الباحث القرآني
﴿قالَ يا إبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أسْتَكْبَرْتَ أمْ كُنْتَ مِنَ العالِينَ﴾ ﴿قالَ أنا خَيْرٌ مِنهُ خَلَقْتَنِي مِن نارٍ وخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ﴾ أيْ: خاطَبَ اللَّهُ إبْلِيسَ ولا شَكَّ أنَّ هَذا الخِطابَ حِينَئِذٍ كانَ بِواسِطَةِ مَلَكٍ مِنَ المَلائِكَةِ لِأنَّ إبْلِيسَ لَمّا اسْتَكْبَرَ قَدِ انْسَلَخَ عَنْ صِفَةِ المَلَكِيَّةِ فَلَمْ يَعُدْ أهْلًا لِتَلَقِّي الخِطابِ مِنَ اللَّهِ ولَمْ يَكُنْ أرْفَعُ رُتْبَةً مِنَ الرُّسُلِ الَّذِينَ قالَ اللَّهُ فِيهِمْ ﴿وما كانَ لِبَشَرٍ أنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إلّا وحْيًا أوْ مِن وراءِ حِجابٍ أوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإذْنِهِ ما يَشاءُ﴾ [الشورى: ٥١] وبِذَلِكَ تَكُونُ المُحاوَرَةُ المَحْكِيَّةُ هُنا بِواسِطَةِ مَلَكٍ فَيَكُونُ الِاخْتِصامُ بَيْنَهُ وبَيْنَ المَلائِكَةِ عَلى جَعْلِ ضَمِيرِ يَخْتَصِمُونَ عائِدًا إلى المَلَأِ الأعْلى كَما تَقَدَّمَ.
وجِيءَ بِفِعْلِ قالَ غَيْرَ مَعْطُوفٍ حَسْبَ طَرِيقَةِ المُقاوَلاتِ. وتَقَدَّمَ قَرِيبٌ مِن هَذِهِ الآيَةِ في سُورَةِ الحِجْرِ إلّا قَوْلَهُ هُنا ما مَنَعَكَ أنْ تَسْجُدَ، أيْ: ما مَنَعَكَ مِنَ السُّجُودِ، ووَقَعَ في سُورَةِ الأعْرافِ ”أنْ لا تَسْجُدَ“ عَلى أنْ لا زائِدَةً. وحُكِيَ هُنا أنَّ اللَّهَ قالَ لَهُ ﴿لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ﴾ أيْ: خَلَقْتُهُ بِقُدْرَتِي، أيْ: خَلْقًا خاصًّا دَفْعَةً ومُباشَرَةً لِأمْرِ التَّكْوِينِ، فَكانَ تَعَلُّقُ هَذا التَّكْوِينِ أقْرَبَ مَن تَعَلُّقِهِ بِإيجادِ المَوْجُوداتِ (p-٣٠٣)المُرَتَّبَةِ لَها أسْبابٌ تُباشِرُها مِن حَمَلٍ ووِلادَةٍ كَما هو المَعْرُوفُ في تَخَلُّقِ المَوْجُوداتِ عَنْ أُصُولِها. ولا شَكَّ في أنَّ خَلْقَ آدَمَ فِيهِ عِنايَةٌ زائِدَةٌ وتَشْرِيفُ اتِّصالٍ أقْرَبُ. فاليَدانِ تَمْثِيلٌ لِتَكَوُّنِ آدَمَ مِن مُجَرَّدِ أمْرِ التَّكْوِينِ لِلطِّينِ بِهَيْئَةِ صُنْعِ الفَخّارِيِّ لِلْإناءِ مِن طِينٍ إذْ يُسَوِّيهِ بِيَدَيْهِ. وكانَ السَّلَفُ يُقِرُّونَ أنَّ اليَدَيْنِ صِفَةٌ خاصَّةٌ لِلَّهِ تَعالى لِوُرُودِهِما في القُرْآنِ مَعَ جَزْمِهِمْ بِتَنْزِيهِ اللَّهِ عَنْ مُشابَهَةِ المَخْلُوقاتِ وعَنِ الجِسْمِيَّةِ، وقَصْدُهُمُ الحَذَرُ مِن تَحْكِيمِ الآراءِ في صِفاتِ اللَّهِ. أوْ أنْ تَحْمِلَ العُقُولُ القاصِرَةُ صِفاتِ اللَّهِ عَلى ما تَعارَفَتْهُ ﴿ولِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي﴾ [طه: ٣٩] وقالَ مَرَّةً ﴿فَإنَّكَ بِأعْيُنِنا﴾ [الطور: ٤٨] وقَدْ تَقَدَّمَ القَوْلُ في الآياتِ المُشابِهَةِ في أوَّلِ سُورَةِ آلِ عِمْرانَ.
وفِي إلْقاءِ هَذا السُّؤالِ إلى إبْلِيسَ قَطْعٌ بِمَعْذِرَتِهِ. والمَعْنى: أمِن أجْلِ أنَّكَ تَتَعاظَمُ بِغَيْرِ حَقٍّ أمْ لِأنَّكَ مِن أصْحابِ العُلُوِّ، والمُرادُ بِالعُلُوِّ: الشَّرَفُ، أيْ: مِنَ العالِينَ عَلى آدَمَ فَلا يَسْتَحِقُّ أنْ تُعَظِّمَهُ فَأجابَ إبْلِيسُ مِمّا يُشَقُّ الثّانِي. فَتَبَيَّنَ أنَّهُ يَعُدُّ نَفْسَهُ أفْضَلَ مِن آدَمَ لِأنَّهُ مَخْلُوقٌ مِنَ النّارِ وآدَمَ مَخْلُوقٌ مِنَ الطِّينِ، يَعْنِي: والنّارُ أفْضَلُ مِنَ الطِّينِ، أيْ: في رَأْيِهِ.
وعَبَّرَ عَنْ آدَمَ باسِمِ ”ما“ المَوْصُولَةِ وهو حِينَئِذٍ إنْسانٌ؛ لِأنَّ سُجُودَ المَلائِكَةِ لِآدَمَ كانَ بَعْدَ خَلْقِهِ وتَعْلِيمِهِ الأسْماءَ كَما في سُورَةِ البَقَرَةِ. ويُؤَيِّدُ قَوْلَ أهْلِ التَّحْقِيقِ أنَّ ”ما“ لا تَخْتَصُّ بِغَيْرِ العاقِلِ؛ وشَواهِدُهُ كَثِيرَةٌ في القُرْآنِ وغَيْرِهِ مِن كَلامِ العَرَبِ.
وقالَ ”أنا خَيْرٌ مِنهُ“ قَوْلٌ مِنَ الشَّيْطانَ حُكِيَ عَلى طَرِيقَةِ المُحاوَراتِ.
وجُمْلَةُ ﴿خَلَقْتَنِي مِن نارٍ وخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ﴾ بَيانٌ لِجُمْلَةِ ”أنا خَيْرٌ مِنهُ“ وقَدْ جَعَلَ إبْلِيسُ عُذْرَهُ مَبْنِيًّا عَلى تَأْصِيلِ أنَّ النّارَ خَيْرٌ مِنَ الطِّينِ ولَمْ يَرِدْ في القُرْآنِ أنَّ اللَّهَ رَدَّ عَلَيْهِ هَذا التَّأْصِيلَ لِأنَّهُ أحْقَرُ مِن ذَلِكَ فَلَعَنَهُ وأطْرَدَهُ لِأنَّهُ ادَّعى باطِلًا وعَصى رَبَّهُ اسْتِكْبارًا: وطَرْدُهُ أجْمَعُ لِإبْطالِ عِلْمِهِ ودَحْضِ دَلِيلِهِ، غَيْرَ أنَّ النُّورَ الَّذِي في النّارِ نُورٌ عارِضٌ قائِمٌ بِالأجْسامِ المُلْتَهِبَةِ الَّتِي تُسَمّى نارًا، ولَيْسَ لِلنّارِ قِيامٌ بِنَفْسِها ولِذَلِكَ لَمْ تُعَدَّ أنْ يَكُونَ كِيانُها مَخْلُوطًا بِما يُلْهِبُها.
ومَعْنى كَوْنِ الشَّيْطانِ مَخْلُوقًا مِنَ النّارِ أنَّ ابْتِداءَ تَكَوُّنِ الذَّرَّةِ الأصْلِيَّةِ لِقِوامِ (p-٣٠٤)ماهِيَّتِهِ مِن عُنْصُرِ النّارِ، ثُمَّ تَمْتَزِجُ تِلْكَ الذَّرَّةُ بِعَناصِرَ أُخْرى مِثْلَ الهَواءِ وما اللَّهُ أعْلَمُ بِهِ.
ومَعْنى كَوْنِ آدَمَ مَخْلُوقًا مِنَ الطِّينِ أنَّ ابْتِداءَ تَكَوُّنِ ذَرّاتِ جُثْمانِهِ مِن عُنْصُرِ التُّرابِ وأُدْخِلَ عَلى تِلْكَ الذَّرّاتِ ما امْتَزَجَتْ بِهِ عَناصِرُ الهَواءِ والماءِ والنّارِ وما يَتَوَلَّدُ عَلى ذَلِكَ التَّرْكِيبِ مِن عَناصِرَ كِيماوِيَّةٍ وقُوَّةٍ كَهْرَبائِيَّةٍ تَتَقَوَّمُ بِمَجْمُوعِها ماهِيَّةُ الإنْسانِ.
وتَكُونُ (مِن) في المَوْضِعَيْنِ ابْتِدائِيَّةً لا تَبْعِيضِيَّةً.
وقَدْ جَزَمَ الفَلاسِفَةُ الأوَّلُونَ والأطِبّاءُ بِأنَّ عُنْصُرَ النّارِ أشْرَفُ مِن عُنْصُرِ التُّرابِ (ويُعَبَّرُ عَنْهُ بِالأرْضِ) لِأنَّ النّارَ لَطِيفَةٌ مُضِيئَةُ اللَّوْنِ والتُّرابَ كَثِيفٌ مُظْلِمُ اللَّوْنِ.
وقالَ الشِّيرازِيُّ في شَرْحِ كُلِّيّاتِ القانُونِ: إنَّ النّارَ وإنْ تَرَجَّحَتْ عَلى الأرْضِ بِما ذُكِرَ فالأرْضُ راجِحَةٌ عَلَيْها بِأنَّها خَيْرٌ لِلْحَيَوانِ والنَّباتِ، وغَيْرُ مُفْسِدَةٍ بِبَرْدِها، بِخِلافِ النّارِ فَإنَّها مُفْسِدَةٌ بِحَرِّها لِكَوْنِهِ في الغايَةِ إلى غَيْرِ ذَلِكَ.
والحَقُّ: أنَّ أفْضَلِيَّةَ العَناصِرِ لا تَقْتَضِي أفْضَلِيَّةَ الكائِناتِ المُنْشَأةِ مِنها لِأنَّ العَناصِرَ أجْرامٌ بَسِيطَةٌ لا تَتَكَوَّنُ المَخْلُوقاتُ مِن مُجَرَّدِها بَلِ المَخْلُوقاتُ تَتَكَوَّنُ بِالتَّرْكِيبِ بَيْنَ العَناصِرِ، والأجْسامُ الإنْسانِيَّةُ مُرَكَّبَةٌ مِنَ العَناصِرِ كُلِّها. والرُّوحُ الآدَمِيُّ لَطِيفَةٌ نُورانِيَّةٌ تَفَوَّقَ بِها الإنْسانُ عَلى جَمِيعِ المُرَكَّباتِ بِأنْ كانَ فِيهِ جُزْءٌ مَلَكِيٌّ شارَكَ بِهِ المَلائِكَةَ، ولِذَلِكَ طَلَبَ مِنهُ خالِقُهُ تَعالى وتَقَدَّسَ أنْ يُلْحِقَ نَفْسَهُ بِالمَلائِكَةِ فَتَحَقَّقَ ذَلِكَ الِالتِحاقُ كامِلًا في الأنْبِياءِ والمُرْسَلِينَ ومِن أجْلِ ذَلِكَ قُلْنا: إنَّ الأنْبِياءَ والرُّسُلَ أفْضَلُ مِنَ المَلائِكَةِ لِاسْتِواءِ الفَرِيقَيْنِ في تَمَحُّضُ النُّورانِيَّةِ وتَمَيَّزَ فَرِيقُ الأنْبِياءِ بِأنَّهم لَحِقُوا تِلْكَ المَراتِبَ بِالِاصْطِفاءِ والطّاعَةِ، فَلَيْسَ لِإبْلِيسَ دَلِيلٌ في التَّفْضِيلِ عَلى آدَمَ وإنَّما عَرَضَتْ لَهُ شُبْهَةٌ ضالَّةٌ ولِذَلِكَ جُوزِيَ عَلى إبائِهِ مِنَ السُّجُودِ إلَيْهِ بِالطَّرْدِ مِنَ المَلَأِ الأعْلى.
وإنَّما بَسَطْنا القَوْلَ هُنا لِرَدِّ شُبَهِ طائِفَةٍ مِنَ المَلاحِدَةِ الَّذِينَ يُصَوِّبُونَ شُبْهَةَ إبْلِيسَ طَعْنًا في الدِّينِ لا إيمانًا بِالشَّياطِينِ لِيَعْلَمُوا أنَّهُ لَوْ سَلَّمْنا أنَّ النّارَ أشْرَفُ مِنَ الطِّينِ لَما كانَ ذَلِكَ مُقْتَضِيًا أنْ يَكُونَ ما يَنْشَأُ مِنَ النّارِ أفْضَلُ مِمّا يَنْشَأُ مِنَ الطِّينِ لِأنَّ (p-٣٠٥)المَخْلُوقَ كائِنٌ مُرَكَّبٌ مِن عَناصِرَ وأجْزاءٍ مُتَفاوِتَةٍ والتَّرْكِيبُ قَدْ يَدْخُلُ عَلى المادَّةِ الأُولى شَرَفًا وقَدْ يَدْخُلُ عَلَيْها حَقارَةً، والتَّفاضُلُ إنَّما يَتَقَوَّمُ مِنَ الكَمالِ في الذّاتِ والآثارِ.
{"ayahs_start":75,"ayahs":["قَالَ یَـٰۤإِبۡلِیسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسۡجُدَ لِمَا خَلَقۡتُ بِیَدَیَّۖ أَسۡتَكۡبَرۡتَ أَمۡ كُنتَ مِنَ ٱلۡعَالِینَ","قَالَ أَنَا۠ خَیۡرࣱ مِّنۡهُ خَلَقۡتَنِی مِن نَّارࣲ وَخَلَقۡتَهُۥ مِن طِینࣲ"],"ayah":"قَالَ یَـٰۤإِبۡلِیسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسۡجُدَ لِمَا خَلَقۡتُ بِیَدَیَّۖ أَسۡتَكۡبَرۡتَ أَمۡ كُنتَ مِنَ ٱلۡعَالِینَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق