعَلَّ ما دَعاهم إلَيْهِ الرَّسُولُ أهْدى مِنهم.
وصَوْغُ اسْمِ التَّفْضِيلِ مِنَ الهَدْيِ إرْخاءٌ لِلْعِنانِ لَهم لِيَتَدَبَّرُوا، نَزَّلَ ما كانَ عَلَيْهِ آباؤُهم مَنزِلَةَ ما فِيهِ شَيْءٌ مِنَ الهُدى اسْتِنْزالًا لِطائِرِ المُخاطَبِينَ لِيَتَصَدَّوْا لِلنَّظَرِ كَقَوْلِهِ: ﴿وإنّا أوْ إيّاكم لَعَلى هُدًى أوْ في ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ [سبإ: ٢٤] .
* * *
﴿قالُوا إنّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ﴾ بَدَلٌ مِن جُمْلَةِ ﴿إنّا وجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وإنّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ﴾ [الزخرف: ٢٣]، لِأنَّ ذَلِكَ يَشْتَمِلُ عَلى مَعْنى: لا نَتَّبِعُكم ونَتْرُكُ ما وجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا، وضَمِيرُ (قالُوا) راجِعٌ إلى (مُتْرَفُوها) لِأنَّ مَوْقِعَ جُمْلَةِ (﴿فانْتَقَمْنا مِنهُمْ﴾ [الزخرف: ٢٥]) يُعَيِّنُ أنَّ هَؤُلاءِ القائِلِينَ وقَعَ الِانْتِقامُ مِنهم فَلا يَكُونُ مِنهُمُ المُشْرِكُونَ الَّذِينَ وقَعَ تَهْدِيدُهم بِأُولَئِكَ.
وقَوْلُهم: ما أُرْسِلْتُمْ بِهِ. يَجُوزُ أنْ يَكُونَ حِكايَةً لِقَوْلِهِمْ، فَإطْلاقُهُمُ اسْمَ الإرْسالِ عَلى دَعْوَةِ رُسُلِهِمْ تَهَكُّمٌ مِثْلُ قَوْلِهِ: ﴿مالِ هَذا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ﴾ [الفرقان: ٧] ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ حِكايَةً بِالمَعْنى وإنَّما قالُوا إنّا بِما زَعَمْتُمْ أنَّكم مُرْسَلُونَ بِهِ، وما أُرْسِلُوا بِهِ تَوْحِيدُ الإلَهِ.
{"ayah":"۞ قَـٰلَ أَوَلَوۡ جِئۡتُكُم بِأَهۡدَىٰ مِمَّا وَجَدتُّمۡ عَلَیۡهِ ءَابَاۤءَكُمۡۖ قَالُوۤا۟ إِنَّا بِمَاۤ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ كَـٰفِرُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق