الباحث القرآني
﴿فَإذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فاذْكُرُوا اللَّهَ قِيامًا وقُعُودًا وعَلى جُنُوبِكم فَإذا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأقِيمُوا الصَّلاةَ إنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلى المُؤْمِنِينَ كِتابًا مَوْقُوتًا﴾ .
القَضاءُ: إتْمامُ الشَّيْءِ كَقَوْلِهِ ﴿فَإذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكم فاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكم آباءَكم أوْ أشَدَّ ذِكْرًا﴾ [البقرة: ٢٠٠] . والظّاهِرُ مِن قَوْلِهِ ﴿فَإذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ﴾ أنَّ المُرادَ مِنَ الذِّكْرِ هُنا النَّوافِلُ، أوْ ذِكْرُ اللِّسانِ كالتَّسْبِيحِ والتَّحْمِيدِ، فَقَدْ كانُوا في الأمْنِ يَجْلِسُونَ إلى أنْ يَفْرَغُوا مِنَ التَّسْبِيحِ ونَحْوِهِ، فَرَخَّصَ لَهم حِينَ الخَوْفِ أنْ يَذْكُرُوا اللَّهَ عَلى كُلِّ حالٍ. والمُرادُ القِيامُ والقُعُودُ والكَوْنُ عَلى الجُنُوبِ ما كانَ مِن ذَلِكَ في أحْوالِ الحَرْبِ لا لِأجْلِ الِاسْتِراحَةِ.
وقَوْلُهُ ﴿فَإذا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأقِيمُوا الصَّلاةَ﴾ تَفْرِيعٌ عَنْ قَوْلِهِ ﴿وإذا ضَرَبْتُمْ في الأرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكم جُناحٌ أنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إنْ خِفْتُمْ﴾ [النساء: ١٠١] إلى آخِرِ الآيَةِ. فالِاطْمِئْنانُ مُرادٌ (p-١٨٩)بِهِ القُفُولُ مِنَ الغَزْوِ، لِأنَّ في الرُّجُوعِ إلى الأوْطانِ سُكُونًا مِن قَلاقِلِ السَّفَرِ واضْطِرابِ البَدَنِ، فَإطْلاقُ الِاطْمِئْنانِ عَلَيْهِ يُشْبِهُ أنْ يَكُونَ حَقِيقَةً، ولَيْسَ المُرادُ الِاطْمِئْنانَ الَّذِي هو عَدَمُ الخَوْفِ لِعَدَمِ مُناسَبَتِهِ هُنا، وقَدْ تَقَدَّمَ القَوْلُ في الِاطْمِئْنانِ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعالى ﴿ولَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾ [البقرة: ٢٦٠] مِن سُورَةِ البَقَرَةِ.
ومَعْنى فَأقِيمُوا الصَّلاةَ صَلُّوها تامَّةً ولا تَقْصُرُوها. هَذا قَوْلُ مُجاهِدٍ وقَتادَةَ، فَيَكُونُ مُقابِلَ قَوْلِهِ ﴿فَلَيْسَ عَلَيْكم جُناحٌ أنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ﴾ [النساء: ١٠١]، وهو المُوافِقُ لِما تَقَدَّمَ مِن كَوْنِ الوارِدِ في القُرْآنِ هو حُكْمُ قَصْرِ الصَّلاةِ في حالِ الخَوْفِ، دُونَ قَصْرِ السَّفَرِ مِن غَيْرِ خَوْفٍ. فالإقامَةُ هُنا الإتْيانُ بِالشَّيْءِ قائِمًا أيْ تامًّا، عَلى وجْهِ التَّمْثِيلِ كَقَوْلِهِ تَعالى﴿وأقِيمُوا الوَزْنَ بِالقِسْطِ﴾ [الرحمن: ٩] وقَوْلِهِ ﴿أنْ أقِيمُوا الدِّينَ ولا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ﴾ [الشورى: ١٣] . وهَذا قَوْلُ جُمْهُورِ الأيِمَّةِ: مالِكٍ، والشّافِعِيِّ، وأحْمَدَ، وسُفْيانَ. وقالَ أبُو حَنِيفَةَ وأصْحابُهُ: لا يُؤَدِّي المُجاهِدُ الصَّلاةَ حَتّى يَزُولَ الخَوْفُ، لِأنَّهُ رَأى مُباشَرَةَ القِتالِ فِعْلًا يُفْسِدُ الصَّلاةَ. وقَوْلُهُ تَعالى وإذا ضَرَبْتُمْ في الأرْضِ إلى قَوْلِهِ ﴿فَإذا اطْمَأْنَنْتُمْ﴾ يُرَجِّحُ قَوْلَ الجُمْهُورِ، لِأنَّ قَوْلَهُ تَعالى ﴿إنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلى المُؤْمِنِينَ كِتابًا مَوْقُوتًا﴾ مَسُوقٌ مَساقَ التَّعْلِيلِ لِلْحِرْصِ عَلى أدائِها في أوْقاتِها.
والمَوْقُوتُ: المَحْدُودُ بِأوْقاتٍ، والمُنَجَّمُ عَلَيْها، وقَدْ يُسْتَعْمَلُ بِمَعْنى المَفْرُوضِ عَلى طَرِيقِ المَجازِ. والأوَّلُ أظْهَرُ هُنا.
{"ayah":"فَإِذَا قَضَیۡتُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱذۡكُرُوا۟ ٱللَّهَ قِیَـٰمࣰا وَقُعُودࣰا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمۡۚ فَإِذَا ٱطۡمَأۡنَنتُمۡ فَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَۚ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتۡ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِینَ كِتَـٰبࣰا مَّوۡقُوتࣰا"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق